افتتاح الدورة التدريبية السابعة لأكاديمية اوسبو للتدريب الإعلامي
انطلقت اليوم فعاليات الدورة التدريبية المتخصصة حول رؤية مقترحة حول تجديد الخطاب الديني، بحضور وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، والدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، تحت رعاية وزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية، واتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي.
شهدت الجلسة الافتتاحية حضورًا لافتًا من العلماء والباحثين والمتدربين من دول منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين والمهتمين بهذا المجال.
من جهته أكد الدكتور عمرو الليثي رئيس الاتحاد في كلمته الافتتاحية، إن الدورة التدريبية تأتي في إطار الحاجة الملحة لضرورة تجديد الخطاب الديني في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم الإسلامي، سواء كانت ثقافية، أو اجتماعية أو فكرية.
وقال الليثي: أتوجه بكل الشكر والامتنان، بالأصالة عن نفسي ونيابة عن منتسبي اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي بالشكر للرئيس السيسي، لما نتلقاه من دعم دائم واهتمام بالغ يولينا إياه.
وأردف: وها نحن هنا الآن، مستتبعبن هذا الحدث الثري الملهم، بفعاليات دورة تدريبية، مكملة له، تعقد بأكاديمية الأوقاف الدولية: لتأتي مكونة الحلقة السابعة في سلسلة الدورات التي أقيمت على مدى 3 أعوام من خلال أكاديمية اوسبو للتدريب الإعلامي الملحقة بالاتحاد، ومتخذة زاوية إعلامية هامة كطرح لمحاضراتها تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.
وقال إن تجديد الخطاب الديني ليس مجرد تغيير في الأسلوب أو الألفاظ، بل هو عملية عميقة تهدف إلى إعادة فهم النصوص الدينية بما يتماشى مع مقاصد الشريعة، مع الحفاظ على الثوابت والأسس التي لا تتغير.
موضحًا أنه دعوة إلى التفكير، والاجتهاد، والحوار المفتوح، لتقديم رؤية دينية تجيب على أسئلة العصر، مواجهة التحديات بروح منفتحة ومستنيرة، لعلنا نؤكد هنا أن هذا المنحى ليس جديدا في تاريخنا الإسلامي، بل هو عملية متتابعة كانت دومًا جزءًا من مسيرة العلماء والمفكرين، فنجد الإمام الشاطبي رحمه الله يقول: المجتهد إنما ينظر في تحقيق مقاصد الشريعة بما يناسب حال العصر وأهله.
وشدد على أهمية التوعية بالتجديد، موضحين أنه لا يعني التفريط في الدين، بل هو ضرورة للحفاظ على حيويته واستمراره مبرزين القيم الإنسانية التي دعا إليها الإسلام مثل: العدل، الرحمة، والمساواة، كقيم عالمية داعمة للتعايش السلمي مما يسهم في بناء مجتمعات متماسكة ومتسامحة، ثم تأتي لغة الخطاب وفصله، فوجب علينا هنا: استخدام الوسائل الإعلامية الحديثة والمنصات الرقمية للوصول إلى جمهور أوسع وتقديم الخطاب الديني بلغة مفهومة وبأساليب مبتكرة تناسب العصر الرقمي ليكون قريبًا من قضايا المجتمع والشباب خاصة، لغة تلامس واقعهم وطموحاتهم فالشباب هم المستقبل الأمة، ومن الضروري أن يكونوا جزءًا في عملية التجديد.
جدير بالذكر، أن الدورة ستتناول مجموعة من المحاور الرئيسية، من بينها فهم النصوص الدينية في سياقها التاريخي، دور الاجتهاد المعاصر في تجديد الفقه الإسلامي، وكيفية التفاعل مع العلوم الإنسانية والاجتماعية لتعزيز خطاب ديني متوازن.