من النكسة إلى الثغرة.. ماذا جاء في وثائق مصر عن حرب أكتوبر؟
أفرجت مصر ضمن احتفالاتها بحرب أكتوبر الماضية، عن عدد من الوثائق السرية النادرة التي تتعلق بتفاصيل حرب أكتوبر 1973 بمختلف مراحلها بداية من الإعداد والعبور وخطة الخداع الاستراتيجي وما حدث في الثغرة.
وتناولت الوثائق موضوعات مختلفة منها حرب يونيو 1967 والتخطيط الاستراتيجي العسكري وإدارة الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النيران، والتخطيط لتصفية الثغرة (الخطة شامل وشامل المعدلة).
كما تتضمن الوثائق، أوراقا مرتبطة بفض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية والإعلام العسكري في حرب 1973، والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية ودورها ومذكرات القادة.
وتتطرق الوثائق إلى حالة الحراك السياسي والاستخدام السياسي لسلاح البترول العربي وفكر الاستخدام للقوات المسلحة والعملية جرانيت.
وتتضمن وثائق عن ضربة الجوية والتمهيد النيراني وعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف والضربة الجوية والتمهيد النيراني وعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، وإسقاط واستسلام مواقع إسرائيلية من خط بارليف (بورتوفيق - القنطرة) وتكوين رؤوس الكباري وصد الهجمات المضادة للعدو وبناء رؤوس الكباري وصد الاحتياطات المدرعة وتكوين رؤوس الكباري وصد الهجمات المضادة للعدو - دمج رؤوس كباري داخل نطاق الجيوش الميدانية.
النكسة
بداية الوثائق تأتي من النكسة وهي الحرب الثالثة بين العرب وإسرائيل وأدت إلى تدمير حوالى 80% من العتاد الحربي واستشهاد 25000 شخص واحتلال سيناء وتهجير بعضًا من سكان مدن القناة المصرية، والقنيطرة، وهضبة الجولان السورية، وعشرات الآلاف من فلسطين، واحتلال القدس الشرقية، والضفة الغربية، وغزة وفتح باب الاستيطان بها وإغلاق قناة السويس.
على الرغم من كل ذلك رفض المصريون والشعوب العربية نتائج هذه الحرب من خلال رفض تنحي الرئيس جمال عبد الناصر والخروج العظيم للشعب المصري لمطالبته بالاستمرار وإصراره على استعادة الكرامة وتحرير الأرض من خلال لاءات ثلاث، وردت في مؤتمر القمة العربية بالخرطوم (لا صلح - لا اعتراف - لا تفاوض) ورفع شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
وتتناول الوثائق في تلك المرحلة "الحراك السياسي - ما بعد مبادرة (روجرز) لوقف إطلاق النار 8-8-1970م وحتى صباح 6-10-1973 الحراك السياسي، الاستخدام السياسي لسلاح البترول العربي".
التخطيط الاستراتيجي العسكري
وتتناول المذكرات مرحلة التخطيط الاستراتيجي العسكري وقالت الوثائق أن التخطيط الاستراتيجي العسكري المصري لحرب أكتوبر 1973 يرقى إلى أعلى درجات الفكر العسكري العالمي، حيث شمل التوجيه السياسي العسكري للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإعداد فكر الاستخدام للقوات المسلحة، وقرار القائد العام وإعداد خطط العمليات والخطط التكميلية وتنظيم التعاون الاستراتيجي والأشراف والمراجعة واختبار التخطيط بما يؤكد قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام المخططة.
التخطيط لتصفية الثغرة (الخطة شامل وشامل المعدلة)
وتتطرق الوثائق إلى أكثر موضوعات حرب أكتوبر جدلًا وهي الثغرة وقالت الوزارة في تقديمها لهذا الأمر الحرب الدعائية والإعلامية هي جزء لا يتجزأ من العقيدة العسكرية الإسرائيلية، وتضخيم إنجازاتها لتصويرها إعلاميًا على انها انتصارا باهرًا، وفى حين أن معركة الثغرة هي محاولة فاشلة لتقليص حجم الانتصار المصري وحفظ ماء وجهها وكرامتها التي سقطت في الحرب الحقيقية الوحيدة التي خاضتها في مواجهة الجيش المصري رغم الدعم الأمريكي وخسائرها الجسيمة التي دفعتها كثمن لفتح محور إلى الضفة الغربية للقناة كما قال موشى ديان في اتصال تلفوني مع شموئيل جونين حيث قال لقد حاولنا وكل محاولتنا ذهبت أدراج الرياح وليس امامنا إلا أن نستمر حتى النهاية المريرة.
فض الاشتباك وانسحاب القوات الإسرائيلية
بعد اليوم السادس عشر من بدء حرب أكتوبر 1973م صدر قرار مجلس الأمن رقم (338) والذى يقضى بوقف بجميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973م والذى قبلته مصر ونفذته ولكن خرقته كعادتها إسرائيل مما أدى إلى صدور قرار آخر يوم 24 أكتوبر والتزمت به إسرائيل اعتبارا من يوم 28 أكتوبر، اضطرت بعدها إسرائيل للدخول في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات في شهر أكتوبر ونوفمبر 1973 (مباحثات الكيلو 101 والتي تم فيها الاتفاق على وقف إطلاق النار وتولي قوات الطوارئ الدولية المراقبة ثم بدأ تبادل الأسرى والجرحى وهذا الاتفاق كان مرحلة افتتاحية في إقامة سلام دائم وعادل).