ما حكم شراء وأكل حلوى المولد النبوي الشريف؟.. الأزهر يجيب
تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالًا وجه إليه نصه: ما حكم شراء وأكل حلوى المولد في ذكرى المولد النبوي الشريف؟
وقال مركز الأزهر للفتوى عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إنّ من أجلِّ أنواع القُرَبِ لله رب العالمين حمدَه وشكرَ نعمته سبحانه وتعالى علي خلقه؛ ولذلك افتتح سبحانه كتابه بقوله: {الحمد لله رب العالمين}[الفاتحة:2].
وتابع: وما من نعمةٍ أجلَّ من نعمةِ الرسالةِ والبلاغِ والبيان ِللخلقِ التي تحيي عقولَهم وتربي نفوسَهم وتوجههم إلى المعبودِ الحقِّ سبحانه وتعالى، ومعلومٌ أنَّ بدرَ التتمةِ وسيدَ الختامِ نبينَّا محمدًا عليه الصلاة والسلام هو الذي أتم الله به النعمة، وقوَّم به الملة، وهدى به العرب والعجم، وحلت به أكابرُ النعم، واندفعت به شرور النقم.
ما حكم شراء وأكل حلوى المولد في ذكرى المولد النبوي الشريف؟
وأردف: فهل ينكر عاقلٌ ذو لُبٍّ جوازَ الفرح بمولدِه وطلعته المُنيرةِ علي الأرض، فمولدُه يومٌ من أيام الله عز وجلَّ كما كانت لبني إسرائيل أيامٌ نجَّاهم اللهُ تعالى فيها من ظلمِ فرعونَ واستكبارِه، وأمر نبيَّ الله موسي عليه السلام أن يذكِّرهم بها فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَي بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}[إبراهيم:5].
وأضاف: كذلك من أيام الله تعالى على أهل الأرض مولدُ النبي صلى الله عليه وسلم الذي دفع الله به عن أهل الأرض ظلماتِ الغيِّ والبغيِ والضلالة.
وأكد: وقد سنَّ لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.
وأكمل: وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَّ مولدُه من غير البهجة والسرور والفرح به صلى الله عليه وسلم، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانًا وشعارًا.، وقد تعارف الناسُ واعتادوا على أكل وشراء أنواعٍ من الحَلوى التي تنسب إلي يوم مولدِهِ ابتهاجًا وفرحةً ومسرَّةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ وخير، فما المانع من ذلك؟ ومن يجرؤ على تقييد ما أحله الله تعالى على خلقه مطلقًا؟!