مفتي الجمهورية: الكنيسة مؤسسة وطنية.. وهذه خطتنا لمواجهة فوضى الفتاوى على الإنترنت| حوار
>>فلسطين هي القضية الأولى للدولة المصرية على مر السنوات الماضية وستظل
>>الإفتاء شاركت بكثير من الجهود في رفع الوعي بأهمية القضية الفلسطينية
>>الإفتاء مؤسسة لها تاريخ من الإنجازات محليا ودوليا
>>فوضى الفتاوى إشكالية قديمة.. وسنواجه كل الفتاوى غير المنهجية
>>الوصول للشباب يحتاج لخطاب معاصر ومناسب باعتبار أنهم أكثرية في المجتمع
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء مؤسسة لها تاريخ من الإنجازات سواء على المستوى المحلي أم الدولي، ولذا فهي تعمل وفق رؤية منهجية منضبطة تقوم على التعاون على مستوى فريق العمل بها، فضلًا عن التعاون مع المؤسسات المختلفة داخل مصر وخارجها من أجل تقديم خدماتها والمساهمة بشكل مباشر في الاستقرار المجتمعي من خلال ضبط النظام الإفتائي الذي يرتبط بحياة الناس وتعاملاتهم وعلاقاتهم المتنوعة.
وأضاف مفتي الجمهورية في حواره مع القاهرة 24، أن فوضى الفتاوى إشكالية قديمة، والمؤسسات الدينية قطعت شوطًا كبيرًا في مواجهتها والقضاء عليها، فما قدمته دار الإفتاء وستقدمه خلال الفترة المقبلة له دور مهم في مواجهة هذا النوع من الفتاوى التي تستهدف تضليل الجمهور وتشويه أفكارهم وإبعادهم عن مقاصد الشرع الحنيف، وإلى نص الحوار….
**ما أبرز الملفات التي سيتم العمل عليها بدار الإفتاء خلال الفترة المقبلة؟
الحقيقة أن دار الإفتاء مؤسسة لها تاريخ من الإنجازات سواء على المستوى المحلي أم الدولي، ولذا فهي تعمل وفق رؤية منهجية منضبطة تقوم على التعاون على مستوى فريق العمل بها، فضلًا عن التعاون مع المؤسسات المختلفة داخل مصر وخارجها من أجل تقديم خدماتها والمساهمة بشكل مباشر في الاستقرار المجتمعي من خلال ضبط النظام الإفتائي الذي يرتبط بحياة الناس وتعاملاتهم وعلاقاتهم المتنوعة.
ومن هنا فإن مؤسسات الإفتاء في عمومها لا بد وأن تكون لديها رؤية تطويرية مستمرة للتفاعل مع القضايا والأحداث المتجددة، وهو ما نعمل عليه حاليًا ومستقبلًا، فركب التطور في العالم لا يتوقف وهو ما يجعلنا حريصين كل الحرص على التناغم الإيجابي مع هذا التطور والاستفادة من خدماته.
وهناك الكثير من الملفات المهمة والمتعلقة بقضايا الوعي المجتمعي ومواجهة انتشار بعض المفاهيم المغلوطة حول كثير من القضايا المعاصرة التي تشكل ضرورة حياتية، وتحتاج إلى دراسة دقيقة وخطط لنشر الوعي بها.
**ما هو دور دار الإفتاء في مواجهة فوضى الفتاوى على الإنترنت وكيف سيتم مواجهتها؟
فوضى الفتاوى إشكالية قديمة، وأعتقد أن المؤسسات الدينية في مصر ومنها دار الإفتاء المصرية قطعت شوطًا كبيرًا في مواجهتها والقضاء عليها، فما قدمته دار الإفتاء وستقدمه خلال الفترة المقبلة بمشيئة الله، له دور مهم في مواجهة هذا النوع من الفتاوى التي تستهدف تضليل الجمهور وتشويه أفكارهم وإبعادهم عن مقاصد الشرع الحنيف.
وفيما يتعلق بدار الإفتاء وجهودها في هذه المواجهة المهمة لانتشار الفتاوى الشاذة والمضللة، فقد أسهمت الدار في تفنيد كثير من الشبهات وقدمت ردودًا عليها بمنهجية علمية وعقلية تؤكد على زيف ما يطرحون كما أن هذه المواجهة تقطع العلاقة بين أطروحات من يروجون لهذه لهذه المغالطات الفكرية وبين صحيح هذا الدين الذي أراد الله أن يكون سبيلًا لاستقرار الكون وإعماره وانضباطه، ولذلك سوف نواصل المسيرة بأمر الله في مواجهة كل الفتاوى غير المنهجية لحماية المجتمعات مما يروجه القائمين عليها بكل الطرق العلمية والعقلية بما يغلق هذا الملف تمامًا بإذن الله، ويعيد للمؤسسات الدينية دورها الرائد عبر الأزمنة والتاريخ.
**وماذا عن شكل التعاون خلال الفترة المقبلة بين مؤسسات الأزهر والإفتاء والأوقاف؟
أعتقد أن التعاون القائم بين هذه المؤسسات الـ3 من شأنه أن يسهم بشكل كبير في الارتقاء بالوعي المجتمعي ويحقق مراد هذا الدين الذي أراد الله أن تكون تشريعاته محققة للسلام والطمأنينة والتعايش بين الجميع، ولذا أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيفًا لهذا النوع من التعاون بين المؤسسات الدينية في مصر تحت مظلة الأزهر الشريف، سواء على مستوى التعاون العلمي أم التدريبي للدعاة والأئمة وأمناء الفتوى، وحتى على مستوى الإصدارات العلمية وإقامة المؤتمرات والندوات والمشاركة في المناقشات العلمية لكثير من القضايا المعاصرة والمستجدة.
**وما هي خطتكم لزيادة مقرات دار الإفتاء في المحافظات؟
وجود فروع لدار الإفتاء في محافظات مصر جميعها يمثل ضرورة في المرحلة الحالية لتيسير عملية الوصول للمستفتي وتلبية استفساراته في كل وقت بما يسهم في زيادة المعرفة المجتمعي ورفع الوعي المجتمعي، وهو ما نسعى لتحقيقه خلال الفترة القادمة، وقد بدأنا في هذا التوسع بالفعل حيث تم قمت بزيارة فرع دار الإفتاء في أسيوط خلال الشهر الجاري، ووقفت علي سير العمل وبحثت أيضا سبل تطوير الفرع ونبحث زيادة الفروع الفترة المقبلة.
**ماذا تقول للعاملين في مجمع البحوث الإسلامية؟
لقد قضيت فترة مهمة في مجمع البحوث الإسلامية حاولت خلالها بمشاركة الزملاء بها المساهمة في دعم الجهود العلمية بما يحقق رسالة الأزهر ورؤيته ويستكمل مسيرته العلمية والدعوية، والحقيقة أن الزملاء بمجمع البحوث الإسلامية كانوا على قدر من المسئولية في القيام بمهام عملهم خاصة في الفترة التي كانت تواجه فيها الدولة المصرية الكثير من التحديات وتحتاج فيها إلى دعم رؤيتها التنموية والتوعوية والارتقاء بالفكر المجتمعي.
**ماذا تقول للعاملين بدار الإفتاء؟
الحقيقة، إن العاملين في دار الإفتاء أسهموا خلال الفترة الماضية في تحقيق المزيد من الإنجازات في عهد فضيلة المفتي السابق الدكتور شوقي علام وكان لهم دور مهم في المساهمة في كثير من الملفات التي تم إنجازها، ورسالتي لهم أن الله وضعكم في مؤسسة مهمة العمل بها يفرض الكثير من المسئوليات فأنتم مسئولون بشكل مباشر عن عقول الناس وفكرهم وعلاقتهم بربهم وعلاقتهم ببعضهم وبمجتمعهم وهو دور ليس بالقليل، ولذا أحتسبهم جميعًا على قدر هذه المسئولية وأسأل الله أن يعينني وإياهم على أداء هذا الدور الذي يحقق صالح الدين والوطن وينشر العلم الصحيح بين الناس.
**وماذا عن خطتكم لاستقطاب الشباب بشكل أكبر؟
الوصول للشباب يحتاج إلى خطاب معاصر ومناسب لفئة الشباب باعتبار أنهم أكثرية في المجتمع وهم ساعد الأمة، وهو ما تقوم به دار الإفتاء ونسعى لدعمه خلال الفترة القادمة سواء من خلال تكثيف المحتوى المرئي والمبسط الذي تُقدم به المفاهيم العلمية أملًا في تثقيف هذه الفئة بالمفاهيم الدينية المرتبطة خاصة المتعلقة بعلاقاتهم بربهم في جانب العبادات، والمتعلقة بعلاقتهم بالناس من خلال المعاملات.
ولدينا خطة لتوسيع دائرة التعاون مع الجامعات ومراكز الشباب والنوادي لعقد ندوات حوارية وتثقيفية حول كثير من القضايا والمفاهيم التي تحتاج إلى التعامل المنضبط معها بمنطقية لا تتعارض مع مقاصد الشارع الحكيم وترفع الحرج عن الناس في كثير من الأمور المتعلقة بشئون حياتهم.
**وما أشكال وطرق التواصل والتعاون مع الكنيسة المصرية خلال الفترة المقبلة؟
الكنيسة المصرية مؤسسة وطنية لها دور مشترك تقوم به مع المؤسسات الدينية في مصر لنشر الوعي المجتمعي بين الناس، والحقيقة أن هذا التعاون قائم بالفعل من خلال المشاركة الفاعلة في الندوات والمؤتمرات وورش العمل، فضلًا عن تقديم بعض الإصدارات العلمية كالدليل الأسري وغيره لتحقيق الاستقرار المجتمعي، ومواجهة كل محاولات للنيل من وحدة المجتمع المصري وتماسك أبنائه وإغلاق الباب أمام كل فتنة تستهدف هذا الوطن ومقدراته.
** وماذا عن أشكال الدعم التي تقدمها الدار للقضية الفلسطينية؟
القضية الفلسطينية قضية أمة وهي قضية مصيرية تفرض علينا جميعًا مسئولية مشتركة نحوها، ولذا فإننا لن نتأخر لحظة في الدفاع عن هذه القضية التي تعتبر القضية الأولى للدولة المصرية على مر السنوات الماضية وستظل كذلك.
ودار الإفتاء شاركت بكثير من الجهود في رفع الوعي المجتمعي بأهمية هذه القضية ومكانة المسجد الأقصى وقدسيته، وسنواصل المسيرة بإذن الله تعالى من خلال جهود نوعية تدعم الجانب المعرفي لدى الأجيال الحالية بأهمية هذه القضية وملابساتها، وبيان محاولات الكيان المحتل لتزييف التاريخ وتضليل الرأي العام العالمي رغبة في الاستمرار في إجرامه ضد هذا الشعب الأعزل وانتهاك حقوقه وإنسانيته.