أمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، بإحالة 6 متهمين “محبوسين” للمحاكمة الجنائية العاجلة، في واقعة مقتل كويتي مواطن في منطقة العجوزة.

ووجهت النيابة العامة للمتهمين، اتهام بالقتل العمد المرتبط بالسرقة.

وقال النائب العام في بيان صادر عنه، اليوم الخميس، إن تحقيقات القضية رقم 10908 لسنة 2019، كشفت أن المتهمين عقدوا اتفاقا جنائيًا على سرقة مسكن المجني عليه لسابق علمهم باحتفاظه بمبالغ مالية بالعملات المحلية والأجنبية بمسكنه، مستغلين كونه طاعنًا في الطعن، فضلًا عن عمل المتهمة الخامسة خادمة لديه.

وأضاف النائب العام، أن المتهمة الخامسة مكنت المتهمين الأول والثاني من الدلوف لمسكن المجني عليه وبحوزتهما أسلحة بيضاء وأدوات تشل مقاومة المجني عليها، وقيداه لها وطرحاه أرضًا وتمكنا من الاستيلاء على المبالغ المالية.

وأوضح أن حال استغاثة المجني عليه، انقض عليه المتهمان كاتمين أنفاسه بقصد إزهاق روحه ليتمكنا من إتمام السرقة والفرار بالمسروقات، وذلك حال تواجد باقي المتهمين بمحيط العقار محل الواقعة لحين إتمام المخطط الإجرامي.

واعترف المتهمون، تفصيلًا بارتكابهم الواقعة، وأجروا محاكاة تمثيلية بمسرح الجريمة، جاءت مطابقة لما سردوه باعترافاتهم، وما تم ضبطه من آثار مادية بمسرح الجرمية، وما ورد بتحريات جهات البحث وأقوال شهود الواقعة.

وأكد ت تقارير مصلحة الطب الشرعي، أن سبب الوفاة المجني عليه تعزي إلى اسفكسيا الخنق.

عزيزة وحميدة السبب.. تفاصيل مقتل كويتي أرسلت بلاده وفدًا أمنيًا لمصر وأستدعت سفيرها (صور)

وكانت وزارة الخارجية الكويتية، قد أرسلت وفد أمني متكامل إلى مصر، للمشارك في التحقيقات التي تجريها الجهات الأمنية في واقعة مقتل مواطن كويتي أثناء اقامته داخل البلاد.

بدوره، قال نائب وزير الخارجية الكويتية، خالد الجار الله، إن دولته ملتزمة بمواصلة ومتابعة التحقيقات في مقتل المواطن الكويتي، خالد الريش، موضحًا أن أن السفارة الكويتية شاركت في التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات المصرية.

وبحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية “كونا”، فإن وزارة الخارجية استعدت السفير المصري طارق القوني، وتم إبلاغه بأن السلطات الكويتية في الوقت الذي تثمن فيه دور وجهود السلطات المصرية في البحث عن الجناة والتي أسفرت عن سرعة القبض عليهم، ‏فإنها أصرت على إرسال وفد أمني متكامل للمشاركة في التحقيقات الجارية.

تلك لم تكن الخطوة التصعيدية الأولى في واقعة مقتل مواطن كويتي بحي المهندسين في مصر، فقد دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الكويتي، النائب عبدالكريم الكندري، وزيري الخارجية والعدل إلى تشكيل فريق للإشراف على القضيتين وأي قضايا أخرى تخص الكويتيين في مصر.

وقال الكندري: “لن يمر الموضوع بهدوء، ولا نريد التحرج من الأشقاء في مصر، فهم لا يتحرجون منا حين يصاب رعاياهم بأذى”، موضحًا أن هذه ثاني حالة قتل في مصر خلال أربعة شهور.

وطالب الوزارة، بموقف واضح حيال قضايا الكويتيين في مصر، واعلام الشعب بحقيقة الوضع الأمني بالبلاد، متسائلًا: “هل الوضع الأمني سليم أم غير آمن؟ وهل تنصحهم بأخذ احتياطات معينة كالسكن في الفنادق لتوافر الحراسة الخاصة بدلًا من سكنهم الخاص؟”.

ما هي الواقعة التي أثارت تلك الأزمة؟

في الثالث عشر من مارس الجاري، عُثر على مواطن كويتي يبلغ من العمر 80 عامًا، مقتولًا داخل شقته بحي المهندسين في الجيزة، وتبين من التحقيقات أن المُسن الذي قُتل يُدعى خالد الريش، والشقة مسرح الجريمة هي شقته.

جهات التحقيق أنتقلت فورًا إلى موقع الحادث، وبدأت التحقيقات في واقعة القتل مع نقل الجثمان إلى الطبيب الشرعي لبيان سبب القتل، ثم أعلنت سفارة الكويت بالقاهرة في يوم 17 مارس، نقل جثمان خالد الريش إلى بلاده، لدفنه وتلقي العزاء به.

السفارة الكويتية في القاهرة بينت أنها على اضطلاع بما تسفر عنه التحقيقات تباعًا في قضية مقتل المُسن الكويتي خالد الريش، حتى يتم القبض على الجناة.

من قتل الريش؟

جهات التحقيق المصرية تمكنت من الكشف عن قتلة المُسن الكويتي خالد الريش بمسكنه في محافظة الجيزة، حيث تبين أن الجناة من أسرة واحدة.

وبحسب الصحف الكويتية، فإن خادمة الضحية تُدعى ”عزيزة“ وتبلغ من العمر 33 عامًا، هي التي خططت للجريمة، وأبلغت الشرطة برواية تُفيد أنها عثرت على “الريش” مغشيًا عليه في صالة الشقة، ووجدت بها إصابات حول الفم والساق اليمنى.

باستمرار التحقيق مع الخادمة وتضييق الخناق عليها ومواجهتها بالأدلة، أعترفت بتخطيطها للجريمة بهدف سرقة المُسن الكويتي وليس قتله.

وبينت التحقيقات، أن عزيزة شاركتها في جريمتها شقيقتها التي تُدعى “حميدة” والبالغ عمرها 36 عامًا، وشقيقيها “رفيق” البالغ عمره 31 عامًا، و”أحمد” البالغ عمره 25 عامًا، وآخرين هم: “محمد” البالغ عمره 19 عامًا، و”علي” البالغ عمره 30 عامًا، و”عبد الرحمن” البالغ غمره 19 عامًا.

لماذا قُتل المُسن الكويتي؟

وبالبحث عن سبب قتل “عزيزة” وشركاها، للمُسن الكويتي خالد الريش، كشفت التحقيقات أن الهدف من الجريمة كان سرقة المجني عليه وتفريغ الشقة من محتوياتها.

وقالت “عزيزة”، إن شقيقتها “حميدة” واثنين من المتهمين، قاموا بمراقبة الطريق إلى مدخل العمارة التي بها الشقة موقع الجريمة، بينما صعد اثنان إلى الشقة وطرقا الباب، ولدى فتحه لهما، قاما بدفعها والاعتداء عليها، وفق الخطة التي كانت تضعها، ثم قاما بتقييد يدي المجني عليه وكمما فمه.

وأضافت، أن المُسن الكويتي قاوم المعتدين عليه وحاول نزع اللاصق عدة مرات، ما أحدث سحجات حول فمه، بحسب الطبيب الشرعي.

وأشارت الجانية، إلى أن أحد المعتدين على خالد الريش، قام بكتم أنفاسه بقطعة قماش حتى فارق الحياة، مبينةً أنه عقب ذلك استولوا على 379 دولار، وهاتف محمول،  و10 دنانير كويتية.

وألمحت “عزيزة”، أن العصابة التي شكلتها، تركت مسرح الجريمة عقب السرقة وهربا، وتركوها مقيدة، ضمن الخطة الموضوعة كي تبدو أنها مجني عليها أيضًا.

ولأن الخطة كانت سرقة المجني عليه، في الوقت الذي يعتدي فيه اللصوص على “عزيزة” الخادمة، كي يتبين لخالد الريش أنها مجني عليها مثله، ولم تكتمل تلك الخطة بسبب أن “عزيزة” اكتشفت موت المُسن، فقامت بفك قيوده وتخلصت من القيد إلا أنها نست جزء من الشريط اللاصق على الأرض وهو ما كان سببًا لكشف الجريمة.

أشترى لوالدتها قبرًا.. فقتلته؟

وضمن كواليس تلك الجريمة، قال فهد الريش، شقيق المجني عليه خالد الريش، إن شقيقه تعرض للتعذيب قبل أن يقتل حيث وجدوا على جسده آثار ضرب وكسر بالكتف، مبينًا أن “عزيزة” التي خططت لقتل شقيقه، قد أشترى لها خالد الريش قبرًا بقيمة 15 ألف جنيها، لدفن والدتها التي كانت تعمل لديه أيضًا.

وأضاف الريش، أن شقيقه ساعد من خططت لقتله كي تمتلك مدفن لوالدتها، إلا أنها قررت أن تستعين بـ”بلطجية” اعتدوا عليه بالضرب وعذبوه لسرقة النقود التي بحوزته، متسائلًا: “فهل يكون هذا جزاء الإحسان”.