قصة بطل شارك في نصر أكتوبر.. الحاج رمضان: كنت في مقدمة من عبروا القناة وأعطينا العدو دّرسًا لن ينساه
سطرت بطولات البواسل من أبناء جنود القوات المسلحة المصرية، والشعب المصري، تاريخا سيظل متوارث بين الأجيال من خلال تحقيق النصر في حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973، ومع مرور الزمن يزداد الفخر بهؤلاء الأبطال وتتناقل سيرة بسالتهم بين الأجيال، فبعضهم معروف في كتب التاريخ، وفضاء الإعلام، وبعضهم اختار البقاء بعيدًا عن الشهرة والأضواء.
يلقي القاهرة24، الضوء على أحد أبطال ملحمة النصر، وهو البطل رمضان محمد أحمد، ابن محافظة بني سويف، الذى شارك في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، ليسطر ملحمة فى الفداء ويخلد اسمه وذكراه بأحرف من نور فى قرية بني ماضي التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف، بين أفراد أسرته وأهله ومحبيه من أهالى بلدته.
يروي البطل رمضان محمد، لـ القاهرة 24، بطولاته أثناء حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر المجيد قائلًا: توجهت للتطوع ضمن صفوف الجيش المصري في عام 1966 قبل النكسة، وذلك كان بدافع حبي لبلدي وكنت أتمنى الانضمام إلي صفوف الأبطال من القوات المسلحة كي أستطيع المشاركة في تحرير سيناء.
وأضاف: قضيت فترة تدريبي وعقب الانتهاء منها تم إلحاقي بسلاح المشاة، شاركت في حرب الاستنزاف وخلال هذه الفترة كبدنا العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في الجنود والعتاد من خلال عدة عمليات نوعية كنا نقوم بتنفيذها، وقبل انطلاق الحرب فى أكتوبر 73 بأيام قليلة، تم إرسالي في مأمورية إلى محافظة بني سويف لاستدعاء ونقل عدد من الجنود بأحد مراكز التدريب الكائنة في ذلك الوقت بالقرب من مازورة التابعة لمركز سمسطا غرب بني سويف، قمنا بنقلهم إلي الفرقة الرابعة بالسويس، ثم بعد ذلك إلى جنيفا تأهبًا لنقلهم لمنطقة الشلوفة والاستعداد للحرب.
وتابع: بدأنا تدريبات كأننا سنعبر القناة الآن وعندما نقترب، تأتي الإشارة بالتراجع، حتى جاءت لحظة الحسم ودقت ساعة الصفر وصدرت لنا الأوامر بالعبور بدأنا في نفخ القوارب وجميعنا نكبر في صوت واحد مرارًا.
واستطرد: كتيبتنا كانت اسمها كبش الفداء كونها كانت في المقدمة وأول من عبرنا القناة، عندما اقتربنا من الساتر الترابي خط برليف كلما نحاول الصعود تنزلق أقدامنا بالرمال إلى أسفل ثم صعدنا من خلال سلم حبل وكل منا معه تسليحه مدفع أو آربجية وزخائر يحملها ولكن سبحان الله كأننا لم نحمل شيئا، كلما رأيت أحد من زملائي أصيب أو استشهد كان يجن جنوني وأتقدم نحو العدو للأخذ بالثأر، وإصراري أنا وقادتي على النصر حتى لا تضيع دمائهم الطاهرة.
واختتم: الحمد لله انتصرنا وسأظل دائمًا فخورًا بأنني شاركت في ملحمة خلدها التاريخ، أعطينا فيها درسًا قاسيا للعدو ولكل من موله، وما زال أبطالنا من أبناء القوات المسلحة والشرطة يضربون لنا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية.