الأول على دفعته.. شاب يؤسس مشروعه لتصليح الزجاج بـ بورسعيد: أترفض تعييني معيد علشان والدي حداد| صور وفيديو
يعيش الشاب محمد شعبان في إحدى المناطق الشعبية في محافظة بورسعيد، من أسرة بسيطة مكونة من أب وأم و5 أخوة بينهم فتاة، ويقيم مشروعا صغيرا في شارع عمرو بن العاص، وذلك بعدما تم رفض تعينه معيدا بالجامعة نتيجة عمل والده في مهنة الحدادة.
شاب يقيم مشروعه لتصليح الزجاج بشوارع بورسعيد
أجرى القاهرة 24 بثا مباشرا من ورشة الشاب محمد شعبان وهي عبارة عن مربع من الحديد موضوع على عجل ومحاطة بقطع من القماش، ولا تتعدى مساحتها الـ 4 متر مربع، ويجلس بها هو وشقيقه، ويعمل في تصليح شروخ زجاج السيارات بطرق مبتكرة، جعلته الأشهر في هذا المجال بـ محافظة بورسعيد، كما تواصل معه زبائن من محافظات مختلفة، ولكن وراء قصة نجاح الشاب حكاية استلهم منها القوة والإرادة.
يروي محمد أنه التحق بكلية الزراعة في محافظة أسيوط وكان حلم والده أن يحصل على الشهادة وينادي عليه الناس بـ البشمهندس، ولكنه لم يستطيع تحقيق حلم والده بسبب الظروف المالية الصعبة، وشعر بأن دراسته جاءت على طعام إخوته وتعاني الأسرة بسببه، ولم يكن أمام الشاب ألا ترك الكلية والبحث عن بديل مناسب ببورسعيد، ولأنه حاصل على الثانوية من الأزهر الشريف كان يجب أن يجري معادلة ومجموعة من الإجراءات، وقُبل في النهاية بكلية الخدمة الاجتماعية ودرس بها 4 سنوات.
تفوق محمد شعبان بالكلية حتى أنه حاز في كل السنوات تقدير الامتياز، كما أنه كان يساعد زملائه في الدراسة، وتطوع الشاب لعمل ملازم لمساعدة زملائه، وكان تفوقه نابعا من إرادة تتحدث بداخله لتحقيق حلم والده، وصوت ينادي من قلبه قائلا: كان نفسك يا والدي الناس تناديني يا بشمهندس، وبإذن الله هذاكر واجيب امتياز، وأكون دكتور في الجامعة علشان أفرحك وتسمع الناس بتقولي يا دكتور مش يا بشمهندس.
جاء ترتيب محمد الأول على دفعة 2020 بكلية الخدمة الاجتماعية ببورسعيد، وذهب محمد لعميد الكلية، إذ أعلنت الجامعة قبول دفعة جديدة من المعيدين على حسب روايته، وذهب للمقابلة الشخصية والتقى عميد الكلية، واجتمع أعضاء هيئة التدريس على أحقيته في التعيين، وتحدث معه العميد عن أسرته وعندما علم أن والده يعمل حدادا رفض تعينه، ووصل الأمر أن قال له اخرج من المكتب معنديش تعيين ليك، كما قال الشاب في لايف القاهرة 24.
ذهب محمد بعدها لأداء الخدمة العسكرية، وعاد من جديد لعميد الكلية الجديد، وروى له قصته فقال له إن تخرجه مرَّ عليه عامان، وفات دوره في التعيين، وعرض عليه أن يعمل بعقد 3 أشهر ويجدد، وكان قاصدا من ذلك أن يحصل منه على توقيع يهدد مستقبله ويمنعه من استكمال دراسته والحصول على الدرجات العملية، ورفض الشاب واختار أن يكمل دراسته وحصل على دبلومات متخصصة وكورسات تعليمية مختلفة، وكان في هذا الوقت مصابا بحالة من اليأس الشديد بعدما ضاع حلمه.
بدأ محمد شعبان يستعيد الأمل من جديد وعمل في الكثير من المهن المختلفة حتى ظهر في طريقه مهنة إصلاح زجاج السيارات خاصة أن من يعمل بها في بورسعيد جعلت سمعتها سيئة لدى الزبائن، ولم يكن أمام هذا الشباب الذي ضاع حلمه إلا الشارع، فقرر العمل أسفل منزله، وكان شقيقه يقف معه ليغطي رأسه من الشمس بكرتونة.
بدأ محمد شعبان في شراء منتجات لإصلاح الزجاج من دول مختلفة أشهرها الصين وأمريكا، ونجح في إصلاح شروخ دقيقة مما جعله الأشهر في إصلاح زجاج السيارات ببورسعيد، وأصبح الزبائن ينادونه بـ الدكتور، وكان في تجارته يتذكر دائما القيم والمبادئ والأخلاق التي تعلمها من والده، ويفخر بوالده رغم رفضه في التعيين معيد بسبب عمله، قائلا: أنا فخور بعمل والدي حدادا كفاية أنه ربانا من الحلال وزرع فينا القيم والدين.
ظل محمد لمدة 7 أشهر كاملة يحاول اكتشاف طريقة لإصلاح خرابيش زجاج السيارات ولم يستسلم للفشل، ونجح أن يعيد الزجاج جديدا بصورة بسيطة، وقال: أنا بطور شغلي وكل يوم بفكر في جديد، وأهم حاجة الضمير أنا بوفر للزبون آلاف الجنيهات في شراء الزجاج وفوانيس السيارات، والظلم الذي تعرضت له في رفض تعيني في الجامعة كان ولا يزال دافعا لي.
