توجيهات الرئيس.. وإشارات محاربة الفساد
ببسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كشف الستار عن ملف الفساد الرياضي، الذي عانت منه مصر كثيرًا خلال السنوات الماضية، والذي لم يسبق أن اقترب منه أحد من قبل، ولعل شرارة البداية كانت بقضية لاعب المنتخب الراحل أحمد رفعت، والذي كانت وفاته كاشفة لسطوة بعض رؤساء الأندية، ليتدخل الرئيس ويوجه بفتح ملف الفساد الرياضي في مصر، والذي استكملها بتوجيهات اليوم التي انتظرها المصريون كثيرًا بعد أزمة البعثة الأولمبية.
لفت انتباهي في توجيهات الرئيس اليوم والتي لا يختلف كثيرون عن تأيديه بها، التطرق إلى رعاية الموهوبين ودعمهم، الأمر الذي ينعكس على سمعة مصر الرياضية، وهو ما يدفعنا إلى تبني قوة مصر من هؤلاء اللاعبين، وتأهيلهم لتمثيل مصر عالميًا وإقليميًا، الأمر لا يبعد كثيرًا عن ما نحن بصدد الحديث عنه، وهو لاعب الملاكمة البطل الحمزة تامر، الذي التحق بأحد الأندية، آملًا أن يجد كيانا ومظلة تقدمه نحو العالمية، وأن يصبح من ممثلي مصر في الألعاب الأولمبية، غير أن الإهمال الذي تعرض له، جعله في خبر كان، بعد أن صعدت روحه البريئة إلى ربها غير راضية ولا مرضية، بسبب موته غريقًا نتيجة الإهمال من قبل الإدارة.
تطرق الرئيس خلال التوجيهات للحديث عن البعثة التي جاءت مخيبة للآمال، البعثة الأكبر على مدار التاريخ من حيث العدد والأقل من حيث النتائج، فمن ضمن 164 رياضيا مصريًا شاركوا في الأولمبياد، كانت الحصيلة 3 ميدليات من بينهم واحدة ذهبية فقط، الأمر الذي ألقى فيه الرئيس اللوم على الاتحادات الرياضية وكذلك الأندية وكل القائمين على اختيار من يمثل مصر في هذه الألعاب، موجهًا بمحاسبة المسئول عن الإساءة لسمعة مصر في الألعاب الأولمبية بهذا الشكل.
وهنا لا بد من وقفة، وهي محاسبة كل المسئولين عن هذا الإخفاق، وهم بالمناسبة ليسوا فقط مسئولي البعثة، ولا الاتحادات وحدها، وإنما الأندية نفسها التي يجب أن تعد رياضيًا جيدًا قادرًا على التنافسية، الأمر الذي لم تفطن له كثير من تلك الأندية، وأنا هنا لا أتحدث فقط للدفاع في قضية مقتل الحمزة تامر، ولا كأبٍ آلمه كثيرًا حادث الغرق الذي راح ضحية إهمال النادي ليصبح في قائمة الأموات بدلًا من أن يكون بطلًا ينفع مصر في تلك الأولمبياد، كونه مشهودًا له بالتفوق الرياضي، وبطلًا للجمهورية في اللعبة، بل أتحدث كوني مصريًا غيور على مصر والمصريين حزنت كثيرًا من الشكل الذي خرجنا به في الأولمبياد.
توجيه الرئيس السيسي بفتح ملف الفساد الرياضي، تترجم وبدا جاليًا في الشكوى التي تقدم بها والد الطفل، المكلوم تامر علي، والذي أفقده إهمال النادي ليس فقط بطلًا أولمبيًا مستقبليًا، وإنما أفقده زوجته التي ماتت حسرة وقهرًا على فراق نجلها وفلذة كبدها، لترحل بعده بـ48 ساعة، وتدمر الأسرة، حينما استجابت مؤسسة الرئاسة وبشكل سريع للشكوى التي تقدم بها.
لذا بعد تلك التوجيهات الحازمة من الرئيس، ننتظر من الأجهزة المعنية تنفيذ تلك التوجيهات، وفتح ملفات الفساد المالي داخل كل الأندية المصرية، وكذلك المراجعة المالية على تلك الأندية، فضلًا عن الحفاظ على المال العام، ومحاسبة كل من أهدره بأي شكل من الأشكال، ومراجعة الذمم المالية لرؤساء الأندية وأصحاب المصالح في المنظومة الرياضية الذين تضخمت أموالهم وثرواتهم، واستبعاد من هم ليسوا أهلًا لتلك الأمانة، ومحاسبتهم كخطوة أولى لتوجيهات الرئيس السيسي، الأمر الذي سيكون خطوة على استعادة مصر لمكانها ومكانتها في المجال الرياضي.