وزير الاتصالات: شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لمد شبكة الألياف الضوئية بكافة المحافظات
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدور الحيوي الذى تقوم به مصر لتحقيق التقارب التكنولوجي الآسيوي الإفريقي الذى يعتمد بشكل أساسي على بنية تحتية دولية قوية ومتنوعة وآمنة؛ موضحا أن مصر قامت بتحقيق هذا الترابط على مدار العقود الماضية من خلال أنظمة الكابلات البحرية التى تربط آسيا وإفريقيا بالعالم.
مد شبكة الألياف الضوئية بكافة المحافظات
كما أشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى أهمية تشجيع الاستثمارات ونشر المزيد من الكابلات البحرية التي تربط جنوب شرق آسيا وإفريقيا بالعالم للوصول إلى مستويات التقارب التكنولوجي المطلوب، الذى أصبح أحد السمات المميزة للشراكة بين الدول في العصر الرقمي حيث اصبح الاتصال الرقمي ضرورة لا غنى عنها.
جاء ذلك في كلمة مصر التي ألقاها الدكتور عمرو طلعت نيابة عن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في جلسة القادة ورؤساء الوفود ضمن فعاليات منتدى "إندونيسيا- افريقيا" الثاني (IAF) الذى تستضيفه مدينة بالى في إندونيسيا بحضور جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا وبمشاركة أكثر من 800 مشارك من رؤساء الدول، والحكومات، والمسئولين من القطاع الحكومي والقطاع الخاص ونخبة من المجتمع الأكاديمي من مختلف دول القارة الأفريقية وإندونيسيا بالإضافة إلى المنظمات الدولية والإقليمية. وتستمر فعالياته خلال الفترة من 1 حتى 3 سبتمبر بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والشراكات بين جمهورية إندونيسيا وأفريقيا وذلك بعد نجاح المنتدى الأول الذى عقد فى عام 2018.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن استراتيجية مصر الرقمية يتم تنفيذها وفقا لنهج يتمحور حول المواطن ويهدف إلى تلبية الطلب المتزايد للمواطنين على الخدمات الحكومية الرقمية وتقديمها بشكل سريع واستباقي؛ مشيرا إلى أنها استراتيجية شاملة تضم العديد من المحاور التي تستهدف إتاحة الوصول إلى البنية التحتية الرقمية، ومحو الأمية الرقمية، وبناء القدرات الرقمية، ودعم الابتكار الرقمي، وتسريع التحول الرقمي في جميع القطاعات الحكومية؛ لافتا إلى أنه تم اختيار العاصمة الإدارية الجديدة كعاصمة رقمية عربية لعام 2021 من قبل جامعة الدول العربية، كما ارتفع تصنيف مصر في مؤشر جاهزية الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي حيث جاءت مصر ضمن مجموعة الدول الرائدة في الحكومة الرقمية بالتصنيف (A) في عام 2022 صعودا من التصنيف (C) في 2018.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى جهود الدولة المصرية في تنفيذ مشروع " حياة كريمة" الذى يهدف إلى تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في القرى الأكثر احتياجا؛ موضحا أنه يتم مد كابلات الألياف الضوئية إلى قرابة 10 ملايين مبنى ومنزل فى هذه القرى، كما يتم إقامة شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لمد شبكة الألياف الضوئية في كافة محافظات الجمهورية.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أنه تم زيادة أعداد الشباب المستفيدين من برامج بناء القدرات الرقمية أكثر من 100 مرة على مدار السنوات الست الماضية، حيث يمثل الشباب فى مصر القوة الدافعة لبناء مصر الرقمية، كما تمثل المهارات الرقمية فى مصر عنصرا جاذبا للاستثمارات الأجنبية فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث تعد مصر واحدة من أبرز المقاصد على مستوى القارة الأفريقية الجاذبة لشركات التعهيد العالمية لنقل عملياتها التقنية إليها؛ مؤكدا على اهتمام الدولة بإقامة شراكات مع الدول من كافة أنحاء العالم بما فى ذلك إندونيسيا للتحول إلى مجتمع رقمى مستدام.
ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى أنه على مدار السنوات الماضية، ارتبط الشعبان المصري والإندونيسي بصداقة دائمة ازدهرت في مجالات الثقافة والتعليم والسياسة العالمية، كما تضم مؤسسة الأزهر العديد من العلماء الإندونيسيين البارزين الذين كانت لهم مساهمات علمية متنوعة؛ مضيفا أنه بعد حوالى 70 عامًا من مؤتمر باندونج، تظل إندونيسيا منارة للتضامن والسلام والتسامح؛ مشيرا إلى أنه في ظل ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية وتوترات جيوسياسية، وأزمة المناخ، فإنه لا يمكن إغفال المبادئ العشرة للتعايش التي تجسدها روح باندونج في الإعلان التاريخي بين الدول النامية المستقلة حديثًا، من أجل بناء اقتصادات مزدهرة وسلمية لشعوبها.
وذكر الدكتور عمرو طلعت أن العصر الحالي يتسم بكونه عصر الاعتماد المتبادل، والروابط التكنولوجية، والتحديات التي تتجاوز الحدود الجغرافية؛ مشيرا إلى أن منتدى إندونيسيا - إفريقيا الثاني يعد فرصة كبيرة لاستكشاف سبل جديدة لمناقشة الأولويات الوطنية والقارية الحالية.
كما تعكس أجندة إفريقيا 2063 والاتفاق الرقمى الإفريقى الذى تم اعتماده مؤخرًا التطلعات المشتركة التى تجمع بين أفريقيا وإندونيسيا؛ معربا عن تطلعه إلى مزيد من التعاون فى ضوء الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية العميقة بين إندونيسيا والدول الإفريقية.