معرض السويس يناقش تجليات المكان في مؤلفات 3 من مبدعي مدينة الغريب
نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض السويس الثاني للكتاب، المقام حاليا على ممشى السويس، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ندوة بعنوان تجليات المكان في كتابات محمد الراوي- علي المنجي- محمد عطا، بمشاركة الكاتب أنور فتح الباب، والدكتور أيمن تعيلب، والدكتور علاء الجابري، وأدارها الكاتب قباري البدري.
معرض السويس يناقش تجليات المكان في مؤلفات 3 من مبدعي مدينة الغريب
بدأ قباري اللقاء بالترحيب بالكتاب والضيوف المشاركين، منوهًا عن إسهاماتهم وأعمالهم التي تناولت بالنقد والتحليل أعمال كل من: محمد الراوي- علي المنجي- محمد عطا.
ومن جانبه أشاد الدكتور أيمن تعيلب عميد كلية الآداب بجامعة السويس، بمثقفي السويس وفنانيها الراحلين والقائمين فيها، وتحدث عن الأديب محمد الراوي الذي تعددت كتاباته بين الكتابة الإبداعية، والنقدية والحوارات الثقافية مع كبار الكتاب والمثقفين وعن جماليات المكان عند محمد الراوي.
وقال تعيلب إن المكان في الأدب يتجلى بصورة مختلفة عن الواقع ففي الأدب يتحول المكان لروح ووجدان وخيال وجمال، فالمكان في الأدب هو المكان في الواقع مضافا إليه حلم الكاتب حول المكان في الخيال، لافتا إلى أن الراوي اكتشف أسطورة وعمق أسرار المكان في السويس، مؤكدًا أنه صاحب رؤية تأملية صوفية ميتافيزيقية.
وتحدث الدكتور علاء الجابري وكيل كلية الآداب، بجامعة السويس، موضحًا أنه كمغترب عاش بالسويس ثلاث عشر عاما تكونت لديه صورة ذهنية مختلفة ومغايرة للصورة التي رسمها من الراوي في كتاباته، ويرى أن الراوي هو ابن لنجيب محفوظ على المستوى الإنساني، لكن على المستوى التقني والكتابة يرى أنه مرتبط أكثر ببهاء طاهر، أما عن المكان وجمالياته لدى الراوي فهو معادل أساسي لدى الراوي وتنويعاته، ولابد أن يحيلنا مباشرة إلى الامتزاج الذي يخلقه دائما الراوي بين الجبل والبحر، فالسويس عند الراوي مدينة طاغية على كل ما يحيط بها، كما أنه يشير في أعماله إلى السويس من خلال البحر أو أسمائها القديمة ولا يذكر اسمها مباشرة.
كما تحدث بعد ذلك الكاتب والمؤرخ السويسي أنور فتح الباب، موضحًا أن الراوي استحوذ على القدر الأكبر من الاهتمام والمتابعة النقدية.
أما عن علي المنجز، فأوضح أنه يمكن أن نختصر كتاباته في محيط حي الغريب والطالبية والبديوي وشارع صدقي بتفريعاته، وجامع الأربعين والإشارة إلى كفر أحمد عبده، وقد أبدع في استغلال هذا الحيز الذي حبس نفسه فيه وهو لا يتعامل مع الأسطورة فقط بل إنه يخلق للمكان أسطورة أيضًا، ويؤنس المكان ويضيف إليه الطابع الإنساني، فالمكان عند المنجز له عدة مستويات للقراءة.
وفي نهاية اللقاء تم فتح المداخلات للجمهور، وتحدث بعضهم عن ضرورة تحويل الأعمال الفنية لهؤلاء المبدعين إلى أعمال تعرض من خلال المسرح والتلفزيون والسينما لما لها من قيمة وأهمية فنية وتاريخية.