أحمد كريمة عن مزاعم سحر سيدنا النبي: لو أمكن كنا سخرنا جنًا لـ نتنياهو وعصابته
علق الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على حقيقة سحر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، خصوصا بعد الجدل الأخير بأن سيدنا النبي تم سحره من قبل شخص يهودي.
وقال كريمة لـ القاهرة 24: قال سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد: والله يعصمك من الناس، وأبطل الله مدعى المشركين الكفار الذين افتروا على رسوال الله، فقال: إن تتبعون إلا رجلًا مسحورًا، قائلًا: لو أمكن تسخير الجن كنا سخرنا جنا مسلما إلى نتنياهو وعصابته.
وأردف كريمة: فيما يتصل بقضية الادعاء بأن لبيد بن عاصم اليهودي سحر النبي لمدة 6 أشهر وكان تخيل أنه أتى النساء على غير الحقيقة، هذا الخبر من أخبار الآحاد وهي ظنية الورود، ظنية الدلالة فلا تثبت بخبر الأحاد أحكام عقائدية “علا خلاف جهالة السلفية"، وقد رد كثير من العلماء المعاصرين على غرار الإمام الجصاص على خبر سحر لبيد للنبي ومن العلماء العاصرين الإمام محمد عبده والشيخ الغزالي وغيرهما.
أحمد كريمة عن مزاعم سحر سيدنا النبي: لو أمكن كنا سخرنا جنًا لـ نتنياهو وعصابته
وأردف أحمد كريمة أنه لا يتحجج إنسان ويحتج بأن خبر ورد في البخاري ومسلم كأنه قرآن منزل، وهذا خطأ لأن الاحتجاج إنما بقطع الورود ويتمثل في أمرين: القران الكريم والسنة المتواترة (وهي 111 حديثا فقط)، فالحديث قد يأتي في الصحيحين ولكن قد يكون شذوذ ومبعث الشذوذ كما قال العلماء: “الحديث إذا ناقض المنقول ”القرىن الكريم" أو ناهض المعقول أو خالف الأصول فاعلم أنه معلول"، وهذه القاعدة أطلق عليها العلماء الجرح والتعديل في علم الحديث.
وأكد الدكتور أحمد كريمة أن خبر السحر هو يناقض القرآن لأن الله قال: "والله يعصمك من الناس"، ويناهض المعقول لأنه لو قال أحد بصحة الحديث فماذا عن الوحي في الـ 6 أشهر التي زعموا فيها أن النبي كان مسحورًا، كما أنه يناهض الأصول قدح وطعن في النبوة قال تعال: "ما ضل صاحبكم وما غوى"، وهي تزكية لعقل النبي.
وأوضح هذه الواقعة المفتراة لم يكن لها مثيل لأي نبي ولا رسول، فلماذا سيدنا النبي محمد وهو من هو تقع له هذه الحادثة المفتراة؟، مضيفا: والغريب والعجيب أن غياب المنهجية العلمية عند المتطفلين على موائد العلوم الشرعية يتقاتلون على إعلاء خبر شاذ، وهذا المنهج المعوج عن الغلاة من المتسلفين والدواعش لو كانوا يفقهون المنهجية العلمية لوقفوا عند مورد القرآن الكريم.
وأكد أن اختراق صرف أنظار الناس عن فقه الواقع والمصالح والمقاصد ولكن اليقين النبي كامل مكمل معصوم لم يسحر ولم ينله أذى وإذا كان الله حفظه من حسد الحاسدين وقال تعالى: “وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم”، فإذا كان الله حفظ نبيه من حسد الحاسدين فكيف يترك الله نبيه لسحر يهودي ينال من مدارك النبي.
ولفت أحمد كريمة إلى لقائه مع أحد اللاجئين لمصر في وقت سابق يدّعي أنه يسخر جنا، قائلًا: قولتله لو السحر والتسخير حقيقي لماذا لم نسخر جنا لنتنياهو! متعجبًا من ادعاءات البعض.
