الأحد 17 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وفاة عريس الشرقية.. ظل بالغربة سنوات لتحقيق حلم زواجه والقدر كتب السطر الأخير

عريس الشرقية المتوفى
محافظات
عريس الشرقية المتوفى ليلة زفافه
الخميس 05/سبتمبر/2024 - 11:17 ص

قبل نحو أسبوع كان يستعد لزفافه على الإنسانة التي اختارها دونًا عن سائر بنات حواء، أعد العدة لليلته الموعودة بالكد والتعب لمدة تخطت 5 سنوات، وعانى الغربة طوال فترة عمله حتى أسس مسكنه في بيت الأسرة داخل القرية البسيطة في محافظة الشرقية، لكن طائر الموت كان موكلًا بقبض روحه دون أن يهنأ بعروسه ولو للحظات، ورحل بعدما وضع رأسه على كتفها جراء أزمة قلبية مفاجئة داخل سيارة الزفاف في الطريق إلى مسكن الزوجية.

وفاة عريس بجور عروسته داخل سيارة الزفاف في الشرقية

سُمعة مات.. عبارة صادمة أصمت آذان الجميع ممن كانوا حاضرين حفل زفاف الشاب صاحب الثلاثين ربيعًا قبل سويعات قليلة، في نبأ مشؤوم ظن الغالبية أنه محض دعابة من قائله، لكنها كانت الحقيقة التي أراد الجميع الهروب منها؛ فالشاب الذي تجهز لزفافه كان يتجهز لموته دون أن يدري، وبدلًا من أن يكون الزفاف إلى عش الزوجية كان التشييع إلى مأواه الأخير في مقابر الأسرة بقرية سنهوا التابعة لنطاق مركز منيا القمح في محافظة الشرقية.

قبل سنوات ليست بالبعيدة، كان إسماعيل محمد عبدالصمد، لافتًا للأنظار لدماثة خلقه وروحه المرحة التي عشقها كل من رآه في بلدته إبان فترة طفولته، وخلال فترة وجيزة بزغ نجمه في كرة القدم وأظهر موهبة شجعت الكثيرين على مطالبة والده بأن يحاول إلحاقه بأيٍ من الأندية الكبرى في اللعبة، وبالفعل نجح الفتي وقتها في تخطي اختبارات نادي الزمالك رغم أن العائلة بأكملها أهلاوية حتى النخاع، لكن تغيرت الأمور وفرح الكل لفرحة سُمعة.

موهبة في كرة القدم وأحلام ضائعة

ظل إسماعيل في قطاع الناشئين بنادي الزمالك نحو 12 عامًا، ومنذ يومه الأول قرر والده وعمه أن يغيرا انتمائهم من قطب الكرة المصرية إلى القطب الثاني نزولًا على فرحة ابنهم بارتداء التيشيرت الأبيض، لكن أتت الرياح في نهاية سنواته الـ12 بالنادي على كل أحلامه مع كرة القدم داخل البلاد؛ بعدما قرر مجلس إدارة النادي تسريح فريق مواليد 1994.

أعوام قليلة إضافية كانت تحمل نهايتها هي الأخرى صدمة أكبر لـ سُمعة؛ إذ توفي والده بصورة مفاجئة دون أية شكاوى من أمراض، ليهيم الشاب على وجهه حزينًا محملًا بخسارات نالت من روحه لكنها لم تنل من عزيمته؛ إذ استجمع ما تبقى وقرر الذهاب إلى إحدى الدول العربية والعمل هناك في مجاله الذي أثبت تفوقه، وفي غضون خمس سنوات وأكثر نجح في إثبات ذاته وادخار الأموال التي من شأنها أن تعينه في تأسيس حياته المستقبلية رفقة الفتاة التي رق لها قلبه من بين بنات بلدته، وقرر أخيرًا العودة والزواج منها داخل منزل أسرته بعدما أسسه على أفضل ما يكون من كده وتعبه خلال غربته.

عاد إسماعيل إلى أهله قبل نحو أسبوع من زفافه الذي حدد له ليل الثلاثاء الأخير من شهر أغسطس الماضي، وفور عودته بدأ يطوف على كل من يعرفهم من أهل وأقارب وأصدقاء كان يصفهم دومًا بـ إخواتي، وفي كل زيارة له يؤكد على كل من يراه أن وجوده هو الأكثر أهمية في ليلة زفافه، وطبع دعوات الزفاف الذي قرر له أن يكون في إحدى الفلل بمنطقة جزيرة الوراق القريبة من نادي الزمالك؛ حتى يتمكن زملائه في قطاع الناشئين الذين أصبحوا نجومًا في فريق الكرة الحالي من الحضور ومشاركته فرحته.

حفل الزفاف كان أسطوريًا بحق إلى الحد الذي جعل المساحة المخصصة للزفاف تفيض بالحضور من كثرتهم، وطوال ساعات قاربت على ربع اليوم قضى العريس فرحته راقصًا بين أهله وأصدقائه وأخواته دون كلل، قبل أن يجلس فجأة ويُمسك بصدره دون أن ينتبه إليه أحد سوى أحد أصدقائه، وحين اقترب منه الأخير فسر له تألمه بأنه عبارة عن شد عضل لا يدعو للقلق، لكن وقته القليل في الحفل كانت الآلام بادية عليه بما لا يدع مجالًا للشك في أن إسماعيل قد أصابه شيء ما.

سقط على كتف عروسته وفارق الحياة

دقائق فصلت بين آلامه الأولى وبين نهاية الحفل، والتي تبعها سُمعة بطلب حضور جميع من في الحفل من أصدقائه لالتقاط صورة معه، قبل أن يغادر الحفل رفقة عروسه في عربة الزفاف، وما أن سارت العربة بضعة كيلو مترات حتى سقط فجأة على كتف عروسته وقد فارق الحياة، في مشهد لا تصفه أدق الكلمات ولا أبرعها بلاغةً، لكن الشاهد في القصة كلها ما جرى وقت جنازته وما بعدها على لسان أصدقائه وكل من عرفه بقولهم إن سُمعة كان حبيبًا للكل.

تابع مواقعنا