دراسة تكشف رهاب عدم استخدام الهاتف وتأثيره على الصحة العقلية
في ظل التطور السريع للعالم الرقمي وزيادة ترابطه، أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع هذا الانتشار الواسع للهواتف الذكية، ظهر اعتماد مقلق على استخدامها، حيث يصل الأمر إلى مرحلة تثير فيها غياب الهاتف الذكي حالة من القلق والخوف تُعرف بـ رهاب عدم استخدام الهاتف.
دراسة تكشف رهاب عدم استخدام الهاتف
وحسب ما نُشر في صحيفة هندستان تايمز، أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة أرشيف التمريض النفسي، أن الجذور المحتملة لهذا النوع من القلق، مركزة على دور كل من القلق الاجتماعي والشعور بالوحدة في زيادة هذا الرهاب بين الشباب.
ووفقًا للدراسة، فإن الأفراد الذين يشعرون بعدم الرضا عن مظهرهم الجسدي قد يكونون أكثر عرضة للمعاناة من رهاب عدم استخدام الهاتف، وينبع هذا الخوف من القلق الاجتماعي المرتبط بكيفية نظرة الآخرين إليهم، وهو ما يدفعهم للبحث عن التقدير الاجتماعي من خلال التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، وعندما يكونون بدون هواتفهم، يشعرون بالقلق والانفصال الاجتماعي، مما يزيد من حدة التوتر لديهم.
تخفيف شعور الفراغ
ومن جهة أخرى، تناولت الدراسة تأثير الوحدة العاطفية على هذا الرهاب، حيث بينت أن العلاقات العاطفية تلعب دورًا مهمًا في شعور الشباب بالاستقرار النفسي، وعندما يغيب هذا الدعم العاطفي، يلجأ الأفراد إلى هواتفهم الذكية كوسيلة لتخفيف شعور الفراغ، ويقدم العالم الرقمي نوعًا من العزاء من خلال التفاعل مع المجتمعات والمحتويات المختلفة، لكن في غياب الهاتف، يشعرون بالخوف من الوحدة والعزلة.
ويرى الباحثون أن الشعور بالوحدة والقلق حول صورة الذات يدفع الأفراد إلى الاعتماد المتزايد على هواتفهم الذكية كوسيلة للتواصل الاجتماعي والشعور بالانتماء، وهذا الاعتماد يتحول إلى نوع من الرهاب، حيث يشعرون بالعجز والتوتر في حال عدم وجود هواتفهم.
فيما أن العالم الرقمي يلعب دورًا مزدوجًا في حياة الأفراد، فهو يوفر لهم ملاذًا من مخاوفهم العاطفية والاجتماعية، لكنه في الوقت ذاته يزيد من حدة هذا الرهاب عند غياب الهواتف الذكية.