هل السنة النبوية المطهرة لم تنْقَل ولم توثق بنفس دقة القرآن الكريم؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا ورد إليها مفاداه: زعم بعض الـمُشَكِّكِين أنَّ السنة النبوية المطهرة لم تُنْقَل ولم تُوثّق بنفس الدّقة التي نُقِل ووثّق بها القرآن الكريم؛ فهل هذا صحيح؟
وقالت الدار عبر موقعها الرسمي في فتوى سابقة: القولُ بعدم توثيق السنّة بنفس دقة توثيق القرآن الكريم قولٌ باطل لا يُلتَفت إليه ولا يُعوّل عليه؛ فقد وثَّق المسلمون السنة النبوية المطهرة بأعظم منهج وثقت به البشرية سيرة نبي أو عالم أو رئيس أو متبوع؛ أقوالًا وأفعالًا، وأوصافًا وأحوالًا، حتى أبدع علماء المسلمين قواعد التوثيق وقوانين المصطلح في أدق منهج علمي للأسانيد والمتون، فابتكروا ما يُقارب 100 علم لنقل السنة النبوية الشريفة وتوثيقها رواية ودراية.
وتابعت: وفَّق الله المسلمين لأسباب حفظ القرآن والسنة؛ فابتكروا من علوم النقل والتوثيق ما لم تسبقهم إليه ديانة من الديانات أو حضارة من الحضارات: فنقل المسلمون القرآن جيلًا عن جيلٍ بأدق ما يكون النقل؛ كتابةً وتلاوة؛ حتى على مستوى النطق الحرفي والأداء الصوتي، وذلك بالأسانيد المتصلة المتكاثرة التي بلغت حدّ التواتر في كل جيل من أجيال المسلمين.
هل السنة النبوية المطهرة لم تنْقَل ولم توثق بنفس دقة القرآن الكريم؟
وأكدت الدار: ذكر العلامة الحازمي في عجالة المبتدي وفضالة المنتهي، وقد عدَّ منها الحافظ ابن الصلاح في المقدمة 65 نوعًا، وأتم تعدادها كلَّها الحافظُ السيوطي في البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر؛ فميزوا بذلك صحيح الآثار من سقيمها، وسبروا كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كلام غيره.