بين التليف الكيسي والجفاف.. الطفل الفلسطيني فادي الزنط يتصدر وسائل الإعلام العالمية
منذ أربعة أشهر ونصف، يقبع الطفل الفلسطيني فادي الزنط، البالغ من العمر 6 سنوات، في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، على حافة الموت يعاني مرض التليف الكيسي وأزمة الجفاف التي أصابت أطفال القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي منذ بداية الحرب.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية سلطت الضوء على قصة الطفل الفلسطيني فادي الزنط، تزامنًا مع انتشار مقاطع الفيديو الخاصة بفادي في جميع أنحاء العالم، الذي أصبح لفترة وجهًا لأزمة الجوع في التي يعانيها قطاع غزة.
مأساة الطفل الفلسطيني فادي الزنط
تقول والدة فادي لصحيفة واشنطن بوست إن حالته كانت مستقرة قبل بدء الحرب يأخذ علاجه بانتظام ويتابع مع الأطباء، وكان يمارس حياته بشكل طبيعي، مثل كل الأطفال يلعب ويلهو ويفرح داخل المنزل وخارجه.
ولكن سرعان ما تبدل الحال، وجاءت الحرب التي خلفت أكثر من 1.9 مليون نازح، بحسب الأمم المتحدة، علاوة على قلة عدد شحنات المساعدات وسط القيود الإسرائيلية، مما ترك مئات الآلاف من الجوعى، بما في ذلك الطفل فادي، الذي بدأ وزنه في النقصان، حيث اضطرت عائلته إلى الانتقال من مكان إلى آخر بحثًا عن الأمان.
وأوضحت الأم أن حالة فادي، تحتاج أن يستهلك ما يصل إلى ضعف كمية السعرات الحرارية التي يستهلكها الأطفال الآخرون في عمره، كما يتطلب الأمر دواءً محددًا، وهو إنزيم يساعد في الحصول على العناصر الغذائية من الطعام، ومع غياب الإثنين بدأ فادي يضيع، كما قالت والدته البالغة من العمر 31 عامًا.
وأضافت الأم: في مارس الماضي، حملت فادي بين ذراعي وتوجهت نحو المستشفى الوحيد الذي كنت في أمل أن يتمكن من علاجه هناك، وبعد ساعتين، وجدت رجلًا ومعه حمارًا وعربة نقلنا إلى مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، ولكن بدون الإمدادات اللازمة، لم يكن بوسع الأطباء فعل الكثير لمساعدة فادي.
كان فادي قد فقد نحو نصف وزن جسمه بحلول ذلك الوقت، وكان وزنه 22 كيلو، كما وجده الصحفيون الذي زاروا المستشفى، يبكي من ألم في الصدر والجفاف، حيث يتسبب التليف الكيسي في انسداد مجرى التنفس بمخاط سميك.
ولفتت الأم إلي أنه في كل مرة تقوم بتحميمه، تنكسر عظامه البارزة تحت جلده الشاحب، وقالت في تصريحاتها للصحيفة: إن خوفي الأكبر هو أن أفقد فادي.
