مصري يُمثل عاريًا في مسرح بلندن يثير غضب الجالية المصرية ببريطانيا.. ما القصة؟| صور وفيديو
أثارت مسرحية menmonic، والتي يشار إليها بالعربية باسم ما يتعلق بالذاكرة، للممثل المصري البريطاني، خالد عبد الله، التي انتهى من عرضها قبل أيام على المسرح القومي في لندن، حالة من الغضب بين أبناء الجالية المصرية في بريطانيا، بعد مشاهد العري الكامل التي ظهر فيها عبد الله على المسرح.
نقطة الخلاف والتي أثارت غيرة أبناء الجالية المصرية، كانت مشاهد العري الكامل التي خرج فيها الممثل المصري خالد عبدالله، والذي بدأ العرض المسرحي بحديثه عن ذكريات الطفولة في مصر، ما أضفى صفة المصرية على بطل العرض المسرحي، وهو ما اعتبروه إساءه لمصر والمصريين.
حملت المسرحية أيضًا العديد من الإسقاطات السياسية، إذ تطرقت إلى الحرب في غزة وأوكرانيا ومحرقة الهولوكوست، ما أثار حالة من الدهشة عند المشاهدين الذين تحدثوا عن تباين الأفكار التي تناولها العرض.
وقبل الحديث عن فحوى العرض المسرحي، نذكر أن المسرحية كانت في الأصل للمخرج سيمون ماكبرني، وتم عرضها لأول مرة عام 1999، ولم يخطر بباله أن مسرحيته ستعود للحياة مرة أخرى بعد ما يزيد على عقدين من الزمان على يد خالد عبد الله، الذي شارك في عدة أعمال درامية أبرزها قيامه بأداء دور دودي الفايد في مسلسل the crown، وتم إعادة إنتاج المسرحية على يد 11 ممثلًا آخر بعد أن كونوا شركة تدعى كومبليسيتي.
وفي تصريح سابق لـ ماكبرني، قال إن الشركة تأسست من أجل صنع مسرح لا يستطيع رؤيته، ربما كان ذلك نتيجة لنجاحه، إذ إن العرض لم يعد بمثابة ثورة في الأفكار والمهارة المسرحية كما كان الحال في عام 1999، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
وحسب التقارير التي تناولت العرض، سلطت الصحف البريطانية بشكل خاص الضوء على العرض، موضحة أن المسرحية تجسد قصة رجل، اختفت شريكته أليس والتي أدت دورها الممثلة إيلين والش، خلال البحث عن والدها، فيما يتم اكتشاف جثة تحت الجليد تبين أنها محفوظة لأكثر من 5000 عام.
العمل يحمل عدة إسقاطات سياسية حالية من وجهة نظر مخرجه ماكبرني، إذ يشير إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والهولوكوست، وجائحة كورونا، والحرب في أوكرانيا، وكذلك حرب غزة والعرض الأصلي لعام 1999.
مسرحية ما يتعلق بالذاكرة
بدأ العرض بمقدمة تفاعلية، تناول فيها الممثل خالد عبد الله والذي أدى دورين، الأول ما يمثل طبيعة الشخصية التي يؤديها أو ما يتعلق بالذاكرة، والثاني خلفيته الشخصية باعتباره بريطانيًا ولد في أسكتلندا من أصل مصري، متحدثًا عن ذكريات الطفولة في مصر، وتعيد شركة Compicité إحياء فيلمها الذي دام 25 عامًا.
وتناول العرض خطين دراميين: لغز ما حدث لأليس، زوجة عمر، التي اختفت فجأة قبل 9 أشهر بعد جنازة والدتها، ونسخة خيالية من اللغز الحقيقي لجثة تم اكتشافها على حدود جبال الألب النمساوية والإيطالية في عام 1991 بسبب ذوبان نهر جليدي غريب، والذي كان اكتشافه مفاجأة كبيرة للجميع حيث كان عمره 5200 عام.
وشمل العرض، أيضًا عدة مشاهد أثارت الخلاف والجدل، بعدما تحدث الممثل عن مصر وأصوله المصرية، والتي لم يتضح ما علاقتها بالعرض المسرحي، بالإضافة إلى مشاهد العري الكامل والجري عاريا التي ظهر بها، فضلًا عن حديث مقتضب عن غزة على عكس ما هو معروف عن بطل العرض
أبناء الجالية المصرية في بريطانيا يتحدثون لـ القاهرة 24 عن مسرحية خالد عبدالله
أعرب عدد من أبناء الجالية المصرية في بريطانيا عن حالة من الغضب والدهشة، تقول دينا: ذهبنا للعرض بعد الإعلان عنه، لمشاهدة عمل مسرحي لبطل مصري كما يعتبره المصريين هناك، لما له من مواقف واضحة في دعم غزة ومناهضة الحرب الإسرائيلية، إذ ذهبت أسر بأكملها قاصدين اصطحاب أولادهم في أعمار متفاوتة لمشاهدة البطل المصري.
بدأ العرض قويًا.. مصرية تتحدث عن ردة فعل الجمهور اتجاه مسرحية خالد عبدالله
وتابعت في حديثها للقاهرة 24: في بداية العرض وفي ديباجة قوية قدم فيها خالد نفسه متحدثا عن ذكريات الطفولة في مصر وشوارعها، ما جعلهم يشعرون بالفخر مؤكدين أنهم أمام فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومع تتابع العرض سرعان ما تغيرت الوجوه كرد فعل على الأحداث التي جعلتهم في حالة من الاستنكار.
وأضافت: فوجئنا بالعرض المقتضب للقضية الفلسطينية، إلى جانب الحديث عن واقعة الهولوكوست، ما جعلنا نتساءل، أين يقف خالد من هذه القضايا؟ أم أنه يسير في أي تيار ليقال فقط أنه بطل، وعلاوة على ذلك كان عرض المسرحية، مختلفا عن العرض الأول، لافتة إلى أن خالد عبد الله أدى دورين في العرض، مهد لهما بمقدمة تفاعلية مع الجمهور عن نشأته في مصر وكيف أثر ذلك على شخصيته.
واستكملت: كانت المقدمة جيدة، نظرًا لأن البطل أدى شخصية عمر في المسرحية، الذي أحب فتاة ثم اختفت فجأة وهو مرتديا كامل ملابس الشخصية.
كتب عليها أقدم إنسان في العالم.. ملامح شخصية خالد عبد الله العارية
وأوضحت أنه في فصل آخر من العرض، كان خالد متجردا من ملابسه، وذلك في شخصية تجسيد جثة رجل الثلج، كتب عليها أقدم إنسان في العالم، لافتة إلى أن ختام العرض كان مشهدًا ظهر فيه عدة ممثلين يقومون بالقفز عراة إلى جانب سرير، وهو ما يعد إساءة لبطل العرض وأصوله التي انحدر منها.
وأضافت: تلا ذلك خروج خالد مرتديا جلبابا ليحيي جمهور الحاضرين بعد نهاية العرض، بعد أن أذهل الحضور بأدائه التمثيلي، ولا نعرف لماذا اختار لبس الجلباب تحديدًا وماذا يقصد بها؟!.
هذا لا يعبر ولا يمت بصلة للمصريين
واستطرادت: هذا لا يعبر ولا يمت بصلة للمصريين، ولا نجد سببا لاستمرار مشاهد العري والتي تجاوزت نصف العرض تقريبا في مشهد عري كامل بحضور رجال ونساء وأطفال في سن المراهقة من مختلف الأعمار في مشهد جعلنا نشعر بالاشمئزاز.
دخلنا إلى العرض وخرجنا وحتى هذه اللحظة نحن في حالة ذهول
وفي سياق الحديث عن العرض المسرحي، قالت هدير: كانت صدمة كبيرة جدًا ولا نشرف بكونه مصريا، ولا يحق لمثله الحديث عن القضية الفلسطينية بالمرة، دخلنا إلى العرض وخرجنا وحتى هذه اللحظة نحن في حالة ذهول.
وتابعت: في بداية العرض قال إنه مصري، كنا نتمى ألا يذكر اسم مصر إطلاقا بعد ما شاهدناه، ولم أتوقع يومًا أن أحضر عرض مسرحي بهذه البشاعة والأسلوب المتدني، شعرت بالاشمئزاز، بعد هذه الصورة التي أساءت لإسم مصر.
تصريحات خالد عبد الله عن القضية الفلسطينية
وفي تصريحات سابقة لخالد عبد الله، لم يُخف مواقفه الحقيقية تجاه القضية الفلسطينية، إذ دون على حسابه الشخصي على منصة إكس عدة مرات منشورات، طالب فيها بوقف العدوان الصهيوني على غزة وكذلك وقف الدعم الأوروبي المادي والعسكري لإسرائيل، إلى جانب أن عبد الله كان يدلي بتصريحات قريبة الصلة في كل مناسبة أو حفل توزيع جوائز يكتب له حضوره.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الممثل موقفه السياسي من الحرب على غزة، إذ كتب على يده عبارة: لن يحدث مرة أخرى، وذلك خلال حضوره حفل توزيع جوائز بافتا 2024 في يناير، في إشارة إلى الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
كما أصدر خالد أيضًا بيانًا سياسيًا، دعا فيه إلى وقف إطلاق النار في العرض الأول لمسلسل The Crown السادس في لوس أنجلوس نوفمبر من العام الماضي، وغرد على إكس قائلًا: لأن كل الأرواح مقدسة، ولأنني أؤمن بقوة قلب الإنسان، ولأننا بحاجة إلى أن نكون واضحين ومنفتحين وأن نفعل كل ما في وسعنا من أجل عالم أفضل، يجب وقف إطلاق النار الآن.
وحسب صحيفة ديلي ميل، وخلال حضوره حفل توزيع جوائز البافتا، في بريطانيا كتب خالد عبد الله علي يده: أوقفوا تسليح إسرائيل، وحمل عبد الله، حقيبة شفافة تحتوي على 14 ألف قطعة من الخرز الأحمر، في إشارة إلى كل طفل قُتل في غزة في الحرب الإسرائيلية على القطاع، مطالبا بوقف إمداد إسرائيل بالأسلحة، موضحًا: كل واحدة من هذه الخرز الـ 14 ألف هي طفل قُتل في غزة، اضرب ذلك في 2.46 دقيقة وستحصل على عدد القتلى الحالي، أكثر من 34500.
وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، استخدم خالد هذا الوسم سابقًا، إذ علق على صورة للمتظاهرين المؤيدين لفلسطين: أنا فخور جدًا بلندن لأنها لم تستسلم لكل الترهيب وأظهرت كيف تبدو مسيرة الحب لإنسانيتنا المشتركة في الهدنة، مضيفًا: وقف إطلاق النار الآن.
يشار إلى أن خالد، وقع سابقًا على رسالة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة مع فنانين من أجل فلسطين في المملكة المتحدة، إلى جانب آخرين أمثال تيلدا سوينتون، وميريام مارجوليس، وستيف كوجان، وفقًا لصحيفة التايمز الأمريكية.