أوراق مصر الأخيرة.. فن إزعاج الخصوم على ثلاثة محاور
لايمكن لـ أي منصف إلا أن يشيد بالتحركات والمواقف المصرية الأخيرة، سواءً في غزة أو القرن الإفريقي وأخيرًا زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا، وتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، حيث إن موقف مصر الصلب تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة ورفض أي وجود لجيش الاحتلال بمحور فيلادلفيا دفع نتنياهو إلى مهاجمة مصر وحاول إلصاق تهمة مساعدة حماس بها وانقلب الأمر إلى تأييد عربي ودولي لمواقف مصر ورفض تصريحات نتنياهو، بل وأعطت تصريحات نتنياهو صك البراءة لمصر من تلك الإشاعات التي روجتها جماعة الإخوان وحلفائها حول الموقف المصري من غزة.
أما الاهتمام المصري بمنطقة القرن الإفريقي خاصة في الصومال والعلاقات المتميزة التي دشنتها الدولتين في الأيام الأخيرة فهي بحق "ضربة معلم" ألقمت إثيوبيا حجرًا بل محجرا كاملا وأعادت مصر إلى التأثير الكبير في منطقة باب المندب مدخل البحر الأحمر وبوابة قناة السويس، وامتداد الأمن القومي المصري.
وهذا التحرك المصري أزعج إثيوبيا تمامًا، وجعل رئيس وزرائها آبي أحمد يترنح بعد أن لعب على إقليم أرض الصومال الانفصالي في محاولة للوصول لمنفذ على البحر الأحمر.
أما زيارة الرئيس السيسي لتركيا منذ ساعات وأعادت العلاقات إلى أعلى مستوى وهو المستوى الاستراتيجي، فقد أنهى تمامًا على آمال جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها بالإضافة إلى وجود مصر وتركيا معًا سوف يعيد التوازن في المنطقة.
مصر صنعت سياسة إزعاج الخصوم على ثلاثة محاور مهمة، وهذه السياسة سوف تأتي بثمارها قريبًا على مستوى السياسة والاقتصاد.