المتخفون تحت مظلة قال الله والرسول..!
ظنوا أن لديهم توكيل للتحدث باسم الله، وكلاؤه ومندوبوه -عز وجل-، ولهم الحق في تكفير من يشاءوا، وإعطاء ختم الهداية لمن أرادوا، إنهم المتخفون تحت مظلة قال الله وقال الرسول، حتى أن أصبحت هيئتهم ولحيتهم مؤشر قلق وليس اطمئنان عكس الأوقات السابقة، فـ انقلب الحال وانعكست الآية، وتحول شيوخ المنسر من عملة نادرة لـ عملة مباعة وبكثرة.. أو في عبارة أخرى “أكثر من الهَم على القلب”.
فتلك النماذج من البشر من يتاجرون باسم الله ودينه، سوّلت لهم أنفسهم أن بدء يومهم بأذكار الصباح وتحصين أنفسهم بأذكار المساء، والحفاظ على صلواتهم الخمس في مواقيتها وصيام وصلاة النوافل، هي الوصفة المضمونة للتحلي بلقب شيخ.. وكذلك باحترام البشرية، فاختلطت لديهم مفاهيم الدين والدنيا، وظلوا يعيثون في الأرض فسادا.
ونجد الكثير من نماذج شيوخ المنسر، التي ناقشتها الأعمال الفنية بشكل موسع وصادم، ونستعرض في السطور التالية دور الفن في كشف خبايا تلك النماذج.
عندما تغلب التشدد الديني على غريزة الأبوة
وولد صالحا يدعو له.. علاقة وطيدة تجمع الأب بـ ابنه، ولا خوف ولا رعاية كرعاية الأب لـ ولده، ولكن تنقلب الآية ويزداد التشدد حتى غلب مشاعر الأب -محمود حميدة- في فيلم الملحد، عندما يهدد ويقرر قتل نجله -أحمد حاتم- بسبب ارتداده عن الدين، وصراعه مع أفكاره حول وجود الخالق، فـ جاء في برومو الفيلم، المقرر عرضه قريبا في السينمات، جُمل حوارية أوضحت مدى التشدد والتحدث باستحقاقية باسم الله، فكان لـ محمود حميدة عدة جمل، مثل: “اللي يعرف حد ملحد ومرجعش.. يقتله”، “إحنا هننبذه ونهجره لغاية ما يرجع لـ ربه ودينه”، وكأنه هو الموكّل بـ ردّ الجميع لـ دينهم.
التكفير والتوعد.. عدم التزام الضيف بقواعد المنزل الماكث به
في عام 2017.. كنا على موعد مع مناظرة حادة بين كاتب ومفكر، وبين شاب يريد الزواج من ابنة الكاتب، فتتحول مقابلة التعارف بمنزل الكاتب وابنته، لمناقشة متصاعدة الأحداث والرتم، فيبدأ الشاب -أحمد مالك- في مهاجمة الكاتب، الذي يرى أن أفكاره جريئة وبعيدة كل البعد عن نصوص دين الله الإسلامي، فظن أنه موكّل بـ رده عن أفكاره، فهو المدافع الأول والأخير عن جميع من رفعوا راية الإسلام ووقفوا أمام المرتدين عن دين الله، ونسي أن هناك ربا وخالقا يحاسب ويغفر ويرحم.. وقال هذا الشاب للرجل المرتد عن دينه في أحد مشاهد الفيلم: “لو خناقتي معاك على الدين يبقى أنت بالنسبة لي أسوأ من أي إيد أو سلطة بتحاسب أو نظام بيصفي، وهنخوف كل واحد مرتد قاعد في بيته وسط حراسته وهنحاسبهم”.
سعد العجاتي شيخ الفضائيات
ابن عائلة العجاتي، أشهر عائلات موسم رمضان 2013، عندما تعلق الجمهور بأحداث وأشخاص مسلسل موجة حارة، وضرب سعد مثالا في عدم الشرف والتخفي خلف لحيته واسم الله وأحاديث رسوله، فكان دائم التكفير لكل من حوله، وهو أكبر المنافقين، من يتاجر بكلام الله ويستغله كمصدر دخل له، حيث أصبح شيخ الفضائيات الأشهر، يظهر من حين لآخر بالبرامج بمقابل مادي كبير، حتى يتحدث ويروي أحاديث الله ورسوله، وفي حياته الشخصية، هو أكبر المخطئين في حق نفسه وفي حق الله، بأفعاله غير الشريفة.