بعد إيمان خليف.. أولمبياد باريس تواجه أزمة جديدة في الملاكمة النسائية
عاصفة جديدة من الجدل والتصريحات، تواجهها أولمبياد باريس، عقب إعلان مشاركة الملاكمة التايوانية لين يو تينغ التي تم استبعادها سابقًا، لأسباب متعلقة بالجندر والنوع الاجتماعي، في مباراة ملاكمة نسائية في مواجهة سيتورا تورديبكوفا الأوزبكية.
أزمة النوع الاجتماعي تثير الجدل في أولمبياد باريس
وحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، يأتي ذلك في الوقت الذي يدور فيه الجدل حول مشاركة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، عقب مباراتها التي لم تتجاوز 46 ثانية أمام منافستها الإيطالية، على خلفية اتهام الأولى بإجراء عملية تحول جنسي وزيادة هرمونات الذكورة لديها، ما يجعل المنافسة غير عادلة.
ووفقا لتقرير ديلي ميل، أثارت المواجهة بين بطلة العالم مرتين لين 28 عامًا وتورديبيكوفا 22 عامًا جدلًا، بعد أن فشلت لين في اختبار الأهلية بين الجنسين في بطولة العالم العام الماضي.
وخسرت الملاكمة التايوانية، التي شاركت في الألعاب الأولمبية كمصنفة أولى، ميداليتها البرونزية بعد أن فشلت في تلبية معايير الأهلية غير المحددة التي وضعها الاتحاد الدولي للملاكمة.
وفي سياق متصل، تم استبعاد الجزائرية إيمان خليف، 25 عامًا، التي فازت أمس على الإيطالية أنجيلا كاريني في مباراة استمرت 46 ثانية فقط، قبل ساعات من مباراة الميدالية الذهبية لها في نفس المنافسة.
وشككت اللجنة الأولمبية الدولية في هذه الخطوة ووصفتها بأنها قرار تعسفي، لم يتبع الإجراءات القانونية الواجبة، واعترفت لاحقًا بأن قواعد النوع الاجتماعي هي حقل ألغام.
وتتجه كل الأنظار إلى مباراة لين مع تورديبيكوفا، بعد النزال الدراماتيكي الذي أقيم بالأمس والذي شهد انسحاب الإيطالية كاريني في أقل من دقيقة مع تلقي خليف لكمة واحدة فقط.
وفازت لين بميدالية برونزية في منافسات وزن الريشة للسيدات ببطولة العالم قبل تجريدها من الجائزة العام الماضي، حيث فازت بثلاث مباريات قبل أن تخسر في الدور نصف النهائي أمام كازاخستان كارينا إبراجيموفا.
وفي مقابلة مع Liberty في عام 2013، كانت يو تينغ، بطلة العالم مرتين، تبلغ من العمر 17 عامًا فقط عندما كشفت في تصريحات صادمة أنها مارست هذه الرياضة لحماية والدتها من العنف المنزلي.
وقال مدربها تسنغ زي تشيانغ، إن يو تينغ تعلمت الملاكمة لأنها شعرت بالأسف على والدتها التي تعرضت للضرب المتكرر على يد والدها.
وبعد نجاحها، حصلت على منحة تعليمية بقيمة 40 ألف دولار تايواني، ثم أعطت الجائزة المالية المستقبلية لوالدتها لدعم أسرتها بعد أن تركهم والدها في منزلهم في مدينة تايبيه الجديدة.
من جانبه، جرد الاتحاد الدولي للملاكمة IBA، لين في وقت لاحق من الميدالية، حيث ذكرت المنظمة أن الملاكم فشل في تلبية متطلبات الأهلية.
وفي ذات السياق، قالت مديرة حملات Sex Matters، فيونا ماكنينا، إن اللجنة الأولمبية الدولية، التي تشرف على الألعاب، يجب أن تشعر بالخجل.
وأضافت: من الظلم الفادح أن تضطر الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني، في ذروة مسيرتها الرياضية، إلى التنازل من أجل سلامتها.
وتابعت: إن نظرة الألم الشديد والجروح على وجهها في تلك اللحظة يجب أن تكون كافية لإنهاء المشهد السخيف والخطير للرجال في رياضة النساء مرة واحدة وإلى الأبد.
وأضافت: الناس غاضبون بحق، ويجب على اللجنة الأولمبية الدولية أن تشعر بالخجل، لكن يبدو أنهم وقحون لأن هذه هي سياستهم المعمول بها، إن استخدام ميزة الذكور ضد النساء يجعل كل رياضة تقريبًا غير عادلة، وبعض الألعاب الرياضية غير آمنة، بما في ذلك الملاكمة ولا يزال هذا يتم تطبيقه في العديد من الألعاب الرياضية في جميع أنحاء العالم.
اللجنة الأولمبية الدولية
ويواجه رؤساء اللجنة الأولمبية الدولية الآن ردود أفعال عنيفة وغاضبة، في أعقاب المباراة، حيث انتقدت رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس الاشتباك.
يشار إلى أنه تم استبعاد التايواني لين يو تينغ، إلى جانب الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، من بطولة العالم للملاكمة العام الماضي في نيودلهي.
