المخرج محمد عبد العزيز في ماستر كلاس بمهرجان الإسكندرية: المنصات وسط محدود لا يصلح للكوميديا
أقيم اليوم ماستر كلاس للمخرج الكبير محمد عبد العزيز، ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الأربعين، حيث تناول رؤيته لتطور الكوميديا عبر الزمن، وتأثير المنصات الرقمية على هذا النوع من الفن.
وأوضح عبد العزيز أن الكوميديا اختلفت كثيرا مقارنة بالماضي، مرجعا هذا التغيير إلى تحولات في هيكل الإنتاج السينمائي وطرق التوزيع، بما في ذلك ظهور المنصات الرقمية، ورغم إيمانه بأن الفيلم الجيد يفرض نفسه في النهاية، إلا أنه أشار إلى أن المنصات تعد وسطا محدودا لا يصلح بشكل كبير لعرض الفيلم الكوميدي، على عكس قاعات السينما التي تعتمد على الحضور الاجتماعي الكبير، مما يعزز من تأثير الكوميديا.
الكوميديا من مواقف وسلوك
وخلال حديثه، أكد محمد عبد العزيز أن الكوميديا تأتي تلقائيا من المواقف والسلوكيات، موضحا: لم أسع إلى تقديم الكوميديا أبدا، ولكنها تأتي من تلقاء نفسها.
وأشار إلى التحديات التي تواجه المخرجين في هذا المجال، مؤكدا أن من يعملون في الكوميديا قلة، وأن العثور على طلاب يرغبون في العمل بهذا المجال أصبح أمرا نادرا.
رحلة المخرج محمد عبد العزيز مع الكوميديا
وتحدث عبد العزيز عن تجربته الشخصية، مستعرضا نجاحاته في تقديم أفلام كوميدية ذات مضمون أعمق، حيث أضاف للكوميديا موضوعات اجتماعية وسياسية.
ومن أبرز أعماله فيلم المحفظة معايا عام 1978 مع عادل إمام، الذي تناول الكوميديا السياسية، وفيلم خلي بالك من عقلك الذي قدم كوميديا سيكولوجية.
كما أشار إلى نجاحاته مع عادل إمام في 13 فيلما، وأوضح كيف استطاع المزج بين التراجيديا والكوميديا في عدة أعمال، منها: انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط، حيث نجح في تقديم عادل إمام في دور بعيد عن الكوميديا.
التجربة المسرحية للمخرج محمد عبد العزيز
وعلى مستوى المسرح، تحدث عبد العزيز عن تجربته في إخراج مسرحيات كبيرة، مثل شارع محمد علي مع فريد شوقي وشريهان، والتي اتسمت بالسيطرة الكاملة على النص. كما لفت إلى عمله مع سمير غانم في مسرحية بهلول في إسطنبول، حيث سمح له بمساحة من الارتجال.
في الختام، أكد عبد العزيز أن فن الكوميديا صعب للغاية لأنه يخاطب العقل والقلب معا، مشيرا إلى أن الكوميديا تعالج المشاكل الاجتماعية من خلال إسقاط الضوء على سلوكيات خارجة عن إطار المجتمع.