رجعوا التلامذة
يبدو أننا سنشهد عاما دراسيا مختلفا هذا العام، بداية من استقبال وزير التعليم لليوم الأول من الدراسة بالصعيد وسط تلاميذ قنا، ثم زيارة رئيس الوزراء لـ إحدى المدارس الرسمية، ومشاركة التلاميذ يومهم الأول، مع بعض المشاهد اللطيفة لمدير مدرسة ارتدى نفس زي التلاميذ وشاركهم فرحتهم.
أما الأهم فهو الإصرار على فرض الانضباط، ومشاركة أولياء الأمور في المسؤولية، من خلال توقيعهم إقرارات ملزمة بضبط سلوك أبنائهم، مع الالتزام بتحقيق نسب الحضور خاصة في المرحلة الثانوية.
لم يتثنَ لـ أي متابع الحكمُ على مستوى المناهج الجديدة لطلاب الثانوية العامة، بسبب عدم تسليم الكتب حتى كتابة هذه السطور، وتبقى مشكلة الدروس الخصوصية والكتاب الخارجي مع السناتر، من الأمراض التي أصابت التعليم في مصر بعيدة عن التقييم وقياس مستوى المضي في القضاء عليها، ولا يزال الوقت مبكرًا للحديث حول نجاعة الإجراءات التي آخذتها وزارة التعليم للقضاء على الظاهرة.
الطلاب وأولياء الأمور بشكل عام لا يصدقون أن أبناءهم سيتلقون التحصيل بكفاءة دون السناتر، والدروس والكتب الخارجية، ولكن هناك جو من التفاؤل يسود حول قدرة المناهج الجديدة على توفير ما يحتاجه الطلاب من معلومات دراسية لا تجعلهم يحتاجون إلى كتاب خارجي.
عمومًا رجعوا التلامذة وقطار العام الدراسي انطلق في هدوء وننتظر لنرى ما هو قادم، حيث نحتاج وقت للقضاء على مشاكل الماضي في العملية التعليمية، وقد تكون هناك خطط قصيرة المدى، وأخرى طويلة المدى، من أجل الوصول إلى المستوى المنتظر من العملية التعليمية، والتي تهم كل بيت في مصر.
فالتعليم مشروع قومي مصري، يجب أن يلتف الجميع حوله، حيث إنه بداية أي تقدم وبناء أجيال جديدة قادرة على مواكبة العلوم الحديثة.