مأزق المقاومة اللبنانية
هل نجحت إسرائيل في اغتيال المقاومة وإسكاتها للأبد؟
فمقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، هو أحدث حلقات تصفية كبار قادتها على الساحتين اللبنانية والفلسطينية على حد سواء على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.
صحيح سبقته عمليات اغتيال متتالية للصف الأول والثاني للحزب، لم تخطئها قذائف الجيش الإسرائيلي ولا مرة تقريبا، في دلالة واضحة على قدرته على اختراق المقاومة، والوصول لأهدافه بسرعة ودقة فائقة، لكن يبقى اغتيال نصر الله، ضربة قاسمة لها لن تفيق منها سريعا.
وما مستقبل المقاومة بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله ؟ وهل هناك بديل قادر على سد الفراغ الذي خلفه الرجل؟
حزب الله تنظيم له قواعده ونظامه المؤسسي، و لا يقوم على فرد، رغم الخسارة الفادحة باغتيال زعيمه، ومن ثم لن يندثر أو يختفي، وأيا كان البديل، فالسؤال: هل سيحظى بنفس الكاريزما والحضور والرمزية التي اتسم بها نصر الله ؟ وهل سيكون في مأمن؟ فيد إسرائيل أصبحت قادرة على الوصول لكل من تريد تصفيته، ولا خطوط حمراء لديها.
نحن إذن بصدد تحولات كبرى في المنطقة، وإعادة رسم خريطة الصراع فيها.
ظني الشخصي أنها بدأت بالفعل مع عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، وليس بمقتل نصر الله، فمنذ ذلك الحين والمنطقة تشهد تطورات شديدة التعقيد، بدأت باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس داخل إيران، وطالت غيره من قادة ورموز المقاومة ولم تتوقف.
يجب ألا ننسي أن نصر الله نفسه دفع حياته ثمنا لتداعيات هذا الهجوم، فدخوله الحرب كان بهدف تخفيف الضغط على غزه، واشتراطه وقف قصف حزبه المكثف لشمال إسرائيل، قبل إنهاء العدوان على القطاع، جعله هدفا لجيشها.
ماذا إذن عن موقف إيران بعد أن فقدت أهم أذرعها؟
فحسن نصر الله ولا شك كان ساعدها القوي في المنطقة منذ تأسيس حزب الله، تستخدمه للضغط على إسرائيل ولدعم القضية الفلسطينية وتحقيق مصالحها، أعتقد أنه رغم الضربات التي تعرضت لها طهران مؤخرا، إلا أنها لن تسمح بانهياره، لكن هل تستطيع الإبقاء عليه بنفس القوة والتأثير الذي كان عليه قبل اغتيال قائده؟
يبقى السؤال مفتوحا: على من يأتي الدور بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله؟ فنتنياهو وحكومته أثبتا عمليا أن لا أحد لديه حصانة، حتى ولو كان شخصا في حجم المرشد الإيراني نفسه.