نتنياهو يراوغ وحماس تخسر ورقة ضغط.. من المسؤول عن قتل الأسرى الإسرائيليين؟
حالة من الذعر والغضب تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفقائه في الحكومة اليميني المتطرف إيتمار بن جفير وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية، بعدما عثرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على 6 جثامين لأسرى إسرائيليين بينهم أمريكي الجنسية جنوب قطاه غزة، داخل أحد الأنفاق، ما تسبب في غضب أمريكي وداخلي في تل أبيب.
وجاءت عمليات العثور على الأسرى الإسرائيليين والأمريكي بالتزامن مع مواصلة الوسطاء مساعي التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
إسرائيل تعثر على جثامين الأسرى
موقع أكسيوس الأمريكي أوضح نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن الجثامين الستة تعود لثلاثة رجال وثلاث نساء أسرتهم حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، من مهرجان نوفا الموسيقي في جنوب إسرائيل، وتصدر أسماء الأسرى الست المواطن الأمريكي هيرش جولدبيرج بولين، الذي أصبح رمزًا للأسرى الأمريكيين المحتجزين لدى حماس.
وحسب الموقع الأمريكي كان جولدبيرج بولين قد شوهد آخر مرة في مقطع فيديو نشرته حماس في ابريل الماضي، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن للقول حسب بيان للبيت الأبيض إن وفاته مأساوية ومدانة في نفس الوقت، زاعمًا أن قادة حركة حماس الفلسطينية، سيعاقبون على ذلك، في حين لم يوجه بايدن اتهامات بالتسبب في وفاة الأسرى إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فيما قالت نائبته كامالا هاريس، والمرشحة للانتخابات الرئاسية المقبلة، إنه يجب القضاء على الفصائل الفلسطينية، مؤكدة على إدانتها لحركة حماس دون الحديث عما ارتكبته إسرائيل من جرائم أودت بحياة نحو 41 ألف شهيد في القطاع غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وجاءت تلك العملية بالتزامن مع تحول اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي إلى مباراة صراخ غير مسبوقة بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت حول هذه القضية، إذا أشارت وسائل إعلام عبرية، إلى أن جالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي ومدير الموساد ديفيد برنياع، زعموا أن اقتراح نتنياهو بالتصويت على قرار للحفاظ على السيطرة الإسرائيلية الكاملة على طول ممر فيلادلفيا من شأنه أن يقوض أي اتفاق محتمل.
وقال جالانت لنتنياهو والوزراء الآخرين أنه يتعين على إسرائيل الاختيار بين فيلادلفيا والرهائن، وأنه لا يمكن اختيار الاثنين معًا، منوهًا أن التصويت يعني موت الرهائن أو التراجع بشان إطلاق سراحهم من قبل حماس.
في حين واصل نتنياهو مراوغته بشان مسؤوليته عن استمرار الحرب، مؤكدًا مواصلة آلة القتل وملاحقة قادة وعناصر حركة حماس في القطاع واستعادة الأسرى المتبقين عسكريًا، زاعمًا رفض حركة حماس الوصول لأي اتفاق يقضي بتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف الحرب في القطاع.
في حين خرجت وسائل إعلام إسرائيلية مهاجمة نتنياهو، بعدما تبين أن ثلاثة من المحتجزين الستة الذين تم استعادة جثثهم من غزة كانوا على القائمة التي وافقت #حماس على إعادتها في المرحلة الأولى من الاتفاق المرتقب الوصول إليه.
وعلى مدار الأسابيع الماضية فقدت حماس العديد من الأسرى الإسرائيليين لديها ما بين جثامين وأسير حي يدعى فرحات تمكن من الهرب قبل أيام من أيدي عناصر حركة حماس، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، ما يشير إلى خسارة حماس أهم أوراق التفاوض المتمثلة في الأسرى الإسرائيليين لديها.
في حين جاء تعليق الحركة عقب استعادة إسرائيل 6 جثامين أمس السبت، على لسان عزت الرشق القيادي بالحركة، أن من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والإدارة الأمريكية بسبب انحيازها ودعمها وشراكتها في هذا العدوان.
وأضاف أن الأسرى الإسرائيليين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي، متوعدة بأن الذي سيدفع ثمن هذه الجرائم الوحشية وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا منذ أحد عشر شهرًا هو نتنياهو وحكومته المتطرّفة وكل الداعمين لهذا العدوان.