حفيد سعد زغلول: أزمات الوفد ليست بسبب يمامة وحده.. ولائحة الحزب ترسخ للفساد السياسي وهذا موقفي من انتخابات رئاسة الحزب | حوار
علاء الشوالي في حواره مع القاهرة 24:
أزمات الوفد الحالية ليست بسبب يمامة وحده ويجب تقليص صلاحياته
لائحة الحزب الحالية ترسخ للفساد السياسي ويجب تغييرها
لو بعث سعد زغلول مرة أخرى لن يستطيع فعل أي شيء بمفرده
المال السياسي هو من يحكم الوفد وهو الذي عرقل تطبيق اللائحة التنفيذية
أقول ليمامة: الوفد للبسطاء لا لأصحاب المصالح والأموال
المكتب التنفيذي الحالي ليس له دور والهيئة العليا ضعيفة
لا ينتمي للهيكل التنظيم الرئيسي لحزب الوفد، لكن جذوره تمتد إلى ما هو أبعد، فهو ينتمي لـ عائلة وفدية أصيلة، حفيده الزعيم الوفدي سعد باشا زغلول، ووالده القطب الوفدي الكبير حمدي الشوالي، لذلك نشأ علاء الشوالي وترعرع في بيئة خضراء، وبدأ في الآونة الأخيرة يتردد اسمه بين أسوار بيت الأمة، تاركًا خلف ذلك العديد من التساؤلات في ظل ما يعيشه الوفد من أزمات.
ويعيش حزب الوفد، أزمات متتالية، في حقبة رئيسه الحالي الدكتور عبد السند يمامة، في غياب تام لدور المكتب التنفيذي للحزب، وقلة اجتماعات الهيئة العليا، مرورًا بضعف دوره السياسي، رغم مكانته الكبيرة، كأحد الأحزاب المعارضة في الدولة، لذا كان الحوار مع علاء الشوالي.
وأكد الشوالي في حواره مع القاهرة 24، أنه يحلم برئاسة الوفد يومًا ما، ومن يدفعه لذلك هم بسطاء الوفد، المسمى الذي أطلقه عليهم، وذلك تيمنًا بحرافيش نجيب محفوظ.
وإلى نص الحوار:
ما سبب ظهورك على الساحة الوفدية في الوقت الحالي في ظل غيابك منذ ترشحك على رئاسة الحزب في عام 2018؟
أنا حفيد الزعيم الوفدي، سعد باشا زغلول، فهو خال والدي القطب الوفدي المعروف حمدي الشوالي، لذلك فقد ولدت في بيت وفدي أصيل، ونشأت في هذه البيئة الخضراء، وتشكلت وفديتي منذ نعومة أظافري، وعضويتي في الوفد منذ القدم، بل لم أبعد عن الوفد لحظة، أنا موجود دائمًا، لكنني أعتزل بعض الفتن القائمة في الوفد، إلى أن تأتي الفرصة المناسبة لـ الإصلاح، للوطن قبل أن تكون للوفد.
وهل هذا الأمر يتعلق بنيتك الترشح على مقعد رئاسة الوفد في الانتخابات المقبلة؟
هذا الحديث قد يكون سابق لآوانه، لكن مستقبلًا أشعر أن لي دور أكبر في بيت الأمة وأحلم برئاسة الحزب، وهناك بعض الوفديين من بسطاء الحزب، يرون أنني نموذج إصلاحي جيد، خاصة في ظل مشروعي المقدم في برنامجي الانتخابي 2018، والذي حمل عنوان: كيف تريد وفدك أن يكون؟.
وأقول لمن يدفوعنني للترشح على رئاسة الوفد المقبلة، الوفد أسرة كبيرة والكل يعرف بعضه، ولو بعث سعد زغلول بمفرده لن يستطيع فعل أي شيء بمفرده، فالوفديون هم من صنعوا سعد زغلول وجعلوه زعيمًا لهم.
لكنك حتى الآن لست ضمن التنظيم الرسمي لحزب الوفد رغم تاريخك العائلي وترشحك السابق على رئاسة الحزب، كيف تفسر ذلك؟
هذا الأمر لا أسأل عنه أنا، بل قيادات الوفد الموجودة في الهيكل التنظيمي للحزب، فأنا دائمًا مستبعد، فمن أول عضويتي للوفد إلى هذا اليوم، لم أكن في عضوية الجمعية العمومية إلا 25 يومًا، عند ترشحي لرئاسة الوفد في 2018، وكان الفضل في ذلك للدكتور السيد البدوي، الذي أضافني للجمعية العمومية، والحقيقة أنه ليس لدي تفسير لذلك، ولا أعلم لماذا يستشعر البعض الخطر مني منذ زمن، ولا أستطيع أن أدلي بصوته في أي انتخابات للحزب.
وأرى أن اللائحة الحالية لحزب الوفد ترسخ لمفهوم الفساد السياسي، وهي مخالفة للدستور والقانون، وبالتالي فهي لائحة فاسدة.
ويجب تقليص الصلاحيات التنفيذية لرئيس حزب الوفد ويكون كزعيم سياسي كما كان حزب الوفد في السابق، إذ كان سعد زغلول الزعيم السياسي للحزب، ومصطفى النحاس كان دينمو الحزب كسكرتير عام، أما اليوم أصبح عبد السند يمامة هو صاحب القرار في كل شيء، وزادت الاتهامات المالية غير أنواع أخرى من الاتهامات التي أصبحت تواجهه.
لنذهب معًا إلى الأوضاع الحالية في حزب الوفد.. كيف ترى هذه الفترة بعد مرور أكثر من عامين على رئاسة الدكتور عبد السند يمامة رئاسة الحزب؟
لا يخفى على الكثيرون، أن هناك العديد من الأزمات القائمة في حزب الوفد، خاصة في ظل الغياب التام لدور المكتب التنفيذي للحزب، والضعف الشديد للهيئة العليا التي لا تسطيع أن تأخذ قرارًا في عهد يمامة، لذلك فإنني لا أرى أن يمامة يُسأل وحده عن الأزمات الموجودة، فهو رجل أكاديمي ومن معه ليسوا هم الوفديون، لذلك أقول للدكتور يمامة الوفد للبسطاء، لا لـ أصحاب المصالح.
كما أن اجتماعات الهيئة العليا تكون دورية في كل محافظة، أي ينقل رئيس الوفد للمحافظة للاجتماع، وهذا لا يحدث.
لكن ماذا عن الحرافيش كما تسمهيم أو بسطاء الوفد هل هم من تقصدهم بأن يدفعوك للترشح لرئاسة الوفد المقبلة؟
الحرافيش هم بسطاء الوفد، وأطلقت عليهم هذا اللقب تيمنًا بحرافيش نجيب محفوظ، أصحاب البلد، فبسطاء الوفد هم أصحابه، وفعليًا يجب عليهم هم من يقرروا مصيرهم، فعلى سبيل المثال كانت هناك فكرة في عهد الدكتور السيد البدوي، في 2012، وسافرنا إلى 16 محافظة على نفقتنا الخاصة لأخذ مقترحات الوفديين في كيف تريد وفدك أن يكون؟، من أجل صياغة برنامج لائحي، ونجحنا في ذلك الأمر وعرضنا على الدكتور البدوي هذه المقترحات وأعجب بها كثيرًا لدرجة أنه قال: لو طبقنا هذه المقترحات سنصبح مثل حزب المحافظين البريطاني، وبالفعل حاول الدكتور البدوي قدر الإمكان تطبيق ذلك.
وهل تتلقى أي دعم من أعضاء الهيئة العليا أو قيادات أو رؤساء اللجان بالحزب لترشحك لرئاسة الوفد مرة أخرى؟
لا أعتقد أن الهيئة العليا الحالية ستدعم قرار ترشحي في انتخابات الوفد المقبلة، وإن حدث ذلك وترشحت، فإنني أراها هيئة باطلة وما بني على باطل فهو باطل، فلائحة الوفد الحالية فاسدة، وكل ما يترتب عليها فهو فاسد، ومع ذلك هناك من بينهم المحب للوفد، لكن المال السياسي هو من يحكم الوفد، وهو الذي عرقل تطبيق اللائحة التنفيذية.
ختامًا بأزمة صحفيي الوفد.. وماذا عن رؤيتك لحل المشكلة المادية للجريدة؟
موارد الجريدة الحالية لا تتناسب مع حجم وعدد الصحفيين الموجودين بها، لكن لا نستيطع أن نقول إنهم هم أصحاب المشكلة، لذلك فالجريدة تحتاج إلى إعادة هيكلة بها بما يحفظ حق الصحفيين، فنحن بحاجة إلى أفكار خارج الصندوق لحل مشكلة الجريدة، مع استغلال العدد الهائل من هؤلاء الصحفيين الموجودين، خاصة في ظل إمكانية بحث وجود إصدارات آخرى للجريدة، المسألة مسألة إدارة جيدة فقط، مع ضرورة وقف التعيين حتى حل المشكلة.
كما أن مشكلة الجريدة قائمة بالأساس على مشكلة الحزب، منذ زمن وحتى عهد الدكتور نعمان جمعة، كانت الجريدة هي من تنفق على الحزب، فكنا نشتري نسخ من الجريدة، لأن هذه الأموال ستذهب للوفد، بل كانت هناك جريدة حقيقة تخاطب الوفديين، وتهتم بأزماتهم ومشاكلهم، أما اليوم فالأزمات تلاحق الجريدة، لكن هناك الكثير من الحلول، بداية من أهمية الاستفادة من هذه الطاقات البشرية الكبيرة في الجريدة، من خلال وجود إصدارات جديدة، بل يمكن الاعتماد فقط على الإصدار اليومي، وهذا اقتراح غير ملزم فقط إذ نطلب دعوة للحوار.