لم تقرأها إيناس الدغيدي.. دراسات وأبحاث غربية تحذر من المساكنة
"لا تطيق إيناس الدغيدي أن تعيش في حالة صمت.. هي تسعى لحالة الصخب لتظل تحت الأضواء لأنّ أفلامها لا تتيح لها أن تعيش في حالة وهج فني حقيقي"، هكذا وصف ناقد فني كبير المخرجة إيناس الدغيدي والقضايا الجدلية وآراءها التي يحكم عليها الكثيرون بالغرابة في أحيان والشذوذ في أحيان أخرى، كتبت تلك الكلمات في عام 2011 عندما كانت تسعى المخرجة لاستصدار موافقة رقابية لفيلم عن زنا المحارم، ولكنها قد تبدو الآن أنسب وأكثر دقة.
إيناس الدغيدي وقضية المساكنة
لم تحقق إيناس الدغيدي وهجًا فنيًا يسمح لها باحتلال مساحة مميزة، ربما لو حصلت عليها ما كانت على ما هي عليه الآن، وربما لا يتذكر الكثيرون آخر أعمالها الفنية التي أخرجتها، وقد يدهش إن علم أنه كان في العام 2009 ولم يحقق أي إيرادات تذكر.
الأجيال الجديدة قد لا تعرف الدغيدي بما قدمته في سينما مصر، ولكنها بالقطع ستعرف بقضاياه الجدلية التي أصبحت بضاعتها التي تروجها وتبيعها وقتما حلت ضيفة على برنامج تليفزيوني أو أجرت لقاءً صحفيًا.
كان آخر ما طرحت إيناس الدغيدي هي قضية المساكنة، وإن سبقها نجوم وفنانون آخرون تحدثوا عن رأيهم حول الأمر، المخرجة قالت: خضت تجربة المساكنة مع جوزي قبل ما أتجوزه، قعدنا نحب بعض 9 سنوات".
فتحت المخرجة بابًا واسعًا من الجدل في غير وقته، فعلى خط الأزمة دخل محامون ورجال دين، ووجدت بضاعة إيناس الدغيدي من يشتريها في قنوات "الدرجة الثالثة" وبرامج الهواء المباع.. أصبح الأمر جدلا دينيا بامتياز ولكن الأمر يختلف تمامًا.
ماذا قالت الدراسات الغربية عن المساكنة؟
وبعيدًا عن النظرة الدينية للأمر، يتجاهل غالبية من يتحدثون عن قضية المساكنة، وجود دراسات وأبحاث اجتماعية أجريت غالبيتها في دول أوروبا والولايات المتحدة وبريطانيا تحذر من الانعكاسات السلبية للمساكنة.
في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في كولورادو الأمريكية أجرى الباحثان جالينا رودس وسكوت ستانلي دراسة اجتماعية توصلت نتائجها إلى أن العيش المشترك قبل الزواج يمكن أن يقلل في الواقع من فرص الزوجين في نجاح الزواج.
استخدم رودس وستانلي عينة تمثيلية مكونة من نحو 1600 أمريكي تزوجوا بين عامي 2010 و2019 ووجدت الدراسة أن 34% من الزيجات انتهت بين الذين عاشوا معًا قبل الزواج، بينما انتهت 23% فقط من الزيجات بين الأزواج الذين انتظروا حتى بعد الخطوبة أو الزواج للانتقال للعيش معًا.
وبالتالي تطعن الدراسة في أول المزاعم التي يعلل بها البعض قبولهم لفكرة المساكنة، وهي قياس مدى التوافق في الحياة تمهيدًا للزواج.
ومن بين النتائج المثيرة للاهتمام التي توصلت إليها الدراسة أن نسبة ارتفاع خطر الطلاق في الولايات المتحدة كانت كبيرة بين الأزواج الذين عاشوا معا قبل الزواج.
دراسة أخرى نشرت في عام 2018 لمايكل روزنفيلد وكاترينا رويسل، أفادت بأن المساكنة تُجنب الأزواج إمكانية الطلاق في العام الأول من الزواج، لكن فرص الطلاق تتزايد فيما بعد.
وتوجد دراسات أخرى تشير إلى أن الأشخاص الذين يتزوجون ولديهم خبرة في العيش المشترك هم أكثر عرضة للطلاق بنسبة 50-80٪ من الأزواج الذين لم يختبروا العيش المشترك.
وفي المتوسط، وجد الباحثون أن الأزواج الذين عاشوا معًا قبل الزواج كانت احتمالات الطلاق لديهم أعلى بنسبة 33% من الأزواج الذين انتقلوا للعيش معًا بعد حفل الزفاف.
ويوضح أيضًا مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة الذين تعاملوا مع قضايا إشكالية أن الأطفال الذين يكبرون في منزل يعيش فيه الوالدان معًا ولكنهما غير متزوجين يشعرون بالضغط، لأن وحدة أسرهم مختلفة عن وحدة الأطفال الآخرين في سنهم.
ووفقًا لمجلة متخصصة، فإن الأزواج الذين يعيشون معًا قبل الزواج يكونون أقل رضا عن حياتهم الجنسية بعد عام واحد فقط من الزواج.
وتوضح خبيرة علم النفس ميج جاي في مقال كتبته في نيويورك تايمز عام 2010 أنها استخلصت من واقع تجارب تعرضت لها أن الأزواج الذين يعيشون معًا قبل الزواج يميلون إلى الشعور بقدر أقل من الرضا عن زواجهم ــ وأكثر عرضة للطلاق ــ مقارنة بالأزواج الذين لا يعيشون معًا.