أعرفه أكثر من أمه.. ماذا قال ضابط المخابرات الإسرائيلية عن يحيى السنوار بعد 180 ساعة تحقيق؟
اختارت حركة حماس، يحيى السنوار، زعيما للحركة ورئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لـ إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل الأسبوع الماضي خلال وجوده في طهران، للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
والسنوار، هو قائد حركة حماس داخل قطاع غزة، والآن يتحول إلى قيادة الحركة بأكملها، حيث ينقسم الهيكل الإداري للحركة إلى 4 مكاتب رئيسية، هي قيادة الحركة في غزة وكان يشغلها السنوار، ومكتب الحركة في الضفة الغربية، وكان يقوده صالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل في لبنان، يناير الماضي، بالإضافة إلى مكتب حماس بالخارج، ويترأسه خالد مشعل، بالإضافة إلى المكتب السياسي للحركة، والذي بات يشغله الآن يحيى السنوار خلفا لإسماعيل هنية.
وقضى السنوار 22 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعدما قضت محكمة إسرائيلية عام 1989 بسجنه مدى الحياة لدوره في قتل جنديين إسرائيليين، وخلال هذه الفترة خضع للتحقيق بمعرفة جهاز الشاباك الإسرائيلي -جهاز الأمن الداخلي-.
ويقول مدير التحقيقات السابق بجهاز الشاباك الإسرائيلي، مايكل كوبي، إنه يعرف زعيم حركة حماس الجديد يحيى السنوار، "أفضل من أمه" -على حد تعبيره-، لافتا إلى قضائه نحو 180 ساعة معه خلال التحقيقات عندما كان السنوار في السجون الإسرائيلية.
حماس بالنسبة لي كل شيء
ويحكي كوبي، عن لقاءاته بالسنوار، خلال لقاء مع سي إن إن الأمريكية ديسمبر الماضي، ويقول: سألته، أنت الآن بعمر 28-29 عاما (حينها) لماذا لست متزوجا؟ كيف لا تريد عائلة؟ فأجابني: حماس هي زوجتي وحماس ابني وحماس بالنسبة لي كل شيء.
ويتذكر كوبي، السنوار بأنه كان قويًا، خاليًا من المشاعر، وأنه كان نوعا مختلفا من المعتقلين، ويصفه بأنه "كانت لديه تلك العيون القاتلة، قال لي إنه يفضل أن يموت شهيدا على أن يتكلم".
ضابط إسرائيلي: السنوار لن يستسلم أبدا
وفي الفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، انتهجت حماس في غزة تحت قيادة السنوار، سياسات أقنعت إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أن الحركة اتجهت للتهدئة وتضع تركيزها على غزة وتنميتها، ما دفع الاحتلال للسماح بمرور المساعدات المالية إلى الحركة داخل غزة.
ويقول كوبي، تعليقا على الحرب الحالية، إن السنوار لن يغادر غزة أبدا، سيقاتل حتى يموت، لديه مبادئ، لن يستسلم أبدا ولن يهرب أبدا.
ويتذكر كوبي، شخصية السنوار، قائلا: إنه ذكي حقا، لا أعتقد أنه مختل عقليا، إنه عقلاني للغاية، ولم يُظهر أبدًا أي مشاعر، لم يبتسم قط، لقد كان متعصبا.
وتابع: كنت أعرف أنه رجل متدين يحفظ القرآن عن ظهر قلب، كنت بحاجة إلى أن أظهر له أنني أعرف القرآن أفضل منه، لكن كوبي عانى بشدة من صلابة السنوار، ولم يتمكن أبدا من كسر إرادته، بحسب تقرير نشرته التايمز في فبراير الماضي.
أول المطلوبين
وبحسب رواية كوبي، فقد تمكن السنوار من تطويع إدارة السجن لتلبية طلباته، فيقول إن الشاباك كان يعارض معاملة السنوار بطريقة خاصة ومنحه ما يريد، لكن السنوار "كان يعرف كيف يقنع الناس بالعمل معه، ولسوء الحظ -بحسب تعبيره- تعاونت سلطات السجن معه، لقد أرادوا أن يظل السجن هادئا".
وتضع إسرائيل، يحيى السنوار على رأس قائمة المطلوبين، وسبق وأمطرت قطاع غزة بمنشورات تحمل مكافأة 400 ألف دولار لمن يشي به لسلطات الاحتلال، وتعتبره تل أبيب مهندس طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.
ونجا السنوار من محاولة اغتيال في عام 2021، وأطلقت سلطات الاحتلال سراحه مع أكثر من 1000 أسير فلسطيني في عام 2011 في صفقة التبادل مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي احتجز في غزة لمدة خمس أعوام.