كيف تقود الحرب الإسرائيلية على حزب الله إلى صراع أوسع نطاقا؟
تكثف إسرائيل قصفها لـ لبنان، مستهدفة ما تقول إنها مئات المواقع التابعة لحزب الله اللبناني، فيما تقول السلطات اللبنانية إن القصف تسبب في استشهاد أكثر من 500 شخص في يوم واحد.
ويأتي التصعيد بعد تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين الجانبين على مدى عام تقريبا، ما يثير مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا قد تسبب دمارا كبيرا وتنجر إليها إيران.
وفيما يلي خلفية الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الل بحسب ما نشرته وكالة رويترز:
لماذا يتقاتل الجانبان؟
بدأ حزب الله تبادل إطلاق النار مع إسرائيل في الثامن من أكتوبر، بعد يوم من هجوم حماس على جنوب إسرائيل.
ويقول حزب الله، إن الهدف من هجماتها هو دعم الفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي في قطاع غزة.
واستدرجت حرب غزة جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في المنطقة. وتعد جماعة حزب الله على نطاق واسع أقوى العناصر في شبكة متحالفة مع إيران والمعروفة باسم محور المقاومة.
وخاضت إسرائيل وحزب الله حروبا عدة، كان آخرها في عام 2006.
ولطالما اعتبرت إسرائيل حزب الله أكبر تهديد على حدودها، وتشعر بقلق شديد من تزايد حجم ترسانة الجماعة ووجود موطئ قدم لها في سوريا.
وخاضت الجماعة حرب عصابات على مدى سنوات أدت إلى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000.
كيف يتصاعد الصراع؟
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، في العاشر من سبتمبر، إن العمليات التي تنفذها إسرائيل ضد حماس في غزة اكتملت تقريبا وستحول تركيزها إلى الحدود الشمالية بهدف إعادة آلاف النازحين الإسرائيليين إلى ديارهم.
وفي 17 و18 سبتمبر، انفجرت آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) وأجهزة (ووكي توكي) التي يستخدمها حزب الله في هجوم تقف وراءه إسرائيل، ما تسبب في مقتل العشرات وإصابة الآلاف.
وفي 20 سبتمبر، تسبب هجوم إسرائيلي على جنوب بيروت في مقتل أحد كبار قادة حزب الله إلى جانب شخصيات قيادية أخرى.
وردا على ذلك، أطلق حزب الله صواريخ في عمق إسرائيل، بما في ذلك صوب مدينة حيفا الشمالية.
وفي 23 سبتمبر، شنت إسرائيل أعنف قصف لها على لبنان في الصراع، وركزت على الجنوب لكنها ضربت أيضا أهدافا في سهل البقاع وبيروت.
إلى أي مدى قد يسوء الوضع؟
التصعيد محتمل للغاية. فعلى الرغم من ضراوة الأعمال القتالية، هناك مجال واسع لحدوث صراع أوسع نطاقا.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ديسمبر من أن بيروت ستتحول إلى غزة إذا أشعل حزب الله حربا شاملة.
وأشارت الجماعة قبل ذلك إلى أنها لا تسعى إلى توسيع نطاق الصراع لكنها قالت أيضا إنها مستعدة لخوض أي حرب تضطر إليها، وإنها لم تستخدم حتى الآن سوى جزء صغير من قدراتها.
ولحقت أضرار جسيمة بالجانبين في الحروب الماضية.
وسوت الضربات الإسرائيلية في عام 2006 مناطق واسعة من الضواحي التي يسيطر عليها حزب الله في جنوب بيروت بالأرض، ودمرت مطار بيروت، وقصفت طرقا وجسورا وغير ذلك من مرافق البنية التحتية. وفر ما يقرب من مليون شخص من منازلهم في لبنان.
كما فر 300 ألف شخص في إسرائيل من منازلهم هربا من صواريخ حزب الله ودُمر حوالي ألفي منزل.
وتملك جماعة حزب الله ترسانة أسلحة أكبر بكثير مما كانت لديها في عام 2006، بما في ذلك صواريخ تقول الجماعة إنها قادرة على ضرب جميع أنحاء إسرائيل.
وغزت القوات الإسرائيلية لبنان عدة مرات ووصلت إلى بيروت في غزو عام 1982 الذي كان يهدف إلى سحق المسلحين الفلسطينيين المتمركزين في لبنان.