السبت 19 أكتوبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جدل واستهزاء بالمسيحية.. كيف علق الغرب على مشهد لوحة العشاء الأخير بالأولمبياد؟

تجسيد مشهد لوحة العشاء
سياسة
تجسيد مشهد لوحة العشاء الأخير
الأحد 28/يوليو/2024 - 09:39 م

شهد حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، مشهدًا غير اعتيادي أثار حالة من الجدل وانتقادات كبيرة من الغرب والشرق، لما مثله من تحدي للقيم الأخلاقية، وإِساءة للمجتمع الديني المسيحي، بعد عرض تمثيل لمشهد لوحة العشاء الأخير لـ ليوناردو دافينشي من قبل مجموعة من الفنانين المتحولين جنسيا، وظهور مغني عاريا ويجسد الرب الإغريقي ديونيسيس في المشهد.  

وتسبب عرض مشهد لوحة العشاء الأخير في حالة من الحرج لـ فرنسا ومنظمي دورة الألعاب الأولمبية، الذين قدموا اعتذارا رسميا عن المشهد، وحذف الفيديو الافتتاحي لـ دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، والذي يظهر فيه مشهد تجسيد لوحة العشاء الأخير. 

لكن الغرب لم يهدأ بعد هذا المشهد المتدني الذي تسبب في إثارة الجدل في المجتمع الغربي، مع توجيه انتقادات واسعة من قبل المسؤولين الغربيين وتعليق وسائل الإعلام الغربية عليه.

كيف علق الغرب على مشهد لوحة العشاء الأخير بالأولمبياد؟

البداية من روسيا التي حرمها الغرب نفسه من المشاركة في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية لاعتبارات سياسية، والتي نظرت لهذا الأمر على أنه تحدي للقيم والأخلاق الرياضية.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن بعض عروض حفل افتتاح الألعاب الأولمبية 2024 في باريس كانت مثيرة للاشمئزاز، في إشارة إلى مشهد لوحة العشاء الأخير الذي تم تجسيده في حفل الافتتاح.  

من فرنسا نفسها، انتقد السياسي اليساري الفرنسي جون لوك ميلانشون مشهد لوحة العشاء الأخير، وقال في مدونته: لم يعجبني الاستهزاء بقضية العشاء الأخير للمسيح وتلامذته، والتي تمثل أساس العبادة المسيحية، ولا أقصد هنا طبعا انتقاد من هم ضد الدين، هذا لا يهم الجميع، لكني أتساءل: ما فائدة جرح مشاعر المؤمنين؟ حتى إذا كنا ضد الكنيسة، فقد كان يجب الانتباه إلى أننا كنا نتحدث إلى العالم أجمع ذلك المساء.

لوحة العشاء الأخير لـ  ليوناردو دافينشي

كما علقت النائبة الفرنسية اليمينية في البرلمان الأوروبي ماريون مارشال، على المشهد عبر حسابها على منصة إكس قائلة: إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشاهدون حفل باريس 2024 وشعروا بالإهانة من محاكاة ساخرة، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، لكن أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز.

وفي بيان صدر عن مؤتمر الأساقفة الفرنسيين، الذي يمثل الأساقفة الكاثوليك في البلاد، قال إن حفل الافتتاح تضمن مشاهد من السخرية والاستهزاء بالمسيحية، ويعد سخرية فظيعة.

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، كتب مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عبر حسابه على منصة إكس: كان الاستهزاء بالعشاء الأخير صادما ومهينا للمسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين شاهدوا حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، إن الحرب على عقيدتنا وقيمنا التقليدية لا تعرف حدودا اليوم، لكننا نعلم أن الحق والفضيلة سوف ينتصران دائما.. والنور يضيء في الظلام، والظلام لم يدرك النور.

كذلك انتقد رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك مشهد لوحة العشاء الأخير، واصفًا هذا المشهد بأنه مشهد لا يحترم المسيحيين في كل مكان في العالم. 

ووصف ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، وهو حزب في حكومة رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الائتلافية، المقطع بأنه حقير، وأضاف: افتتاح الألعاب الأولمبية بإهانة مليارات المسيحيين في جميع أنحاء العالم كان بداية سيئة حقًا، أيها الفرنسيون الأعزاء.

وتحدث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عن الفراغ الأخلاقي في الغرب، بعد عرض مشهد لوحة العشاء الأخير المثير للجدل في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. 

مشهد لوحة العشاء الأخير  

الإعلام الغربي يتناول مشهد لوحة العشاء الأخير

لم تهدأ وسائل الإعلام الغربية بعد عرض مشهد لوحة العشاء الأخير، حيث وجه الإعلام الغربي انتقادات واسعة في تناوله لهذا المشهد الذي شكل إساءة كبيرة للمجتمع المسحيي حول العالم.

صحيفة أسوشيتد برس الأمريكية، علقت على المشهد بأنه مشهد جريء مثير للاشمئزاز، حيث تصدر حفل الافتتاح لما شكل من إساءة كبيرة للمسيحين حول العالم، مشيرة إلى الانتقادات الواسعة التي وجهها المسؤولين الغربيين للجنة المنظمة للحفل بعد عرض هذا المشهد.

أما صحيفة نيويورك تايمز، فقالت: أثار عرض قدم خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس يوم الجمعة، انتقادات من زعماء الكنيسة والسياسيين المحافظين بسبب التشابه الملحوظ مع تصوير ليوناردو دافنشي لمشهد توراتي في العشاء الأخير، حيث وصفه البعض بأنه استهزاء بالمسيحية.

وتابعت: قد أثارت هذه المشاهد استنكارًا شديدًا بين الناس الذين اعتبروا هذه الصور محاكاة ساخرة لـ العشاء الأخير، وهو المشهد الوارد في العهد الجديد والذي صوره دافنشي في لوحة تحمل نفس الاسم.

في أمريكا أيضًا، تناول موقع Today Show، مشهد لوحة العشاء الأخير في حفل الأولمبياد، قائلًا: كان حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 مليئًا بلحظات لا تنسى، ولكن أحد العروض أثار ردود فعل متباينة وحالة من الجدل، وهو عرض مشهد لوحة العشاء الأخير، حيث اصطف متحولون جنسيا وراقصون على طاولة طويلة في صورة اعتقد البعض أنها تشبه لوحة العشاء الأخير التي رسمها ليوناردو دافنشي ليسوع المسيح ورسله الاثني عشر.

ننتقل إلى بريطانيا، حيث تناولت كبرى الصحف الإنجليزية وهي صحيفة الجارديان هذا المشهد، مشيرة إلى اعتذار منظمو أولمبياد باريس للمسيحيين عن محاكاة ساخرة لـ العشاء الأخير، لكنها أكدت أن هذا المشهد غير أخلاقي ويحض على الكراهية.

في ذات السياق، جاء في مقال في صحيفة أفينيري، وهي الصحيفة الإيطالية اليومية التابعة للكنيسة الكاثوليكية: لا تعتبرونا متعصبين أخلاقيين، ولكن ما الهدف من الاضطرار إلى تجربة كل حدث عالمي، حتى لو كان رياضيًا، كما لو كان مسيرة فخر للمثليين؟. 

 في وقت سابق من اليوم، أصدر منظمو دورة الألعاب الأوليمبية في باريس، اعتذارًا، بعد تعرضهم لانتقادات من الجماعات الدينية والسياسيين المحافظين، بسبب تضمين مشهد غير لائق في حفل الافتتاح الذي أقيم مساء الجمعة، يشبه لوحة العشاء الأخير لليوناردو دافنشي.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024: لم تكن هناك نية مطلقًا لإظهار عدم الاحترام تجاه مجموعة دينية، إذا شعر الناس بأي إهانة، فنحن بالطبع نأسف حقًا. 

مشهد لوحة العشاء الأخير 
تابع مواقعنا