خبراء: البيئة في الفضاء تزيد من تكاثر الخلايا السرطانية في الجسم
كشف باحثون أن انعدام الجاذبية في الفضاء، قد يعزز من تكاثر الخلايا السرطانية بشكل أسرع، وهو ما يحمل أهمية كبيرة فيما يتعلق بالسفر إلى الفضاء وأبحاث السرطان.
تطور الخلايا السرطانية في الفضاء
وحسب ما نشرته صحيفة تايمز أوف إنديا، تشير دراسات حديثة إلى أن هناك تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لفهم تطور السرطان وتطوير علاجات جديدة، كجزء من الجهود العالمية للحد من الوفيات الناتجة عن السرطان.
ومع زيادة النقاشات حول الفضاء وتأثير انعدام الجاذبية، سلطت الدراسة الجديدة الضوء على العلاقة الوثيقة بين تطور السرطان وظروف الفضاء، وتظهر الأبحاث أن الخلايا السرطانية في بيئة خالية من الجاذبية تميل إلى التكاثر بوتيرة أسرع من مثيلاتها على الأرض، ما يشير إلى تقاطع حاسم بين استكشاف الفضاء والبحث الطبي.
ويتساءل العلماء كيف يمكن أن تؤثر الجاذبية الصغرى على نمو السرطان، تنشأ حالة انعدام الوزن عندما تسقط الأجسام في الفضاء بشكل حر، مما يخلق بيئة تختلف جذريًا عن جاذبية الأرض وتؤثر على العمليات البيولوجية، في الفضاء، تؤثر هذه البيئة على كيفية نمو الخلايا وتفاعلها مع محيطها.
انعدام الجاذبية يزيد من الخلايا السرطانية
وتشير الأدلة إلى أن الخلايا السرطانية في انعدام الجاذبية تتكاثر بشكل أسرع، نتيجة تأثير هذه البيئة على مسارات الإشارات الخلوية التي تتحكم في انقسام الخلايا وموتها المبرمج، وفي هذه الظروف، تصبح الخلايا السرطانية أكثر مقاومة لموت الخلايا، مما يعزز بقائها وتكاثرها.
وهذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لأبحاث السرطان، وأظهرت الدراسة أن الخلايا السرطانية في بيئة الجاذبية الصغرى قد توفر رؤى جديدة حول العمليات الأساسية لتطور السرطان ومقاومته، مما قد يسهم في تطوير علاجات جديدة.
وأضافت الدكتورة كاتريونا جاميسون، أستاذة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا بسان دييغو، أن الفضاء بيئة مرهقة بشكل فريد، ومن خلال إجراء تجارب في مدار أرضي منخفض، يمكن للعلماء فهم تطور السرطان بشكل أسرع وتطوير استراتيجيات جديدة للحد من انتشار الخلايا السرطانية.
السرطان أكبر التحديات الصحية العالمية
فيما أن تابع علماء وكالة ناسا أن بيئة الجاذبية الصغرى على متن محطة الفضاء الدولية توفر فرصة فريدة لدراسة وتطوير علاجات للعديد من أنواع السرطان، مشيرة إلى أن الجاذبية الصغرى تُسهم في دراسة الخلايا السرطانية بشكل ثلاثي الأبعاد، مما يعكس سلوكها داخل الجسم ويسمح بفهم أعمق لنموها ووظائفها.
كما أن السرطان يُعتبر واحدًا من أكبر التحديات الصحية العالمية، حيث تسبب في وفاة ما يقرب من 10 ملايين شخص في عام 2020، وتختلف أسباب السرطان بين الطفرات الجينية وعوامل نمط الحياة مثل التدخين، وأبرز أنواع السرطان تشمل سرطان الثدي، الرئة، القولون والمستقيم، والبروستات.
وتحقيق الاكتشاف المبكر والعلاج الفعال هما عاملان رئيسيان في تحسين نتائج علاج السرطان، رغم التقدم الطبي الكبير، يظل السرطان تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب استمرار البحث والمبادرات الصحية العامة لمكافحته.