بين إلغاء الوصم المجتمعي واتهامها بارتكاب فعل محرم.. مبادرة شخلعة لممارسة السيدات للرقص الشرقي
ارتبط الرقص الشرقي بـ الفنون الشعبية المصرية التراثية المميزة، لكن مع تقدم الأجيال وتغير الإطار الفكري للمجتمع عبر الزمن، بدأ يسلك مسار إثارة الجدل والوصم المجتمعي.
وجاءت فرقة شخلعة لإحياء التقاليد المصرية القديمة من جديد، من أجل إعادة بناء الممارسات المجتمعية وإلغاء الوصم الفكري بـ الرقص الشرقي، وهي فرقة مكونة من 10 سيدات صنعت مبادرة لمشاركة الفتيات والنساء مع بعضهن للرقص وتجسيد علاقات اجتماعية مميزة.
فرقة نساء يبتكرون مبادرة شخلعة للرقص البلدي
وتزامنًا مع تداول اسم فرقة شخلعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أعربت مي عامر، مؤسس الفرقة، وباحثة الأنثروبولوجيا الثقافية في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24 عن أهداف المبادرة وغرضها الرئيسي من أجل إعادة بناء العلاقات والممارسات المجتمعية القديمة بين نساء مصر من جديد.
وقالت مي عامر: سبب إقامة المبادرة نابع من رغبتنا في خلق مساحة للسيدات لممارسة الرقص بشكل منظم لكن دون احترافية، دي مش شغلتنا الأساسية ومش عايزين نكون فرقة بـ تحيي أفراح وحفلات خاصة، لكن عايزين نعيد خلق مساحة ممارسة مجتمعية للرقص البلدي تحديدًا.
المؤسسة مي عامر: هدفنا نرجع لمة ستات العيلة بتاعت زمان
وأعربت مي عن تشبيهها بالتقاليد المصرية القديمة، قائلة: زمان لما كانت ضغوط الحياة أقل وفي وقت يسمح بـ لمة ستات العيلة، كانوا بـ يتجمعوا ويرقصوا كل اسبوع في البيت، وده كان بـ يجدد الطاقة ويخليهم أحسن.
وأضافت عن بداية ابتكار الفكرة: كنا 5 أصحاب ستات بـ أعمار مختلفة لكن الرغبة في الرقصة جمعتنا، وجت لي الفكرة وبدأنا بيها مع بعض في 2023، لما لقيت أن الرقص بـ يحسن حالتي المزاجية وقادر يمنع كل المشاكل النفسية اللي ممكن اتعرض لها، كنت عايزة استمر وده خلاني اتواصل مع صحابي عشان نتقابل بشكل دوري كل أسبوع عشان نرقص.
للنساء فقط.. وممنوع التصوير
وأوضحت مي عن نشاط المبادرة: قررنا نبدأ بـ مجموعة تدريبية تشتغل على حركات ممنهجة ومنظمة ومُجمعة من تاريخ الرقص البلدي مع الراقصات المصريات، ويتم التعبير عن في عروض مستمرة كـ نتاج عن الورشة اللي بناخدها أسبوعيًا، وتقديمها بيبقى لـ صحابنا البنات والستات، احنا جمهورنا كله نساء فقط، وعندنا تنسيق مع فتيات متطوعين داخل الفرقة لمراقبة التصوير لأنه ممنوع استخدام التليفون أو أي آلة تصوير بشكل نهائي.
وعن التنمر والتحديات واصلت مي: لما بنزل إعلان العروض بيكلموني رجالة كتير عايزة تحضر العروض، لكن احنا عايزين نخلق مساحة راحة للنساء وقررنا أنها تكون للنساء فقط، وبنتعرض للإهانة والإساءة بشكل مستمر، لكن دايمًا بـ الرد احنا بنحافظ أننا نكون ستات فقط تجنبًا للوصم الاجتماعي بشكل أو بأخر.
انتقادات على الجانبين.. ما بين التحرر الزائد والرجعية
وأوضحت عن أزمة المنتقدين للفرقة عبر التعليقات وردود الأفعال على منصات التواصل الاجتماعي ما بين انتقادات الأفراد المنفتحة ثقافيًا، وانتقاد الأفراد المُحافظين بشكل عام أيضًا، قائلة: المُتحررين فكريًا بيقولوا إننا بنعمل حاجة رجعية ومتأخرة بسبب إنها للنساء فقط لكن أنا دايمًا بقول إننا بنحاول نحافظ على قيم المجتمع المصري ونخلق مساحة آمنة طول الوقت للستات، والمُتحفظين انتقدوا بـ إننا بنفسد الستات واللي بنعمله ده حرام.. إلى جانب التنمر على السيدات السمينة إنها ترقص بـ زيادة الوزن.
واختتمت مي عامر، قائلة: طموحنا إننا نوصل لـ ستات كتير ونحاول نروح محافظات خارج القاهرة، ونحاول نصل للإطار النهائي المؤسسي لمبادرة شخلعة عشان نساعد النساء على فهم علاقتهم بأجسادهم ونعزز الممارسة المجتمعية والعلاقات الاجتماعية بين النساء.. ستات مصر بيتعبوا وبـ يتحملوا فوق طاقتهم ومن حقهم يتشخلعوا.