لبنان.. أمل ضعيف في هدنة قادمة من واشنطن أو باريس
إلى جنوب لبنان بعد غزة توجه الضوء، مقاسمًا القطاع في كل شيء، في آثار آلة الدمار والقتل، في البيوت المهدمة، في الأسر المشردة في صوت المسيرات لا تفارق الأجواء منذرة ومستطلعة وممهدة لقصفًا أتي لا ريب فيه، لن تمنعه صواريخ المقاومة التي وصل النوع الباليستي منها إلى قرب تل أبيب.
قاسم الجنوب ولبنان غزة حتى في الانتظار القاتل لبنود اتفاقًا يأتي به مبعوثًا لم تعرف جنسيته بعده، هل هو من واشنطن أم من باريس وإن كانت الأولى أقرب حتى الآن، ليحمل معه أملًا ضعيفًا في وقف الحرب أن ضمن لإسرائيل عودة سكانها إلى الشمال وأمن لحزب الله، أن يحفظ ماء وجه الذي أصبح التراب يخفيه تمامًا بعد ضربات إسرائيلية موجع لقيادته العسكرية.
يشتاق الجنوب ويحن إلى غزة التي دخل لأجل "عيونها " حرب الإسناد، ودعوات ملايين العرب ممن لا حول لهم ولا قوة تشق طريقها إلى السماء دعمًا وإسنادًا بأضعف الأيمان للذين قدموا الآف الشهداء على مدار عام كامل.
بعدما نقلت إسرائيل ثقلها العسكري إلى شمال حدودها في مواجهة حزب الله، أصبحت الحرب الشاملة ممكنة للغاية باعتراف الرئيس الأمريكي نفسه الذي قال اليوم إن "الحرب الشاملة" ممكنة في الشرق الأوسط لكن النافذة لا تزال مفتوحة لإبعاد المنطقة عن شفا الصراع المتصاعد.
وقال بايدن في برنامج ذا فيو الحواري النهاري على قناة إيه بي سي: من الممكن اندلاع حرب شاملة.
وأضاف: لكنني أعتقد أن هناك أيضًا فرصة - ما زلنا على الطريق للتوصل إلى تسوية يمكن أن تغير المنطقة بأكملها بشكل جذري.
وصلت إسرائيل إلى عمق لبناني، يبعد عن الحدود بمئات الكيلو مترات، وقامت بأكبر اجتياحًا جوي منذ عام 2006 وضربت بكل عنف قادة حزب الله فسقطت قيادة قوة الرضوان الذراع الأقوى للحزب، وتركت تشكيلات عدة في صفوف مقاتليه بلا قادة.
وأطلق الحزب صاروخا بالستيًا إلى مقر الموساد في تل أبيب، ومثل نقلة نوعية تتمثل في الآتي:
-المرة الأولى التي أطلق فيها حزب الله ما قال إنه صاروخ باليستي على إسرائيل.
- لأول مرة، وصل صاروخ إلى منطقة قريبة من تل أبيب قادمًا من لبنان.
- للمرة الأولى يفي حسن نصر الله، زعيم حزب الله، بوعده بالرد على الضربات الإسرائيلية على بيروت بهجمات حزب الله على تل أبيب.
واليوم تم الكشف،فبشكل سري وعاجل في نفس الوقت تعمل الولايات المتحدة خطة لتهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على الأمر، في حين يراقب المسؤولون بقلق متزايد احتمالات اتساع الصراع حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وقالت المصادر إن مسؤولين أمريكيين يعملون مع مسؤولين من فرنسا ودول أخرى، لمحاولة التوصل إلى اتفاق دبلوماسي من شأنه وقف القتال على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع استئناف وقف إطلاق النار والمحادثات بشأن الأسرى في غزة.
ورفض المسؤولون الأمريكيون تقديم تفاصيل محددة بشأن الخطط المقترحة، لكن الأمر كان محل نقاش مكثف بين الدبلوماسيين في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
ضوء أخضر من نتنياهو
وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لحكومته للتعاون مع الجهود الأميركية للتوسط في وقف إطلاق النار في لبنان.
وقال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو أعطى موافقته على أساس أن أي اتفاق يجب أن يسمح بعودة المدنيين الإسرائيليين إلى منازلهم في شمال إسرائيل، وأضاف في وقت لاحق أن بلاده "لن ترتاح" حتى يحدث ذلك.
وقال مصدر مطلع على الخطط لموقع أكسيوس، إن الهدف هو التوصل إلى وقفة تتيح المجال للمفاوضات بشأن اتفاق دبلوماسي أوسع لمنع اندلاع حرب أوسع، والسماح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، وتوفير زخم متجدد لوقف إطلاق النار في غزة وصفقة الرهائن.
توغل بري محتمل
وفي ظهر اليوم قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إن الجيش يستعد لتوغل بري محتمل في لبنان "تسمعون الطائرات النفاثة فوق رؤوسنا؛ لقد كنا نضرب طوال اليوم. وهذا من أجل إعداد الأرض لدخولكم المحتمل ومواصلة إضعاف حزب الله".
وهذه هي المرة الثانية التي يصرح فيها جنرال إسرائيلي رفيع المستوى يوم الأربعاء بأن عملية برية قد تكون وشيكة.