الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نجيب محفوظ.. كيف دخل بيت الأمة من على السور وبفردة حذاء واحدة؟

نجيب محفوظ
ثقافة
نجيب محفوظ
الثلاثاء 27/أغسطس/2024 - 11:53 ص

يحل هذا الأسبوع وفاة أديب نوبل نجيب محفوظ الذي رحل عن دنيا في وتحديدا يوم الموافق 30 أغسطس عام 2006، بعد ان ملأ الدنيا أدبا وشغل وما زال يشغل به الناس.

وحياة نجيب محفوظ برمتها سواء الأدبية أو غير الأدبية حياة حافلة بالاحداث المهمة، لعل الفترات المفصيلة التي شهدها في تاريخ مصر ورد فعله وانفعاله بها كان له دور في ذلك.

نجيب محفوظ.. كيف دخل بيت الأمة من على السور وبفردة حذاء واحدة؟

وهنا نتوقف عند وجه من وجوه نجيب محفوظ بعيدا عن الأدب، وهو أول مشاركة له في مظاهرة، يرويه في كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ تحرير رجاء النقاش حيث يقول: لي مع المظاهرات لى ذكريات تجمع بين الإثارة والمرارة والطرافة: أولى هذه الذكريات حدثت في أواخر عهد وزارة محمد محمود سنة 1929. كان الرجل يدرك أن أيامه فى الحكم معدودة، ولذلك سمح بالاستقبال الشعبي لمكرم عبيد عند عودته من لندن على الرغم من أن مكرم عبيد كان في العاصمة البريطانية يحمل على النظام وعلى الإنجليز الذين يؤيدونه، وفي هذا اليوم خرجت مع صديقى حسن عاكف للاشتراك في المظاهرات المؤيدة لمكرم عبيد.

ويتابع نجيب محفوظ: كانت كل الأمور في ذلك اليوم تسير على ما يرام، فلا عنف أو تدخل من البوليس، ومر موكب مكرم عبيد في سلام. وأخذنا - أنا وحسن عاكف - نجرى وراء الموكب حتى نلحق به في بيت الأمة بيت سعد زغلول، لنستمع إلى خطبتي النحاس ومكرم، وفجأة توقف حسن عاكف عن الجري، واتجه ناحية ضابط بوليس برتبة كبيرة من الذين يراقبون سير المظاهرة، وبدون تردد ضربه حسن عاكف بقبضة يده في بطنه بكل ما أوتي من قوة، فسقط الرجل مغشيا عليه، ولمحه عسكرى من عساكر الخيالة، فجرى وراءنا بحصانه، ونحن نركض أمامه كالريح حتى وصلنا إلى السور الخلفي لبيت الأمة.. فقفز حسن عاکف برشاقة إلى الجانب الآخر، وطلب منى أن أعطيه ذراعي ليساعدني على القفز. 

ويواصل نجيب محفوظ: وفي تلك اللحظة وصل عسكرى الخيالة وأمسك بساقى قبل أن أقفز السور، وجذبني حسن عاكف بقوة فوجدت نفسي في الداخل، ولكن بدون فردة الحذاء، ودخلت بيت الأمة بقدم فيها جورب وقدم فيها فردة حذاء، كان الموجودون قد بدأوا في الانصراف، ولم يبق إلا عدد قليل من الناس، واستقبلتنا السيدة صفية زغلول، وشرحنا لها الموقف كله، وأعربنا لها عن مخاوفنا من انتظار العساكر لنا في خارج البيت للقبض علينا، طمأنتنا السيدة صفية وكنا نسميها أم المصريين، وقدمت لنا عصير الليمون، وبعثت الخادم ليستطلع لنا الشوارع المحيطة ببيت الأمة، عاد الخادم بعد قليل وأخبرنا أن الشوارع خالية من أي أثر العساكر البوليس، فانصرفنا، وسرت في الشارع بفردة حذاء واحدة وجورب حتى وصلت إلى البيت، وأنا لا أكاد أصدق أنني نجوت من هذا المأزق.

تابع مواقعنا