305 مجمعات خدمية و259 مشروع كهرباء.. الوزراء: حياة كريمة الأضخم على الإطلاق
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، عددًا جديدًا من رؤى على طريق التنمية، ويقدم هذا العدد ورقة سياسات بعنوان تقييم منظومة الحماية الاجتماعية في مصر في ضوء أهداف التنمية المستدامة: المبادرة الرئاسية حياة كريمة، والتي تم إعدادها في إطار مبادرة بين المركز ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف.
مبادرة حياة كريمة الأضخم بالمشروع الوطني
وأوضحت الورقة أن الريف المصري عانى طوال عقود طويلة من التهميش والإهمال نتيجة للعوامل التي تراكمت عبر السنين، وأثرت في هيكله ومكوناته وبنياته، كما عانى الريف المصري من ارتفاع وتزايد الفجوة بينه وبين الحضر في مستوى هذه الخدمات.
وتؤكد المؤشرات التنموية في مصر التفاوت القائم بين الحضر والريف، وبالأخص ريف الوجه القبلي، وتأسيسًا على ذلك جاءت المبادرة الرئاسية حياة كريمة كنموذج لتعزيز رأس المال البشري للفئات الأكثر ضعفًا في القرى المستهدفة من المبادرة إلى جانب تحسين مستويات المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا، من الإسكان اللائق وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي، وتحسين الخدمات التعليمية والصحية ومن ثم تبنت المبادرة نهجًا شموليًا من خلال التركيز على جميع جوانب الحياة الكريمة ودمجها في تدخلاتها الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق 4 أهداف استراتيجية، هي بناء الإنسان وتحسين جودة حياة المواطنين وتحسين مستوى معيشة المواطنين الأكثر احتياجًا وتوفير فرص عمل لائقة ومنتجة.
وانقسمت ورقة السياسات إلى عدة محاور رئيسة، حيث رصد المحور الأول المفاهيم المتصلة بمنظومة الحماية الاجتماعية والمبادرة الرئاسية حياة كريمة والتي يمكن تعريفها بأنها إحدى أهم وأبرز المبادرات الرئاسية لتوحيد كل جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص بهدف النهوض بالبنية التحتية والمستوى المعيشي لقرى المبادرة من خلال توفير حياة كريمة بها بالإضافة إلى تحقيق تنمية مستدامة للفئة الأكثر احتياجًا وسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها والاستثمار في تنمية الإنسان.
وكشف المحور الثاني لورقة السياسات نشأة وتطور المبادرة الرئاسية حياة كريمة، ويمكن حصر أهداف المبادرة في أربعة أهداف استراتيجية من منطلق التنمية الشاملة للريف المصري وهي تحسين الأحوال المعيشية لسكان القرى من خلال توفير الحماية والرعاية الاجتماعية، والارتقاء بمستوى خدمات البنية الأساسية والعمرانية خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والطرق المرصوف والسكن الملائم، والنهوض بجودة خدمات التنمية البشرية من تعليم وصحة وخدمات رياضية وشبابية وخدمات ثقافية، ودفع عجلة التنمية وزيادة فرص التشغيل المجزي واللائق من خلال تحفيز الاستثمار وتوفير القروض الميسرة للمشروعات الصغيرة والتوسع في خدمات التدريب المهني.
وتناول المحور الثالث معايير تحديد قرى المبادرة الرئاسية حياة كريمة والمراحل والخطوات التنفيذية لعمل المبادرة والإجراءات، بالإضافة إلى التدخلات والموقف التنفيذي للمرحلة الأولى من المبادرة خلال العام المالي 2022/ 2023 وذلك على النحو التالي:
-التدخلات الصحية: نفذت المبادرة في القرى المستهدفة 382 وحدة صحية ومستشفى مركزي و317 وحدة إسعاف ضمن جهود الدولة لتطوير خدمات التنمية البشرية.
-التدخلات الاجتماعية: نفذت المبادرة في القرى المستهدفة 305 مجمعات خدمات حكومية و787 مركز شباب و776 مكتب بريد و231 نقطة شرطة و259 مشروع كهرباء وإنارة للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
-التدخلات التعليمية: نفذت المبادرة في القرى المستهدفة 14.2 ألف فصل.
-التدخلات الخدمية: نفذت المبادرة في القرى المستهدفة 9 محطات معالجة و739 مشروع صرف صحي و287 ألف وصلة منزلية، كما تم الانتهاء من 169 محطة مياه شرب و24 ألف وصلة منزلية ومد وتدعيم شبكات بطول 7.5 آلاف كم بهدف تحسين معدل إتاحة خدمات مياه الشرب لتصل إلى 100%؛ كما تم توصيل شبكة الألياف الضوئية لـ 187 قرية وتركيب 1028برجًا لتقوية شبكات المحمول، كما تم توصيل خدمات الغاز الطبيعي لـ 173 قرية، وتم رصف وتطوير 15 طريقًا رئيسًا و20 طريقًا داخليًا وتطوير 60 محطة سكة حديد و562 كوبري ري، إنشـاء وتطويـر 124 فرعًا للبنوك المحلية وتوفير 563 ماكينة صراف آلي و1132 نقطة بيع وفتح 205 آلاف حساب بنكي، والانتهاء من 629 مشروعًا لتأهيل وتبطين الترع وإنشاء 286 مركز خدمات زراعية لزيادة الإنتاجية الزراعية، بالإضافة إلى إتاحة قروض للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من البنوك وجهات التمويل المختلفة بقيمة 15 مليار جنيه بعدد مستفيدين 647 ألف مستفيد.
وبناءً على ما سلف ذكره يمكن اعتبار مشروع حياة كريمة من حيث الاتساع وحجم الإنفاق وقدر التأثير المتوقع في حياة المصريين، الأضخم على الإطلاق بين مرتكزات المشروع الوطني المصري لبناء الدولة الحديثة؛ حيث تعتبر المبادرة متعددة في أركانها ومتكاملة في ملامحها وتسعى إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات التي تشمل جوانب مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية
واستعرض المحور الرابع آليات تحقيق مبادرة حياة كريمة لأهداف التنمية المستدامة وتقيير الأثر التنموي للمبادرة حيث أسفر تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة (2019 - 2021) على مستوى القرى التي نفذت بها المبادرة وفقًا لما قام به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن عدد من النتائج أولها انخفاض معدل الفقر بحوالي 14 نقطة مئوية، وثانيها تحسن مؤشر جودة الحياة -معدل إتاحة الخدمات الأساسية- بحوالي 18 نقطة، وثالثها تحسن في معدل التغطية بالخدمات الصحية بحوالي 24 نقطة، ورابعها تحسن في معدل التغطية بالخدمات التعليمية بحوالي 12 نقطة، وأخيرًا تحسن في معدل التغطية بالصرف الصحي بحوالي 46 نقطة مئوية.