الصعيدي يقود السيمفوني في أمسية بروح الموسيقى الإسبانية على المسرح الكبير
قدمت دار الأوبرا برئاسة الدكتورة لمياء زايد أمسية تألق خلالها أوركسترا القاهرة السيمفوني، تحت قيادة المايسترو أحمد الصعيدي المدير الموسيقى للأوركسترا، وحملت عنوان رودريجو.. روح إسبانيا.
هذا العرض الاستثنائي، على خشبة المسرح الكبير، جاء ليخلد الذكرى الخامسة والعشرين لوفاة المؤلف الموسيقى الإسباني خواكين رودريجو، أحد أبرز مؤلفى الموسيقى الكلاسيكية في القرن العشرين، وذلك ضمن أهداف الثقافة المصرية لنشر الفنون الرفيعة، وتنمية الذوق الفني.
لقطات من حفل رودريجو.. روح إسبانيا بدار الأوبرا المصرية
أبهرت النجمة السوبرانو داليا فاروق، بصوتها الآسر الذي يمزج بين الرقة والقوة، جمهور الحضور الكبير، بأدائها الرائع لـ "أربع مادريجالات للحب" وترافقها الأوركسترا في انسجام تام، مما أضاف بعدًا ساحرًا إلى تلك الأعمال الغنية بالحب والشجن؛ أما عازف الجيتار الإسباني خوسيه لويس موريلياس، فقد خطف الأنظار بأدائه المبهر لـ فانتازيا إلى رجل نبيل الشرير والريسركار، الاسبانية وفانفار فرسان نابولى، رقصة الفؤوس، كناري حيث أبدع في نسج ألحان إسبانية أصيلة بنكهة معاصرة، ليرسم لوحة موسيقية نابضة بالحياة بمصاحبة الأوركسترا ومعبرة عن التاريخ والفولكلور الإسباني.
وما زاد من ثراء الأمسية، كان أداء الأوركسترا لأعمال خالدة أخرى، من بينها السيمفونية الأولى لـ بيتهوفن، التي نقلت الجمهور إلى قلب الفنون الموسيقية الراقية.
مثلت أعمال رودريجو جسر بين الماضى والحاضر، مستحضرة النغمات التي ارتبطت بروح إسبانيا، فكان حفل رودريجو.. روح إسبانيا، أكثر من مجرد عرض موسيقى، بل كان تجربة إنسانية عميقة، حُفرت في ذاكرة كل من حضرها، مؤكدة أن الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحدود، وتربط بين الثقافات بروح واحدة نابضة بالحياة.
جدير بالذكر أن خواكين رودريجو وُلد عام 1901 في مدينة ساغونتو، فالنسيا، إسبانيا، وفقد بصره في سن الثالثة بسبب اصابه ، بدأ تعلم الموسيقى في سن مبكرة، حيث درس البيانو والسولفاج فى سن الثامنة والتلحين في سن السادسة عشرة. اشتهر عالميًا بأعماله التي أدخل فيها الغيتار الإسباني، وكتب ألحانه بطريقة بريل للنشر لاحقًا.
درس رودريجو الموسيقى على يد فرانسيسكو انتيك في فالنسيا ثم في باريس على يد بول دوكا، وحصل على جائزة إسبانيا الوطنية عام 1925 عن عمله قطع الأطفال الخمسة، وأصبح بروفيسورًا فى تاريخ الموسيقى في جامعة كمبلوتنسى بمدريد عام 1947.