فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وأفضل وقت لها
تعمل الصلاة على النبي يوم الجمعة مثل المضخة التي تضخ الحسنات على العبد، فمن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة، تزيد له 10 حسنات دفعة واحدة، فكم من الحسنات إذًا إن أكثر المسلم من الصلاة على النبي يوم الجمعة وسائر الأيام؟، ولماذا جاءت الكثير من الأحاديث تحث على الصلاة على النبي يوم الجمعة خاصة وبكثرة؟، وكيف يستعين المسلم بـ الصلاة على النبي في ساعة الاستجابة يوم الجمعة لقضاء حوائجه؟. هذا ما يناقشه تقرير القاهرة 24 في السطور التالية.
الصلاة على النبي يوم الجمعة
إن الصلاة على النبي يوم الجمعة من أهم وأكثر العبادات التي تتمتع بمزية خاصة يوم الجمعة، فكم من مسلم تمنى لو أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يخاطبه، وبالفعل هذا ما يحدث عند الصلاة على النبي يوم الجمعة، بل وأكثر من ذلك من مضاعفة الثواب عشرة أضعاف.
وقالت دار الإفتاء المصرية في فتوى رسمية، إنه يستحب الإكثار من الصلاة والسلام على النبي يوم الجمعة وليلتها؛ لالتماس ما في يوم الجمعة من فضلٍ ومزايا ليست في غيره، ورجاء أن يوافق ذلك ساعة الإجابة.
واستشهدت بحديث أبي الدرداء رضي الله عنه حينما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَىَّ صَلَاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا" قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: "وَبَعْدَ الْمَوْتِ؛ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ فَنَبِيُّ اللهِ حَيٌّ يُرْزَقُ" أخرجه ابن ماجه في "السنن".
وعن أنس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا".
ويتمتع يوم الجمعة بميزة خاصة عن سائر الأيام، ما يجعل العبادات فيه لها ثواب عظيم ومضاعف، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أفضلِ أيامِكم يوم الجمعةِ، فيه خلِقَ آدم وفيه قبضَ وفيه النَّفخة وفيه الصَّعقة".
ومن أفضال الصلاة على النبي يوم الجمعة أنها تكون سببًا لقضاء الحوائج، لما ورد من حديث حسن الإسناد، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ أَكْثَرُكُمْ عَلَيَّ صَلاةً فِي الدُّنْيَا، مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِائَةَ مَرَّةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ قَضَى اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ، سَبْعِينَ مِنْ حَوَائِجِ الآخِرَةِ وَثَلاثِينَ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يُوَكِّلُ اللَّهُ بِذَلِكَ مَلَكًا يُدْخِلُهُ فِي قَبْرِهِ كَمَا يُدْخِلُ عَلَيْكُمُ الْهَدَايَا، يُخْبِرُنِي مَنْ صَلَّى عَلَيَّ بِاسْمِهِ وَنَسَبِهِ إِلَى عَشِيرَتِهِ، فَأُثْبِتُهُ عِنْدِي فِي صَحِيفَةٍ بَيْضَاءَ".
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه كثيرًا في يوم الجمعة بشكل خاص لأنه يوم تشهده الملائكة، فقد قال: "أكثرُوا مِنَ الصَّلاةِ علِي يومِ الجُمُعةِ؛ فإنَّهُ مَشْهودٌ تَشْهَدُهُ الملائكةُ"، كما أن به ساعة استجابة يوم الجمعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "فيهِ ساعةُ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يصلّي يسألُ الله شيئا إلا أعطاهُ إياهُ".
فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها
لذلك فإن فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها عظيم ومن هذا الفضل ما يلي:
- يكون المسلم من أولى الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم صلاة علي".
- تكون دليلا على حب المسلم للنبي لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ".
- محو الخطايا ومغفرة الذنوب ونيل رضا الله تعالى عن المسلم وصلواته سبحانه عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من صلى عليَّ صلاةً واحدةً، صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ".
- الفرج والتخلص من الهموم لما ورد عن عن أُبيِّ بن كعب رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسولَ اللهِ، إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ، فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال: "ما شِئْتَ"، قال: قلتُ: الربعَ؟ قال: "ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ"، قلتُ: النصفَ؟ قال: "ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ"، قال: قلتُ: فالثلثينِ؟ قال: "ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ"، قلتُ: أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها؟ قال:"إذًا تُكْفَى همَّكَ، ويغفر لكَ ذنبُك".
- يُنفى عن العبد صفة البخل، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم "البخيل من ذكرت عنده ولم يصل عليّ".
وقت الصلاة على النبي يوم الجمعة
لم يقيد الشرع وقت الصلاة على النبي يوم الجمعة بوقت محدد، فلم تذكر ساعة محددة بل جاء لفظ الحديث الشريف صريحًا بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم "أَكثِروا الصَّلاةَ عليَّ يومَ الجمعةِ وليلةَ الجمعةِ فمن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليْهِ عشرًا".
وأوردت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها أقوال العلماء حول الوقت المفضل للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يرى الإمام الرافعي أن من آداب الحضور للجمعة: "إذا حضر قبل الخطبة اشتغل بذكر الله تعالى وقراءة القرآن والصَّلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويستحب الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة وليلة الجمعة وقراءة "سورة الكهف"، ويكثر من الدعاء يوم الجمعة، رجاءَ أن يصادف ساعة الإجابة".
وكذلك قال الإمام ابن قدامة الحنبلي "ويستحب أن يُكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة"، وذكر قاضي الجماعة الشيخ أبو عبد الله الرصاع فيما نقله الإمام الحطاب المالكي "من المواطن التي يتأكد فيها طلب الصلاة.. يوم الجمعة".
وأفضل صيغة للصلاة على النبي ما جاء عن كَعْب بن عُجْرَة رضي الله تعالى عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: قد عرَفنا كيف نُسلِّم عليك، فكيف نُصلِّي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد، كما بارَكْت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".