نجح دنيا وآخرة.. والدة يزن العجل توزع حلوى بمناسبة نجاحه بالثانوية بعد استشهاده | خاص
يترقب طلاب الثانوية العامة حاليا نتائجهم بفارغ الصبر، ويحتفل أولياء الأمور باللحظة التي انتظروها دهرا، وكانوا يرفقوها في دعائهم كل ليلة، اللحظة التي يشاهدوا فيها أبنائهم يتذوقون حلاوة النجاح بعد سنة من المذاكرة الشاقة.
ولكن على الجانب الآخر، لم يتسن للبعض الاستمتاع بتلك اللحظة، بل سُلبت منهم أقل حقوقهم ناحية فلذة أكبادهم، وهي أن يستطيعوا توديع جثمانهم قبل أن يتوارى تحت التراب، كحال أم يزن التي سرقت منها حرب القوات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ابنها الطالب بالسنة الأخيرة من التوجيهي.
وكان يحلم بأن يكون مهندسا، مثلما تمنت أمه قبل 12 عاما، لكنه أعطاها ما هو أغلى من حلم الهندسة، فأصبح الشهيد يزن سامي العجل.
والدة يزن العجل توزع حلوى نجاحه بالثانوية بعد استشهاده
انتشرت في الفترة الأخيرة مقاطع فيديو لأم يزن وهي توزع الحلوى على الناس احتفالا بابنها المهندس يزن سامي العجل، الذي استشهد قبل أن يحقق حلمه، وأرفقت صينية الحلوى بالمجموع الذي وضعه أمامه وخطه بيده في ورقة صفراء، وهو 87% في بداية السنة الدراسية.
تفاصيل استشهاد يزن سامي العجل
بعد شهر واحد استطاع يزن فيه أن يلتمس طريق العلم نحو حلمه، جاءت الحرب لتخطو خطواتها المدمرة نحو شباب ونساء وأطفال غزة بقسوة محت بها معالم الحياة من أرض غزة، ولكنها أضعف ما يكون نحو تدمير قلوب أهالي فلسطين، وإضعاف عزيمتهم التي لا تقهر.
قالت أم يزن لـ القاهرة 24، إنها فقدت يزن في الثاني من ديسمبر العام الماضي، يوم الاثنين، وظلت تبحث عنه في كل مكان لمدة 4 أيام متواصلة، ما بين الدفاع المدني والإسعافات والمشرحة، حتى وجدت أحد الشباب الذي رافق ابنها الحبيب في العناية المركزة، ليؤكد لها شكوكها المؤلمة، قائلة: قال لي جملة عمري ما هنساها، قال لي يا خالتي متزعليش لو لقيتي جثة يزن مفتتة، ولكن أنا لحد دلوقتي ملقيتوش ولا قدرت أحضنه وأودعه، لأنه مات في منطقة حمراء ممنوع الوصول ليها.
ثم استطرت حديثها قائلة: كنت خلال الفترة دي بفتح تليفونه، فيديوهاته كانت حلوة جدا، وبحس أنه عاملهالي للحظة دي، يزن راح لكن صوته وذكراه هيفضلوا موجودين، أخواته مش بينسوه وكل يوم بنتذكره وبنفقده وبنحكي معاه وبنفتح صوره.
حلم يزن بالهندسة الذي سلبته الحرب على القطاع
وعد يزن والدته في بداية السنة بالتحاقه بكلية الهندسة، وكتب مجموعه في ورقة صفراء، وحاول إعطائها لوالدته لكنها رفضت وقتها لرغبتها في أن تتركها مفاجأة لنهاية السنة.
وبعد استشهاده، وجدت والدته الورقة على هاتفه، وشعرت وقتها بالحزن والفرح ومشاعر الفقد في آن واحد، وقررت حينها أن تفي بوعدها وتستكمل الباقي من الرحلة، لأنه من منظور الجميع، يزن نجح بالفعل، ولكن بشهادتين.
وأشارت أم يزن: قررت أوزع حلو على روحه مش بس لأنه كسب توجيهي، بس لأنه كسب شهادتين بالدنيا والآخرة واستحقها عن جدارة.
ثم اختتمت حديثها قائلة: يزن أهداني لقب أم الشهيد اللي بحب الكل يناديني بيه، قصة يزن مش الأولى ولا الأخيرة، لكن أنا راضية بقضاء الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، الدنيا ممر والآخرة مستقر.