بعربة كارو وحمار.. سيدة أقصرية تبيع الأنابيب منذ 20 عاما: بشتغل عشان أكفي عيالي الأربعة ونفسي أحج
وجدت السيدة أم عبد الرحمن ابنة قرية القرايا التابعة للنمسا بمركز إسنا جنوب محافظة الأقصر نفسها وحيدة بعد وفاة زوجها تاركا لها 4 من الأبناء، بنتان وولدان، في مراحل تعليمية مختلفة بلا مصدر دخل أو عائد، لتبدأ رحلتها مع الحياة من أجل أن توفر لنفسها وأولادها حياة معيشية كريمة وتكمل تعليمهم.
بعربة كارو وحمار سيدة أقصرية تبيع الأنابيب من 20 سنة
وقالت أم عبد الرحمن لـ القاهرة 24: في البداية قررت أعمل دكان صغير ومحل بقالة في البيت، ولكن للأسف ماكفاش مصاريف المعيشة المتزايدة مع تقدم وكبر الأولاد الأربعة ومراحل تعليمهم المختلفة.
وأضافت: فقررت أشتري عربة صغيرة بعجلتين كنت أضع عليها الأنابيب وأجرها بنفسي في شوارع القرية عشان أبيعها، وقتها الأنبوبة كانت بـ4 جنيه، وكنت ببيعها بـ5 جنيه، ولم يكن معي وقتها ثمن العربة الكارو أو الحمار، وأوقات كان بعض الناس يشفقون علي ويسلفوني حمارهم أجر بيه العربة.
وواصلت أم عبد الرحمن بأنها خلال 20 عاما تعمل بتلك المهنة الشاقة التي ينوء بها الرجال، واستطاعت أن تشتري عربة كارو وحمارا، لافتة إلى أن هناك أمرا يشد أزرها ويدفعها لمواصلة عملها، وهو أن تصل بتعليم أولادي حتى بر الأمان، وأن أكفيهم ونفسي ذل السؤال.
وأضافت أم عبد الرحمن أنها واجهت الكثير من كلمات الاستهجان ونظرات الناس المنتقدة، وكلماتها الأشد وقعًا من السيوف في البداية فكيف لسيدة أن تركب كارو وتعمل مهنة الرجال، مؤكدة أنها كانت تسمع وتتغاضى، حتى صاروا فيما بعد يفسحون لي الطريق احتراما ويساعدونها إذا سقطت منها أنبوبة أو في ربط الحمار بالعربة.
نفسي أكمل تعليم آخر أبنائي وأحج بيت الله
وقالت أم عبد الرحمن: الحمد لله جوزت البنتين وعلمتهم، عندي بنت معهد خدمة اجتماعية، وأختها ثانوية فنية، والأولاد دبلوم زراعة والأخير معهد علوم وتكنولوجيا في الدراسة حاليا.
واختتمت أم عبد الرحمن: كل ما أتمناهربنا يقويني من عنده عشان أكمل تعليم آخر أولادي في معهد العلوم والتكنولوجيا، لأنه بيحتاج مني حوالي 20 ألف جنيه في السنة، ونفسي أحج وأزور الكعبة وحبيبي رسول الله، ساعتها أقدر أستريح من التعب وأكون أديت رسالتي.
