قنوات بير سلم تستغل آلام المرضى للترويج لعلاجات مغشوشة تهدد حياتهم.. وإجراءات صارمة من هيئة الدواء
إعلانات مضللة ومخالفة للقواعد المنظمة للتسويق والدعاية للأدوية تملأ قنوات غير مرخصة من المجلس الأعلى للإعلام "بير السلم"، التي تبث من خارج البلاد، وتعتمد في محتواها على أفلام ومسلسلات مسروقة مستغلة نسب المشاهدة من البسطاء لتقديم إعلانات عن مستحضرات دوائية غير ملائمة للجمهور.
إعلانات مضللة عن أدوية على قنوات غير مرخصة
وتعرض هذه القنوات إعلانات عن مستحضرات دوائية لعلاج أمراض مزمنة مثل السكر أو الضغط، وأخرى لعلاج خشونة الركبة أو المفاصل تغني عن إجراء العمليات الجراحية، وذلك بالاستعانة ببعض الممثلين وحالات تزعم تعافيها بعد تناوله، وكل هذه الادعاءات مخالفة للقواعد هيئة الدواء المصرية المنظمة والمحدد للرسالة الإعلانية الخاصة بالأدوية والموجه للجمهور.
وأول عوار في هذه الإعلانات، أنها تؤكد في رسالتها للمواطنين أن المستحضر حاصل على موافقة من وزارة الصحة والسكان، دون مراعاة أن اختصاصات الوزارة في الملف الدوائي انتقلت إلى هيئة الدواء المصرية مع صدور القانون رقم 151 لسنة 2019، الخاص بإنشائها.
موافقة إلزامية على محتوى الإعلان عن الدواء
وقبل إذاعة أي شركة دوائية لـ إعلان عن أحد مستحضراتها الدوائية على المنصات الإعلامية المختلفة، يجب عليها عرض المادة الإعلانية على هيئة الدواء مستوفية بعض الشروط والحصول على موافقتها، حسب قول الدكتور يس رجائي، مساعد رئيس هيئة الدواء.
وأوضح الدكتور يس رجائي، لـ القاهرة 24، أن هناك إدارة مختصة في الهيئة للرقابة على التسويق والإعلان عن المستحضرات الدوائية على المنصات المختلفة، وحال رصدها لإعلان مخالف تحرر مخالفة ويتم توقيع غرامة على الشركة ووقف الإعلان وسحبه، بالتعاون مع الجهات المعنية المختلفة منها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وأضاف مساعد رئيس هيئة الدواء، أن الهيئة أتاحت خدمة إعلان غير ملائم للمواطنين للإبلاغ عن الإعلانات الدوائية غير الملائمة، ليراجع الفريق المختص ويتخذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الدعاية الإعلانية والشركة حال ثبوت مخالفة.
مواصفات الإعلان غير الملائم للجمهور عن الأدوية
واستعرض يس رجائي مواصفات الإعلان غير الملائم للجمهور، على النحو التالي:
- ادعاء وصف طبي أو استخدام علاجي غير متوفر بالمنتج أو غير مرخص به.
- مقارنة الدواء بمنتج آخر منافس.
- ادعاء أن المنتج يشفي تماما من الأمراض المزمنة مثل الضغط أو السكري.
- المبالغة في الوصف الطبي دون مرجع علمي.
- عرض استخدامات الدواء الذي يحتاج لاستشارة طبية متخصصة والرجوع للطبيب المعالج؛ لتحديد الجرعات ومدى احتياج الحالة من عدمه.
وأشار مساعد رئيس هيئة الدواء إلى أن الأدوية التي تحتاج استشارة طبية متخصصة أو دقيقة يمنع الإعلان عن استخداماتها للجمهور، والاقتصار فقط على عرض الأماكن المتوفرة بها، على خلاف بعض المكملات الغذائية التي لا تحتاج بنسبة كبيرة للرجوع للطبيب ويجب عدم المبالغة في وصف استخداماتها الطبية.
أغلب الأدوية المروج لها على قنوات بير السلم غير متوفرة في الصيدليات، وتُشكل خطرا على الصحة العامة المواطن حال الانسياق ورائها دون الرجوع إلى طبيب متخصص، ومن الممكن أن يصل حجم الضرر إلى توقف عضلة القلب، وذلك حسب تصريحات الدكتور محفوظ رمزي، رئيس لجنة التصنيع في نقابة صيادلة القاهرة.
وأضاف الدكتور محفوظ رمزي لـ القاهرة 24، أن هناك بعض المستحضرات الدوائية المروج لها بتلك القنوات المستخدمة في التخسيس، تحتوي على مواد كيميائية ممنوعة من 2005 من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، والتي قد تتسبب في توقف عضلة القلب ومشاكل صحية في الكلى، إلى جانب تسببها في مضاعفات طبية دون أن يدرك المريض.
وأشار إلى أن الإعلانات المضللة عن الأدوية تستخدم في مضمونها كلمة يعالج، وهي خطرة جدا؛ لأنه قد تكون آلام المريض التي يعاني منها مزمنة، وقد تنبأ ببعض الأمراض الأخرى، مؤكدًا أن هذه الإعلانات تشكل أرضا خصبة لبيع الوهم وأدوية مغشوشة وغير مرخصة، ومواد تخالف تراخيص الحصول على المنتج.
