دراسة جديدة تكشف دور الطفرات الجينية في زيادة خطر الإصابة بمرض السل
يعد مرض السل من أخطر الأمراض المعدية عالميًا، ويشكل السبب الأكبر للوفيات الناتجة عن العدوى، ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن نسبة الوفيات لا تتجاوز 5% من إجمالي المصابين بالبكتيريا المسببة للمرض، وعلى الرغم من نجاح المضادات الحيوية في إنقاذ بعض الحالات، فإن الفجوة بين انتشار العدوى وخطورة الأعراض ما زالت قائمة، مما يشير إلى وجود عوامل وراثية تلعب دورًا في ذلك، وفقًا لما نشر في هندوستان تايمز.
اكتشاف علمي جديد
وأظهر باحثون من جامعة روكفلر، طفرة جينية نادرة تزيد من خطر الإصابة بمرض السل فقط، دون تأثير على الأمراض المعدية الأخرى، هذا الاكتشاف، الذي نشر في مجلة نيتشر، يضع نظريات جديدة حول دور الجهاز المناعي في محاربة السل ويقترح أن بعض وظائفه التي كانت تعتبر مهمة سابقًا قد تكون أقل أهمية مما كان يعتقد.
عوامل خطر الإصابة بالسل
ولفترة طويلة، كان نقص السيتوكينات مثل TNF مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالسل، وكشفت الدراسة الجديدة عن سبب وراثي لهذا النقص، وكيف يؤدي إلى تعطيل عملية مناعية مهمة في الرئتين، مما يجعل الأفراد المصابين أكثر عرضة للإصابة بمرض السل.
دور عامل نخر الورم TNF في الاستجابة المناعية
وكانت الدراسات السابقة تعتبر TNF مسؤولًا رئيسيًا عن الاستجابة المناعية، لكن الاكتشاف الجديد يظهر أن دوره قد يكون محدودًا إلى حد كبير، خاصة فيما يتعلق بحماية الرئتين من مرض السل، وهذا التغيير في الفهم يفتح الباب أمام تطبيقات علاجية جديدة ومراجعة للطرق الحالية في التعامل مع الالتهابات.
دراسة الجينات المرتبطة بالسل
وعلى مدى العقدين الماضيين، قام مختبر كازانوفا بدراسة الأسباب الجينية التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض السل، ومن خلال تحليل تسلسلات الإكسوم لعدد كبير من المرضى حول العالم، تمكن الباحثون من تحديد طفرات جينية نادرة تزيد من احتمالية الإصابة بالسل.
تأثير الطفرات الجينية على المناعة
ووفقًا للباحثين القائمون على الدراسة، بعض الطفرات، مثل تلك الموجودة في جين CYBB، تعيق عملية مناعية حيوية تعرف بالانفجار التنفسي، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السل ومجموعة أخرى من الأمراض المعدية، ورغم أهمية هذه العملية المناعية، إلا أن تأثيرها يمكن أن يكون أكثر تحديدًا مما كان يعتقد سابقًا.
الاكتشافات الجينية الجديدة
وركزت الدراسة الحالية على شخصين من كولومبيا كانا يعانيان من إصابات متكررة وشديدة بالسل، بالرغم من تمتعهما بصحة جيدة بشكل عام، كانت هناك طفرة في جين TNF لديهما مما أثر على آلية المناعة بشكل دقيق، وهذه الطفرة جعلتهما عرضة للإصابة بمرض السل فقط، دون تأثير على مناعتهما تجاه الأمراض الأخرى.
