حكم الصلاة على النبي جماعة.. بدعة حسنة أم سيئة وما شرط استحبابها؟

يتساءل الكثيرون عن حكم الصلاة على النبي جماعة سواء عقب الصلاة أو عقب الأذان أو في مجلس تتم الدعوة إليه خصيصًا، وقد تناولت دار الإفتاء المصرية الحديث عن حكم الصلاة على النبي جماعة وكذلك عدد من العلماء، فما حكم الصلاة على النبي جماعة يوم الجمعة، وعقب الصلاة في المسجد، وقول المؤذن الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله جهرًا؟. 

حكم الصلاة على النبي جماعة 

تردد الكثير من الجدل حول حكم الصلاة على النبي جماعة عقب الصلاة أو في مجالس يتم الدعوة إليها، وهي من الأمور الواضحة في الدين الإسلامي لا خلاف فيها بين العلماء وقد تحدد وفقًا لشروط خاصة تجعلها من البدع الحسنة أو في حكم المستحب.

فمن جهة دار الإفتاء المصرية، فقد استحبت الاجتماع للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عقب الانتهاء من الصلاة من قبيل الذكر المستحب والاجتماع عليه من دون تضييق أو تقييد بهذا الوقت تحديدًا، مستندة إلى قوله تعالى: فإِذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودًا وعلى جنوبكم.

وأرجع بعض العلماء استحباب الاجتماع على ذكر الله تعالى في كل وقت وحين لقوله تعالى: لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ.

وينطبق الاستحباب على الاجتماع لقراءة القرآن أو التدبر فيه أو ذكر الله تعالى، بينما حكم الصلاة على النبي جماعة فيعده الجمهور بدعة يستحسنها بعض العلماء لتكون بدعة حسنة، وآخرون يرفضونها باعتبارها تقيد الصلاة على النبي في وقت محدد بما لم يرد به نص أو سند.

وعلى هذا النحو، كان رأي الشيخ محمد متولي الشعراوي في مقطع مصور له، حيث اعتبر حكم الصلاة على النبي جماعة أنه بدعة لم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك تعليقًا على قول بعض المؤذنين الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله عقب الانتهاء من الأذان.

وقال إمام الدعاة هل أنت تحب الرسول إلا بما شرع؟، وأوضح أن قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعت النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن ثم صلوا علي يُقصد به لمن يؤذن ولمن يسمع الأذان أن يصلي عليه في السر، لا أن يأتي بصوت الأذان الأصيل وبلهجة الأذان الأصيلة ونصلي على النبي، لأن الناس قد يختلط عليها، وقد يفهم بعضهم أن ذلك من أصول الأذان. 

مجلس الصلاة على النبي

حول حكم الاجتماع في مجلس الصلاة على النبي والدعوة إليه بعد الصلاة في المساجد، قالت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد صلاة الجمعةِ جهرًا واجتماعُ الناس على ذلك هو أمرٌ مشروعٌ على سبيل الاستحباب.

وأوضحت أن الاجتماع للصلاة على النبي يَجمَعُ الناسَ على قربة من أجلِّ القربات إلا أنها استثنت من ذلك الدعوة التي تدخل في حكم البدعة وهي "التضييق على المسلمين فيما فَسَحَ اللهُ تعالى لهم ورسولُه صلى الله عليه وآله وسلم وجَرَتْ عليه أعرافُهم وعاداتُهم وعلماؤهم وعوامُّهم مِن أمر الذِّكر وقراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كلِّ وقتٍ وحينٍ.

حكم الصلاة على النبي بعد الصلاة

ونبهت إلى أن حكم الصلاة على النبي بعد الصلاة مستحب وهو أكدَ مشروعية وأولى استحبابًا، ولا إثم فيه ولا بدعة إن كان وفقًا لمقاصد شرعية؛ من تنبيه الغافلين ورفع الحرج عنهم، وتعليم الشباب وتوجيههم.

ونهت الفتوى عن رفع الصوت بالصلاة على النبي بقولها ويراعى في ذلك أن يكون رفع الصوت رفعًا متوسطًا، ليس فيه إزعاج، مع توافق الأصوات بطريقةٍ موزونةٍ، وهذا كله بمراعاة إجراءات جهات الاختصاص المنظِّمة لهذا الشأن.

لذلك ووفقًا لما سبق عرضه عبر القاهرة 24 في هذا التقرير، فإن حكم الصلاة على النبي جماعة بعد الصلاة أو في اجتماع ما مستحب ما لم يكن تقييدًا وتضييقًا على المؤمنين، ودون أخذه عادة يختلط على الناس حكمها.