شخص شهد شهادة زور على آخر فحكم عليه بالإعدام.. اعرف حكم الشرع
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بـ جامعة الأزهر الشريف، سؤالا من أحد المتابعين يقول فيه: شهدت شهادة زور على شخص فحكم عليه بالإعدام، ما الذي يجب علي؟.
وقال العالم الأزهري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: فمن أنواع القتل ما يسمى: القتل بالمباشرة، وهو أن لا يكون بين القاتل وإحداث النتيجة أي واسطة، بحيث يباشر القاتل القتل بنفسه، وهناك ما يسمى: القتل بالتسبب، وهو أن يكون بين القاتل وحصول القتل طرف ثالث، أي أن لا يباشر القاتل القتل بنفسه.
وتابع: مثال لهذا النوع الأخير: أن يضع شخص السم في طعام إنسان، فيتناول الشخص طعامه الذي وضع فيه السم ويموت نتيجة لذلك، مضيفا: وهناك نوع آخر من القتل يسمى: القتل بالترك أو الامتناع، مثل أن تمتنع مرضعة عن إرضاع طفل استؤجرت لإرضاعه، فيموت الطفل نتيجة لذلك.
وواصل: بخصوص واقعة السؤال نقول: اختلف الفقهاء في توصيف القتل بالتسبب، فمنهم من جعله قتل عمد، ومنهم من جعله قتل خطأ على النحو التالي:
1-ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن القتل بالتسبب هو قتل عمد، ويُوجب القصاص، واستدلوا على ذلك بتشبيه التسبب بالآلة التي تُستخدم غالبًا في القتل، وإذا كان الأمر كذلك، فإن القتل يُعتبر عمدًا.
2-ذهب الأحناف إلى أن القتل بالتسبب هو قتل خطأ، وفيه الدية، واستدلوا بأن المتسبب ليس مباشرًا للقتل بنفسه، ولكنه معتدٍ في السبب، فوجبت الدية صيانةً لنفس الآدمي المعصومة.
واختتم: والراجح: هو الرأي الذي يرى أن القتل بالتسبب يُعد قتل عمد عدوان، وفيه القصاص، لأن المتسبب إذا تعمد السبب وقصده، وقصد به الجناية، ونتجت الوفاة عن هذا السبب، فهو كالمباشر تمامًا، والله أعلم.