الكثير من "أيخمان".. طريق مفتوح بين "الموساد" وطهران
في فبراير الماضي أعلنت وزارة الأمن الإيرانية أنها حصلت على معلومات فريدة وغير مسبوقة تكشف عن جواسيس للموساد الإسرائيلي في 28 دولة، ووصفت الأمر وقتها بأكبر عملية استخباراتية مركبة ضد أجهزة التجسس والأمن التابع للاحتلال الإسرائيلي.
قبلها بأيام نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق 4 أعضاء بخلية تابعة لجهاز الموساد، أدينوا بالضلوع في تفجير مدينة أصفهان العام الماضي.
واليوم تعرضت إيران لضربة موجعة باستهداف واغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أراضها وفي قلب العاصمة الإيرانية طهران بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وبين روايتين الأولى رسمية من جانب إيران وفيها أن عملية الاغتيال نفذت في قرابة الساعة 2 منتصف الليل في مقر خاص لقدامى المحاربين كان يقيم فيه أيضًا أمين عام حركة الجهاد زياد النخالة، وزادت على الأمر وكالة إيرانية رسمية أن مقر هنية استهدف بقذيفة أطلقت من الجو لتبدد الأنباء الأولى لتؤكد أن الصاروخ الذي استهدفت به هنية أطلق من دولة أخرى.
بينما الرواية الأخرى لم تكن رسمية ومن وسائل إعلامية إسرائيلية ذكرت أن المسؤولين الإيرانيين توصلوا إلى استنتاج مفاده أن الصاروخ الذي استهدف هنية أطلق من داخل حدود البلاد.
وتتمحور كافة التحليلات الحالية حول تنفيذ عملاء للموساد في إيران تلك العملية، وتكون الرواية الأخيرة هي أقرب للواقع، خاصة أن الموساد يمتلك السجل الأوسع لعمليات الاغتيال عابرة الحدود، وربما وحده أدولف أيخمان القائد النازي الذي عاد به الموساد حيًا إلى إسرائيل والبقية تركهم جثثا ساكنة في مواقع الاستهداف.
وفي يناير الماضي وجه رئيس الموساد ديفيد برنياع تحذيرًا صريحًا إلى المسلحين الفلسطينيين، قائلًا: فلتعلم كل أم عربية أنه إذا شارك ابنها في المذبحة فإنه يكون قد وقع على حكم إعدامه بنفسه.
وجاء هذا التحذير في جنازة مدير الموساد السابق زفي زامير، الذي أشرف على عملية ـ غضب الرب ـ للناشطين الفلسطينيين المرتبطين بقتل 11 مدربًا ورياضيًا إسرائيليًا في دورة الألعاب الأوليمبية في ميونيخ عام 1972.
عملاء إسرائيل يتحركون بحرية في إيران
وفي يونيو 2023 أعلن الموساد عن تنفيذ عملية خاصة في الأراضي الإيرانية والقبض على إيراني يدعى يوسف شهبازي، حيث تم إرساله لقيادة هجوم مخطط له ضد أهداف إسرائيلية في قبرص.
وقتها وصف المجلس الأطلسي - مؤسسة بحثية في مجال الشؤون الدولية - بأنه يحمل العديد من الدلائل حول تحرك عملاء الموساد بسهولة في إيران لدرجة أنهم لا يتمكنون فقط من جمع المعلومات الاستخباراتية ولكن أيضًا اعتقال واستجواب عميل للنظام على الأراضي الإيرانية.
يوسف شبهازي لم يكن الوحيد قبلها بأشهر حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن عملية مزعومة للموساد على الأراضي الإيرانية وبحسب المعلومات احتجز عملاء المخابرات الإسرائيلية واستجوبوا منصور رسولي، وهو عميل في الحرس الثوري الإيراني يبلغ من العمر 52 عامًا، في مقر إقامته في إيران، حيث اعترف بخطة لاغتيال دبلوماسي إسرائيلي في تركيا، وجنرال أمريكي متمركز في ألمانيا، وصحفي في فرنسا.
وفي يوليو 2022 نشرت فضائية إيرانية تبث محتواها من لندن أن الموساد استجوب مسؤولًا آخر في الحرس الثوري الإيراني يد الله خدمتي في إيران، ونشرت لقطات لاعترافاته بشأن نقل الأسلحة إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن.
ومنذ عام 2009، ساعد الإسرائيليون في اغتيال العديد من المسؤولين المرتبطين بالحرس الثوري الإيراني أو البرنامج النووي للبلاد، وكانت آخر العمليات في تلك السياق مقتل محسن فخري زاده، أحد الشخصيات البارزة في الحرس الثوري الإيراني في نوفمبر 2020.
وقبل ذلك في يناير 2018 تمكن الموساد من مداهمة الأرشيف النووي الإيراني في قرية خارج طهران، والوصول إلى 55 ألف صفحة من الوثائق و183 قرصًا مضغوطًا.
وفي إسرائيل صدر مؤخرًا كتاب هدف طهران ليصف العملية بأكبر عملية سرقة مادية لمواد استخباراتية من عاصمة عدو في تاريخ التجسس.