الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي.. ملك يكتب اسمك والمولى يبارك عليك
تشير الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، إلى الكثير من الخير الذي يناله المسلم عند كثرة الصلاة عليه، وليس هناك شك في ذلك، بدليل أن المولى عز وجل وملائكته أيضًا يصلون عليه لقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". وامتثالا للأمر الإلهي واستنادًا إلى الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي، نقدم عبر القاهرة 24 صيغ الصلاة على النبي وفضلها وما هي الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي.
الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي
قبل استعراض الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي، نوضح كيف تكون صلاة المولى عز وجل والملائكة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما فسرها أهل العلم؟.
في تفسير الطبري عن ابن عباس، أن قوله "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ" يعني: "يباركون على النبي". وقال البخاري: قال أبو العالية: "صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء".
والصلاة في كلام العرب لغير الله تعالى تأتي بمعنى الدعاء، فلم يأمر الله تعالى الناس بأداء الصلاة للنبي، بل الدعاء له، فيكون المقصود من الآية:" يا أيها الذين آمنوا ادعوا لنبي الله محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم "وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" يقول: وحيوه تحية الإسلام".
وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الآية، في أكثر من حديث صحيح بناءً على سؤال عدد من الصحابة؛ منها نورد رواية عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: أتى رجل النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال: "سمعت الله يقول "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ..." الآية، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: "قلِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَعَلى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إبْرَاهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، وَبَارك عَلَى مُحَمَّد وَعَلى آلِ مُحَمد، كَمَا بَارَكتَ عَلَى إبْرَاهيمَ إنكَ حَمِيد مَجِيدٌ".
وبينت دار الإفتاء المصرية، الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، في فتوى رسمية، حيث أكدت أنها كثيرة وجميعها يبيّن فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كالتالي:
- عن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ربع الليل -وفي رواية: ثلثا الليل- قام فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله، اذْكُرُوا الله، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ»، قلت: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لك»، قلت النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ»، قلت فالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لك»، قلت: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمُّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ» أخرجه الترمذيُّ في "سننه" وحسَّنه، والحاكمُ في "المستدرك على الصحيحين" وصحَّحه، والبيهقي في "شُعب الإيمان".
- وفي رواية للإمام أحمد في "المُسند" قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ».
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم في "صحيحه".
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود في "السنن".
أجمل ما قيل في فضل الصلاة على النبي
من أجمل ما قيل في فضل الصلاة على النبي من الأحاديث الصحيح ما يلي أيضًا:
- عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا " " مسلم "، وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "منْ ذُكِرتُ عنده فليصل عليَّ، ومن صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا" " لنسائي"، وعن عامر بن ربيعة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "ما من عبد يصلي عليَّ إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي، فليُقِل العبد من ذلك أو ليكثر " "أحمد ".
- عن أبي طلحة ـ رضي الله عنه ـ قال: "أصبح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر. قالوا يا رسول الله: أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر. قال: أجل، أتاني آت من عند ربي عز وجل، فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها" "أحمد".
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " "مسلم ".
- عن عمار بن ياسر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن لله تعالى ملكا أعطاه سمع العباد، فليس من أحد يصلي علي إلا أبلغنيها، وإني سألت ربي أن لا يصلي عليَّ عبد صلاة إلا صلى عليه عشر أمثالها" "الطبراني".
- وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام" "أحمد".
- عن الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "البخيل منْ ذُكِرْتُ عنده ثم لم يصل عليَّ" "أحمد".
- عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم تِرة" نقص وحسرة"، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم " "الترمذي".
- عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: "كل دعاء محجوب حتى يُصلى على النبي ـ صلى الله عليه وسلم" "الطبراني"..
- عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من نسي الصلاة عليَّ خطئ طريق الجنة" "ابن ماجه".
فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها
توجد الكثير من الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها، أبرزها حديث أبي الدرداء رضي الله عنه حينما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَىَّ صَلَاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا". قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: "وَبَعْدَ الْمَوْتِ؛ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ فَنَبِيُّ اللهِ حَيٌّ يُرْزَقُ" أخرجه ابن ماجه في "السنن".
وفيما يلي في نقاط فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها وكل وقت:
- امتثال أمر الله تعالى.
- سبب للحصول على الحسنات ورفع الدرجات ومحو السيئات.
- نيل شفاعته يوم القيامة لمن يصلي عليه.
- سبب لقرب المسلم من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة.
- سبب لصلاة الله والملائكة على المسلم.
- سبب استجابة الدعاء.
- سبب لمغفرة الذنوب وجلاء الهموم.
- سبب لطيب المجلس.
- تنفي عن قائلها صفة البخل.
- سبب لدوام محبة قائلها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
- متضمنة لِذْكر الله وشكره، ومعرفة نعمه على عباده بإرساله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهداية الناس.