خطوة.. لو فعلها وزير التعليم
في رأيي أن ما أعلنه وزير التعليم من تحسين نظام الثانوية العامة ودمج مواد وإلغاء أخرى وعدم إضافة بعض المواد للمجموع، خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إلغاء الحشو والاكتفاء بالمواد التي يحتاجها سوق العمل وترك الباقي على التعليم الجامعي، حيث التخصص مثل الترجمة والعلوم الإنسانية وغيرها.
ميزة تخفيف مواد الثانوية العامة أنها ستخفف من الكثافات وتقليل الحصص والسيطرة على العجز الصارخ في المعلمين في المرحلة الثانوية.
والحقيقة أن تلك الخطوة، هي ترجمة حقيقية لمعنى المرحلة الثانوية وأنها مرحلة مؤهلة للتعليم الجامعي، والاكتفاء بتدريس كل المواد في مرحلة التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي.
النظام الجديد سوف يخفف من الدروس الخصوصية قليلًا، ولكنه لن يقضي عليها وتبقى الخطوة الأهم هي إلغاء الكتاب الخارجي، ومحاولة الوصول بمستواه في كتب الوزارة؛ وقتها فقط سوف تختفي الدروس الخصوصية تمامًا، والحقيقة مسألة غير مفهومة طوال السنوات الماضية، لماذا تصدر الوزارة تصاريح للكتب الخارجية وتجعل من كتاب الوزارة مجرد أوراق تطبع ولا يلتفت لها الطلاب، وهو يرى المنتج الأفضل في الكتاب الخارجي؟ وفي نفس الوقت يبقى اللغز في أن من يضعون الكتب الخارجية هم في الأصل خبراء في وزارة التربية والتعليم، لماذا لا يكون محتوى كتب الوزارة شاملًا ومبسطًا ونستغني عما سواه؟
ويبدو أن وزير التعليم الجديد لديه جرأة في القرار ويلقى دعمًا من رئيس الوزراء ورغبة في إحداث تطوير حقيقي؛ لذلك فإن الآمال تبقى في استثمار هذا الدعم وهذه الجرأة في إحداث ثورة في النظام التعليمي يكون عصبها المدرسة والمعلم.
وهناك العديد من المعلمين داخل منظومة التربية والتعليم لديهم القدرة والرؤية على إحداث هذه الثورة وتأليف كتب مدرسية تتفوق على الكتاب الخارجي، بل والأفضل من ذلك أن يتم وضع تلك الكتب على اسطوانات مدمجة خاصة لطلاب الثانوية العامة، والاستغناء عن الكتب المطبوعة، ومن يرغب في طباعتها يقوم بذلك بنفسه بمنتهى البساطة.
الدنيا تتطور وكل النُظم التعليمية تتجه إلى الأون لاين والذكاء الاصطناعي، وعلينا مواكبة هذا التطور وليكن مؤتمر وزير التعليم الذي أعلن فيه عن الثانوية المحسنة، هو البداية.