الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

البحوث الإسلامية يعلن نتائج لقاءات أسبوع الدعوة الإسلامي

أسبوع الدعوة الإسلامي
دين وفتوى
أسبوع الدعوة الإسلامي
الخميس 03/أكتوبر/2024 - 08:19 م

نظم مجمع البحوث الإسلامية فعاليات "أسبوع الدعوة الإسلامي - رؤيةٌ إسلاميَّةٌ في قضايا إنسانيَّةٍ"، والذي أشرفت عليه الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالجامع الأزهر الشريف خلال الفترة من السبت الماضي وحتى أمس الأربعاء؛ وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتكثيف البرامج والفعاليات الدعوية والتوعوية بما يحقق دور ورسالة الأزهر الدعوية والتوعوية.

تحت رعاية الإمام الأكبر.. البحوث الإسلامية يبين نتائج لقاءات "أسبوع الدعوة الإسلامي - رؤيةٌ إسلاميَّةٌ في قضايا إنسانيَّةٍ"

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي إن الندوة الأولى التي عقدت تحت عنوان الأزهر حامل لواء الوسطية، انتهت إلى أن الأزهر الشريف الذي جاوز عمره اليوم ألف وأربعة وثمانين عامًا من العطاء، تلقى المنهج الوسطي بسند متصل من سيدنا رسوله الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الغر الميامين، وحافظ شيوخه على هذا السند المتصل إلى يوم الناس هذا، وأن الأُمَّة الإسلاميَّة والعالم كلُّه تلقى المنهج الوسطي من أفواه ومؤلِّفات علماء الأزهر، وارتضوه منهجًا يواجهون به التطرف والتعصب، والانحلال الخلقي، إذ حول الأزهر الشريف آيات القرآن الكريم الداعية إلى الوسطيَّة والاعتدال إلى برامج عمل وتنفيذ على الواقع، مضيفا أن هذه الوسطيَّة سمة لازمة لهذه الأمَّة، لا تنفك عنها، وكلُّ تطرف أو انحلال يبعد هذه الأمَّة عن الوسطيَّة مصيره إلى زوال، فهي مرتكز أساس في تكوين الإنسان السوي، ومبادؤها تحافظ على الفطرة الإنسانيَّة، وهي مظهر من مظاهر تكريم الله لبني آدم، وأن الوسطيَّة داعم أساس لاستقرار الأمم والشعوب، وحافظة للمنجزات الحضاريَّة والمكتسبات الماديَّة.

وأضاف الجندي أن الندوة الثانيَّة والتي عدت بعنوان "الإلحاد.. أسبابه ومخاطره وعلاجه"، انتهت إلى أن الإلحاد قضية قديمة تتجدد بأشكال مختلفة، وتظهر بين الفينة والفينة وهي من عورات الفكر الإنساني، وهو خطر يهدد العالم كلَّه؛ لأنَّه كفر بكلِّ الثوابت البدهيَّة التي استقر عليها العقل البشري السوي، كما أن نوبات الإلحاد حركات طارئة في المجتمعات، لها أسبابها النفسيَّة والبرجماتيَّة، وعلاجها يعود على المجتمعات بالصحة النفسيَّة والعقليَّة والحضاريَّة.

وأوضح أن من أهم أسباب الإلحاد تدخل العقل فيما لا طاقة له به، فالعقل محدود في التفكير، ولذلك جاء الوحي ليضيء للعقل الجوانب المظلمة بآيات الوحي الإلهي، وكذلك جدليَّة التضاد بين العلم والدين، وهي جدليَّة افتراضيَّة لا أساس لها من الصحة، فالإسلام حمل دعوة صريحة للعلم والتفكر والإبداع، والتدبر، وأن قانون الصدفة الذي بنى عليه الملاحدة فكرهم الإلحادي قانون باطل بإقرارهم، وقانون نظام هذا العالم يؤكِّد أنَّ هناك منظِّم حكيم خبير، ويكفي أن ينظر الإنسان إلى نفسه وأمعائه، وأجهزته ونظام عملها الدقيق المحكم ليستدل على وجود الخالق.

وأشار الأمين العام إلى أن الخطاب المتطرف، الذي يحرَّم زينة الحياة الدنيا، ويضيِّق على الناس في معاشهم، ويقنِّطهم من رحمة الله من أهم الأسباب الداعمة للإلحاد، فالإلحاد يكون مظهرًا من مظاهر التفلت من الأحكام الشرعيَّة، وانفلات النفس في تحقيق شهواتها، وملذاتها دون ضابط أو رقيب، مضيفا أن من أهم وسائل معالجة الإلحاد تعميم الدراسة الدينيَّة في المدارس والجامعات، وإفراد مقرارت لها، وتقديم القدوة الإسلاميَّة، وترغيب الناس في السير على مقتضاها، وكذلك بناء وجهات النظر الإسلاميَّة على أسس علميَّة موضوعيَّة تتناسب مع ما جدَّ في العالم من تطورات، وكذلك  ضرورة تغيير وضعنا فيما يتعلق بالدفاع عن الإسلام، فقد درجنا على أن نقوم بدور المدافع عن الإسلام الذي جعل مهمته منحصرة في ردِّ الهجوم، ولكن هذا لم يَعُد اليوم أمرًا كافيًا، فعلينا ألَّا نقنع بدور المدافع -وإن كان هذا مطلوبًا في حد ذاته أيضًا -وإنما ينبغي أن ننتقل إلى الموقف الأقوى وهو عرض الإسلام عرضًا جديدًا بأسلوب علمي يصل إلى عقل كلِّ ذي لب في عالمنا المعاصر، وبهذا لا نضيِّع وقتنا في انتظار وترقب الهجمات لنقوم بصدِّها، وإنما نقتحم الميدان بعرض الإسلام من جديد؛ ليس العرض الخطابي العاطفي الذي يكون له تأثير وقتي سرعان ما يزول، وإنما العرض المقنع الذي يستمر تأثيره ويدوم.

وأوضح الجندي أن الندوة الثالثة “الإدمان أسبابه ومخاطره وعلاجه”، بينت أن الإدمان ناتج في المقام الأول عن البعد عن الله تعالى وضعف الإيمان، وذلك نظرًا لضغوط الحياة وابتلاءاتها، التي تحتاج قوة اليقين، وحسن الظن بالله، والتوكل عليه، وكذلك  نتاج التفكك الأسري، وضعف الروابط الاجتماعيَّة، وغياب التربية السليمة المبنية على أسس قرآنيَّة وتطبيقات نبويَّة، وتقديم قدوات مدمنة تظهر في وسائل الإعلام على أنها أبطال، وتغري الشباب بهذه السلوكيَّات الهابطة، وأن الإدمان الذي تقدمه بعض الإعمال الفنيَّة على أنَّه علاج لمشكلات الواقع، وأزمات الحياة، وهو خطر يقتل روح المثابرة، وعزيمة الشباب، الأمر الذي ينذر بخطر داهم على الأمم والشعوب، مشيرًا إلى أن الإدمان آفة خطيرة؛ تهدد بنيان الإنسان؛ عقلًا وجسمًا؛ الأمر الذي يهدد تقدم المجتمع واستقراره، وعلاجه واجب المؤسسات الثقافيَّة والدينيَّة والإعلاميَّة والأمنيِّة، فالشباب هم الثروة الحقيقيَّة للأُمَّة، والحرب الآن تعتمد على تغييب عقول الشباب وعزلها عن واقع أمتها، فالعقل هو مناط التكليف، ومن خلاله تتحقق المقاصد العامَّة في الحفاظ على الكليَّات الخمس، وتغييب هذا العقل يهدر الكليات الخمس، وهذا تهديد صريح لاستقرار الأوطان والمجتمعات.

وأكد الأمين العام أن التعسف في طرح مسألة الخمور والمخدرات، والتلاعب بنصوص الشرع المحرِّمة لكلِّ مسكر قلَّ أو كثر من بعض المتصدرين لوسائل الإعلام أمر في غاية الخطورة، ويخدم أعداء الوطن خدمة مباشرة، ويجب أن تلتزم الأعمال الفنيَّة بالقيم الأخلاقيَّة، والمواثيق الدوليَّة التي تمنع التدخين، وتمنع استخدام الخمور والمخدرات في الإعمال الفنيَّة، موضحًا أن الإدمان ليس قاصرًا على الخمور والمخدرات، فمع ظهور شبكة الإنترنت ظهرت أنواع أخرى من الإدمان، منها مشاهدة الأفلام الإباحيَّة التي تقتل الغيرة، وتئد المروءة، وتضعف القوة البدنيَّة، وكذلك  الصور العارية، وإضاعة الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن علاج الإدمان ليس مهمة مؤسسة بعينها، بل هو مهمة الأسرة، والمدرسة، والجامع، والكنيسة، والإعلام بكلِّ وسائله، وهو على العموم مهمة المجتمع بكلِّ طوائفه.

وأضاف الجندي أن الندوة الرابعة التي عقدت تحت عنوان: "الأزهر تاريخ وحضارة"، أشارت إلى أن الأزهر الشريف منارة العلم في المشرق الإسلامي، والعالم كلِّه.

تابع مواقعنا