الحقني يا بابا البيت بيقع.. تفاصيل مؤلمة ترويها عائلة ضحايا عقار شبرا المنهار| صور
كان يومًا عاديًا كغيره من الأيام، خرج عم سمير، رجل بسيط يعمل أرزقيًا "فني تكييف"، متوجهًا إلى عمله، وبعد أن أنهى مهمته، عاد إلى منزله حيث أبناؤه وحفيدته الصغيرة كيان، قبل أن ينزل للجلوس على المقهى، ولم يكن يعلم أن هذا السلام سيكون آخر سلام يودع به أحبته.
تفاصيل مؤلمة ترويها عائلة ضحايا عقار شبرا المنهار
لكن ما كان يومًا عاديًا، سرعان ما تحول إلى كارثة لا تُنسى، عندما تلقى مكالمة هاتفية قلبت حياته رأسًا على عقب. المكالمة كانت قصيرة، ولكن وقعها كان كفيلًا بأن يُمزق قلب أي أب. جاء الصوت من الطرف الآخر ليقول: "الحقني يا بابا... البيت بيقع".
بضع كلمات كانت كافية لتحويل تلك اللحظة إلى صدمة مأساوية هزت قلب عم سمير، حين انهار العقار وأودى بحياة أحبائه.
يروي عم سمير، والد ضحايا عقار شبرا مصر، تفاصيل الحادث الأليم لـ"القاهرة 24"، حيث استعاد لحظات مأساوية عاشها في ذلك اليوم. قال إنه كعادته خرج متوجهًا إلى عمله كفني تكييف، وقد ذهب لإجراء تصليحات في أحد الكوافيرات. وبعد الانتهاء من العمل، عاد إلى المنزل ليأخذ قسطًا من الراحة والاستحمام، قبل أن يتوجه إلى أحد المقاهي القريبة ليستريح قليلًا من عناء يومه.
لم تمضِ لحظات من استراحته، حتى تلقى مكالمة هاتفية من ابنته، كان صوتها مليئًا بالهلع والخوف، وهي تصرخ: "الحقني يا بابا... البيت بيقع!" لم يتمالك عم سمير نفسه، وقفز من مكانه مسرعًا نحو البيت، وقلبه ممتلئ بالقلق والخوف مما قد يراه.
عندما وصل إلى المنزل، كان المشهد كارثيًا. بناته الاثنتان وحفيدته الصغيرة كيان كانوا تحت الأنقاض، يختبئون خلف الركام الذي خلفه انهيار العقار. لم ينتظر عم سمير وصول المساعدة، بل بدأ بالحفر بيديه محاولًا إنقاذ أحبائه. ولكن للأسف، عندما وصلت قوات الحماية المدنية، استخرجت ثلاث جثث: ابنتاه الاثنتان وحفيدته كيان، وكانت الكارثة قد وقعت.
وأكمل حديثه قائلا إنه رغم الكارثة التي حلت به وفقدانه لبناته الاثنتين وحفيدته، لم يفقد الأمل في إنقاذ بقية أفراد أسرته. وسط الفوضى والانهيار، تمكن بمساعدة رجال الحماية المدنية من إنقاذ ابنته الثالثة، التي كانت عالقة في الطابق الأخير مع طفلتها لين.
وأضاف عم سمير، متحدثًا بصوت مليء بالحزن: "بنتي ندى كان فرحها بعد 10 أيام، كنا بنجهز لفرحها، وجبنا لها مستلزمات الجواز، لكن القدر كان أسرع".
وأوضح أن السبب في انهيار جزء من العقار، وتحديدًا الحائط الأمامي، هو أن أحد الجيران الذي كان يبني عقارًا مجاورًا استخدم لودر للحفر بجانب الحائط، ما تسبب في سقوطه.
وأضاف عم سمير بغصة في صوته: "الجار ده طلب مني أكثر من مرة إني أبيع له البيت، لكني كنت برفض، لأن البيت غالي عندي جدًا".
وفي ختام حديثه، بنبرة يملؤها الحزن والألم، قال: "أنا عاوز حق ولادي.. فرح بنتي كان بعد أيام، والثانية لسه مخلصة ثانوية فنية، والطفلة كيان عندها 3 سنين... ذنبهم إيه؟".