رابع أكبر اقتصاد في العالم.. رئيس الوزراء الياباني يعتزم التنحي عن منصبه بعد أزمة الأموال الفاسدة| تقرير
في خطوة مفاجئة، أعلن فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الياباني، اليوم الأربعاء، أنه سيتنحى عن منصبه الشهر المقبل، في خطوة فتحت باب الصراع بين خلفائه المحتملين لتولي رئاسة رابع أكبر اقتصاد في العالم.
وقال كيشيدا في مؤتمر صحفي، أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن فضيحة جمع الأموال وقرر التنحي كخطوة أولى لإقناع الجمهور بأن الحزب الحاكم قادر على إحداث التغيير.
وكان كيشيدا حريصًا على تأمين إعادة انتخابه في سباق الزعامة على الرغم من عدم شعبيته، ولكن الدعوات تزايدت داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي لاستقالته وسط مخاوف بشأن أداء الحزب الديمقراطي الليبرالي في الانتخابات العامة المقبلة تحت قيادته.
وتصدر قرار رئيس الوزراء الياباني وسائل الإعلام المحلية والدولية، وسط عديد من التساؤلات حول القرار وأسبابه وما سيترتب عليه، وفي التقرير التالي نرصد ذلك، وفقًا لوكالة رويترز البريطانية.
لماذا يتنحى كيشيدا؟
تولى كيشيدا منصب رئيس الوزراء لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، وهي فترة طويلة نسبيًا في السياسة اليابانية الحديثة، ومع ذلك، أصبحت إدارته لا تحظى بشعبية بسبب فضيحة الأموال الفاسدة والجدل حول علاقة الحزب الحاكم بكنيسة التوحيد السابقة.
وتعود أزمة الأموال الفاسدة إلي أواخر عام 2023، حيث يواجه الحزب الليبرالي ردود فعل عنيفة بسبب فضيحة الأموال السياسية، والتي اتهم فيها بعدم في الإبلاغ عن أموال الحزب ووضعها في أموال غير معلنة لسلطات الضرائب.
وفي ذات السياق، إثر الحالة الاقتصادية في البلاد علي شعبيته، وسط حالة من الغضب نتيجة زيادة الأسعار بالتزامن مع قلة الأجور، ولعدة أشهر، ظل الدعم الشعبي لكيشيدا وحكومته أقل من 30% في استطلاعات الرأي، وهو ما يُنظر إليه عادة على أنه حافز لإجراء انتخابات جديدة أو تغيير القيادة.
ماذا سيحدث بعد قرار كيشيدا؟
بموجب النظام البرلماني الياباني، يصبح زعيم الحزب الحاكم، أو ائتلاف الأحزاب، رئيسًا للوزراء، وهو المتعارف عليه تاريخ اليابان منذ الحرب العالمية الثانية تقريبًا، وهو ما يعني أن رئيس الوزراء ينحدر من الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي يتزعمه كيشيدا.
كما يتعين على الحزب الديمقراطي الليبرالي أن يعقد سباقًا على الزعامة كل ثلاث سنوات ومن المقرر عقد المؤتمر التالي في سبتمبر، على الرغم من أنه لم يتم تحديد الموعد بعد.
من قد يخلف كيشيدا؟
يحتاج المرشحون إلى 20 توقيعًا من برلماني الحزب الليبرالي الديمقراطي للترشح لقيادة الحزب، ومن بين المرشحين الأوفر حظا وزير الدفاع السابق شيجيرو إيشيبا ووزير الخارجية السابق توشيميتسو موتيجي.
كيف يتم التصويت؟
سيحصل كل عضو في البرلمان من الحزب الليبرالي الديمقراطي على صوت، وسيتم توزيع عدد مماثل من الأصوات بين أعضاء الحزب بشكل عام.
يشار إلى أن الحزب الليبرالي الديمقراطي حاليًا 369 نائبًا في مجلسي النواب والشيوخ بالبرلمان، بحسب الموقع الإلكتروني للحزب، بينما بلغ عدد أعضاء الحزب المسجلين حوالي 1.13 مليون خلال الانتخابات السابقة في عام 2021، وسيتم احتساب الأصوات التي يدلي بها أعضاء الحزب وفقا لنظام التمثيل النسبي.
وفي حال لم يحصل أحد على أغلبية الأصوات في الجولة الأولى، فستكون هناك جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات.
كيف سيتم تشكيل الإدارة المقبلة؟
بمجرد انتخاب زعيم جديد للحزب الليبرالي الديمقراطي، سيتم استدعاء البرلمان للانعقاد لانتخاب رئيس الوزراء المقبل، ويتولى المرشح الذي يفوز بأغلبية الأصوات التي أدلى بها مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان منصب رئيس الوزراء.
ونظرًا لأغلبية الحزب الديمقراطي الليبرالي في كلا المجلسين، فمن المرجح أن يتم انتخاب زعيم الحزب الليبرالي كرئيس للوزراء، ومن المتوقع أيضًا أن يشكل رئيس الوزراء الجديد حكومة جديدة ويجري تعديلًا وزاريًا على المديرين التنفيذيين للحزب الديمقراطي الليبرالي في أوائل أكتوبر.