اكتشاف معدن سام في عينات قرفة بالمنتجات الأمريكية
كشف الباحثون أن هناك مستويات مرتفعة من الرصاص في عينة واحدة من كل ثلاث عينات من القرفة التي تم تحليلها، وذلك وفق نتائج بحثية جاءت بعد عمليات سحب واسعة لمنتجات القرفة للتحقيق الذي أجرته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العام الماضي بشأن تلوث منتجات صلصة التفاح والقرفة بالرصاص من إحدى العلامات التجارية الأمريكية.
تفشي معدن الرصاص بعينات من القرفة في المنتجات الأمريكية
وحسب ما نشرته صحيفة NBC News، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية زيادة في سحب منتجات القرفة من الأسواق بسبب احتوائها على مستويات عالية من الرصاص.
ووفقًا لتقارير المستهلكين، تم العثور على كميات مقلقة من هذا المعدن السام في حوالي ثلث مسحوق القرفة الذي تم شراؤه من متاجر متعددة في شمال شرق البلاد، وفي ظل عدم وجود مستوى آمن معروف لاستهلاك الرصاص، يصعب التخلص من هذا المعدن بالكامل في الأغذية، لأنه يتواجد طبيعيًا في القشرة الأرضية.
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية
ومع ذلك، يتسرب الرصاص بكميات صغيرة إلى الإمدادات الغذائية من خلال طرق زراعية ومعالجة الأطعمة، وهذا أثار التساؤلات حول غياب القيود الرسمية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن كميات الرصاص المسموح بها في الأطعمة المخصصة للأطفال الصغار.
وأكدت لوري بيرانيفاند، مديرة مركز الزراعة وأنظمة الغذاء في كلية الحقوق بـ فيرمونت، أن مشكلة تلوث القرفة بالرصاص هي جزء من مشكلة أوسع تتعلق بالمعادن الثقيلة في أغذية الأطفال، مؤكدة أن الجهود الحالية لإدارة الغذاء والدواء في معالجة هذا الخطر قد لا تكون بالسرعة المطلوبة.
وبعد التحقيقات المتعلقة بتلوث منتجات التفاح والقرفة، بدأت إدارة الغذاء والدواء في مراجعة واردات القرفة، وتم سحب عدة علامات تجارية، ودفع هذا الأمر مجلة تقارير المستهلك لاختبار علامات تجارية شهيرة، وقد تبين وجود مستويات مرتفعة من الرصاص في 12 منتجًا، تجاوز بعضها 3.5 جزء في المليون.
تأثير الرصاص على الأطفال والنساء
ويُشار إلى أن الأمم المتحدة وضعت معيارًا دوليًا بحد أقصى 2.5 جزء في المليون لتوابل القرفة، فيما تعتبر نيويورك الولاية الأمريكية التي تضع حدودًا لمستويات المعادن الثقيلة في التوابل.
وأعرب الدكتور آدم كيتنج، طبيب الأطفال في مستشفى كليفلاند، عن قلقه البالغ إزاء تأثير الرصاص على الأطفال والنساء الحوامل الذين يتناولون القرفة بانتظام، حيث يمكن أن يؤدي التعرض المزمن للرصاص إلى مشاكل صحية تشمل تأخر النمو واضطرابات التعلم.
ورغم أن إدارة الغذاء والدواء لم تضع حتى الآن حدودًا لمستويات المعادن الثقيلة في التوابل، إلا أنها اقترحت في العام الماضي قيودًا على كميات الرصاص في أغذية الأطفال المصنعة، والتي يمكن أن تقلل من التعرض بنسبة تصل إلى 27%.