أبو البشر| قصص الأنبياء للأطفال.. قصة سيدنا آدم ولماذا طُرد من الجنة؟
لا شك أن قصص الأنبياء للأطفال، من أفضل القصص التي يمكن سردها على الإطلاق، فهي قصص مليئة بكنوز من الحكمة والعبر، وهي وسيلة رائعة لتعريف الأطفال بقيم الإسلام وتاريخ الأنبياء عليهم السلام جميعا، كما أن قصص الأنبياء للأطفال، لا تقدم فقط معلومات حقيقية، ولكنها تغرس في نفوسهم القيم الأخلاقية السامية مثل الصبر والشجاعة والإيمان بالله والعمل الصالح، ولذلك يقدم لكم القاهرة 24، أولى قصص الأنبياء للأطفال بقصة سيدنا آدم عليه السلام.
قصص الأنبياء للأطفال
تتنوع قصص الأنبياء للأطفال، فلكل نبي من الأنبياء قصة مليئة بالأحداث الحقيقية، ولذلك سيكون سرد هذه القصص من الأمور النافعة للطفل في دينه ودنياه، ويجب على الأمهات الاهتمام بهذه النوعية من القصص، مع الاهتمام بمعرفة مؤلف قصص الأنبياء ليكون شخص ذو ثقة وأهل لسرد القصة.
وفي هذا التقرير، نستعرض قصة سيدنا آدم عليه السلام أبو البشر، وقد ذكرت قصته في القرآن الكريم، ونوضح لكم قصة سيدنا آدم للكاتب الشيخ مسعد حسين محمد، والمعروف بأعماله ومؤلفاته في مجال قصص الأطفال الدينية، حيث قصص الأنبياء، وقصص الصحابة، وقصص الحيوانات في القرآن وغزوات النبي ﷺ وغيرها من قصص مفيدة.
قصة سيدنا آدم عليه السلام
تتكون قصة سيدنا آدم عليه السلام من محاور عديدة، منها بدء خلقه، ثم نفخ الروح فيه، ثم سجود الملائكة لآدم، ورفض إبليس اللعين السجود لآدم، وبعدها خلق حواء من ضلع آدم وعيشهما في الجنة، ووسوسة الشيطان لهما حتى يهبطا من الجنة، ويمكن للأم أن تسرد لطفلها قصة سيدنا آدم على عدة قصص يوميا حتى تنتهي منها ثم تنتقل إلى قصة أخرى من قصص الأنبياء للأطفال.
خلق آدم
لما أراد الله أن يخلق آدم عليه السلام قال للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة يخلف بعضهم بعضا فتعجبت الملائكة وقالت على سبيل الاستفسار: أتجعل في الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن لم نقصر في التسبيح بحمدك؟ فقال الله تعالى لهم: إني أعلم ما لا تعلمون.
ثم قبض الله قبضة من جميع طين الأرض وترابها وتبرة الأرض فيها الأحمر والأبيض والأصفر والأسود، ولذلك جاءت ذرية آدم عليه السلام منهم الأحمر والأصفر والأسود والطيب والخبيث والسهل والصعب وما بين ذلك، ثم صور الله آدم فكان جسدا من طين لا يتحرك.
ثم صار هذا الطين اللزج، طينا أسود ثم جف هذا الطين حتى أصبح صلصالا يابسا مثل الفخار، ثم ترك الله آدم عليه السلام فترة من الوقت وتعجبت الملائكة من هذا الصلصال المجوف الذي لا روح فيه، وكان خلقه عجيب، فكان طوله ستين ذراعا.
أما إبليس فجلس يفكر ويدبر وكان يحمل في نفسه الشر والكبر والعجب، وإبليس خلقه الله من النار فهو من أسرة ومن عائلة من عائلات الجن، والجن خلقت من النار، وكان إبليس المخلوق من النار يعبد الله مع الملائكة التي خلقها الله من النور، فهو ليس من الملائكة بل كان من الجن.
اقترب إبليس من آدم وهو صلصال لا روح فيه فدخل من فمه، فرآه من الداخل أجوف لا روح فيه، وخرج منه، فأصاب إبليس الغرور.
نفخ الروح في آدم عليه السلام
ظل آدم جسدا لا روح فيه، ثم نفخ الله فيه الروح وكلما دخلت الروح في شيء من جسده أصبح لحما ودما، ولما بلغت الروح رأس آدم، عطس فقال: الحمد لله، فكان أول من حمد الله من بني الإنسان، فلما دخلت الروح جسد آدم كله، قال الله تعالى له: اذهب إلى هؤلاء الملائكة، فقل لهم: السلام عليكم.
فقال الملائكة لآدم: وعليكم السلام ورحمة الله، ثم رجع آدم إلى ربه فقال له الله: هذه تحيتك وتحية ذريتك ثم مسح الله على ظهر آدم فأخرج ذريته التي سوف تولد إلى يوم القيامة وأعطى كل إنسان شكله وكان كل إنسان له نور بين عينيه، فنظر آدم فوجد رجلا من ذريته من آخر الأمم والنور الذي بين عينيه ساطعا وجميلا.
فقال آدم: من هذا الرجل يا رب؟ قال الله تعالى: رجل من ذريتك اسمه داود، قال آدم: كم عمره، قال الله: عمره ستون سنة، قال آم يا رب زده من عمري أربعين، فأصبح عمر آدم ألف سنة إلا أربعين عاما، وعمر داود مائة سنة، ثم عرف آدم الأسماء كلها الشجر والحجر والشمس والقمر والنجوم والسماء والأنهار والبحار وغير ذلك.
سجود الملائكة لآدم عليه السلام
أمر الله الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام تكريما له وطاعة لله عز وجل، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس فقد أصابه الكبر فلم يسجد وكان من الكافرين.
فقال الله له: ما منعم ألا تسجد إذ أمرتك، قال أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين، قال الله له: فاهبط من السماء والجنة فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين.
خروج إبليس من الجنة
خرج إبليس من الجنة وطرد من رحمة الله وسماه الله شيطانا وطاغوت ورجيم ولعينا وإبليس، وتوعده الله بالنار هو ومن أتبعه وصار ورائه وسلك طريقه.
حواء زوجة آدم عليه السلام
سكن آدم في الجنة ومشي فيها وحيدا وأحس بالوحدة فليس هناك أحد يصاحبه ويسكن إليه، وفي يوم نام آدم نوما طويلا، وشاء الله أن يخلق له زوجة يسكن إليها، فخلق الله من ضلعه امرأة جميلة وهي حواء.
فلما استيقظ آدم من نومه رآها فأعجبته وأحس بنحوها بالعطف والحنان، ومشي آدم وحواء في الجنة يأكلان من ثمارها الجميلة، وقال الله لآدم عليه السلام: فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك، فلا يخرجنكما من الجنة فتشقا، إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى.
مؤامرة إبليس
كان العدو خارج الجنة يحاول التسلل والدخول إليها ولا يستطيع، وقال الله لآدم عليه السلام في سورة البقرة: اسكن أنت وزوجك الجنة، وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.
نظر آدم وحواء إلى الشجرة التي حرمت عليهما، ثم مشيا يأكلان من ثمار الجنة التي أبيحت لهما، وهما يعيشان سعادة وسرور، وأما إبليس لذي طرد من الجنة فكره آدم وحواء كراهية شديدة، وعزم أن يجعل آدم وحواء يهبطان من الجنة كما هبط هو الآخر.
بدأ الشيطان يوسوس لآدم وحواء أن يأكلان من الشجرة، وأقسم لهما أنه ناصحا أمين، وأن هذه شجرة الخلد، من أكل منها لا يموت، فلما أقسم لهما بالله صدقاه، وأكل آدم وأكلت حواء، فظهرت سوءاتهما، فأخذهما الحياء من الله عز وجل وراح كلا منهما يضع من ورق أشجار الجنة على عورته حتى يخفيها.
وظهر لآدم وحواء أنهما عصيا الله عز وجل، وأن إبليس هو الذي تسبب في ذلك وندم ندما شديدا وقال آدم: ربنا ظلمنا أنفسنا وأن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، فجاء الأمر من الله عز وجل أن يهبط آدم وحواء من الأرض.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض
هبط آدم وحواء إلى الأرض، وبكى آدم وحواء فقد انقضت أيام الجنة سريعا، وكانت أياما طيبة لا جوع فيها ولا عطش، بينما في الأرض الجوع والعطش والشقاء، وتلقى آدم عليه السلام من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم.
وكان آدم قد علمه ربه الأسماء كلها، فكان يعرف الزراعة، ويعرف أسماء النباتات والحيوانات، فبدأ آدم يبحث عن البذور حتى يغرسها ويسقي الأرض بالماء، ثم يحصد الزرع ويفركه ويطحنه ثم يعجنه ويضعه على النار، ثم بعد ذلك يأكله هو وحواء.
وأمر الله آدم أن يعمر الأرض، وكان يولد له ذكر وأنثى في كل مرة تحمل فيها حواء، وأمره الله أن يزوج كل ابن بأخته التي ولدت مع أخيه من البطن الأخرى، ولم يكن يحل للأخ أن يتزوج أخته التي ولدت معه في بطنا واحدة، وبدأ آدم يستقبل أولادا كثيرين، ففي كل مرة حمل تلد حواء ولدا وبنتا.
قابيل وهابيل
جاء من الحمل الأول لآدم وحواء ولدا سماه آدم قابيل، وبنتا سماها كليما، وجاء من الحمل الثاني ولدا سماه هابيل، وبنتا سماها لبودا.
كبر الولدان الأولان قابيل وهابيل، وحان الوقت ليتزوج كل أخ بأخته وكان هذا في شريعة آدم مباح بأمر من الله حتى تعمر الأرض.
فقال آدم: قابيل يتزوج بلبودا، وهابيل يتزوج بكليما، وكانت كليما جميلة وحسنا، بينما لبودا أقل جمالا، ولذلك صاح قابيل ورفض الزواج من لبودا.
كان إبليس يريد أن يجعل قابيل يعصي الله كما حدث مع أبيه آدم، فحزن آدم لأن الشيطان تسلل لذريته، فهدى الله آدم لحل هذه المشكلة، فجمع أولاده قابيل وهابيل وقال لهما: كل واحد منكما يقرب شيئا لله، فالذي يتقبل الله قربانه يتزوج كليما.
تقبل الله قربان هابيل، فاشتعلت الغيرة في نفس قابيل ووسوس له الشيطان قتل أخيه، فحزن آدم حزنا شديد على مقتل هابيل، ثم جاء الغراب ليعلم قابيل كيف يدفن أخيه في التراب.
وفاة آدم عليه السلام
كان آدم عليه السلام عمره ألف سنة، أعطى منها أربعين سنة لابنه داود، ونسي هذا الأمر، فجاءت الملائكة لقبض روح آدم عليه السلام، فقال لهم: بقي من عمري أربعون سنة، فقالت له الملائكة: لقد أعطيتها ابنك داود، ثم قبضت الملائكة روح آدم عليه السلام، وتولت تغسيله وتكفينه، وصلت عليه الملائكة وحفروا له قبره وألحدوا له ووضعوه فيه ووضعوا عليه التراب وقالوا: هذه سنة أبيكم آدم عليه السلام.
فوائد قصة سيدنا آدم للأطفال
بعدما أوضحنا لكم قصص الأنبياء للأطفال بقصة سيدنا آدم عليه السلام، سيتسنى على الأم أن تلخص القصة لطفلها بالدروس المستفادة كالتالي:
- آدم أبو البشر وأول نبي.
- الشيطان عدو لبني آدم.
- المعاصي سبب غضب الله تعالى.
- الإنسان سمي إنسانا لأنه ينسى.
- طاعة الوالدين سببا في رضا الله.
- كل الأنبياء جاءوا بالإسلام.
- الإنسان خلق لعبادة الله.
- الشيطان حريص على المعاصي.
- قابيل أول من سن القتل على الأرض.
- الله يحب المؤمن الذي ينفق في سبيل الله.