جرح غائر في لحم إسرائيل القومي.. ماذا قالت الصحافة الإسرائيلية عن حرب أكتوبر المجيدة؟
«إن هذه الحرب تمثل جرحًا غائرًا في لحم إسرائيل القومي».. بتلك الكلمات خرجت مجلة بماحنيه الإسرائيلية لتصف حرب أكتوبر المجيدة بعد نحو 25 عامًا من نصر أكتوبر الساحق، والذي تحل ذكراه الـ51 اليوم الأحد، والذي استعادت فيه قواتنا المسلحة أرض سيناء الغالية، وقدم جنودنا البواسل كل غالٍ ونفيس وضحوا بدمائهم الذكية لتحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة، حيث قدمت القوات المسلحة ملحمة عظيمة سطرها التاريخ ونصرا مجيدا على العدو الإسرائيلي، ليكتبوا التاريخ بدمائهم ويستردوا أرض سيناء.
واستعرضت الهيئة العامة للاستعلامات، عبر موقعها الرسمي بوقت سابق، جانبا من شهادات المؤرخين وكبار القادة العسكريين من مختلف دول العالم، وتعليقات الصحافة والعديد من الكتب التي أرخت لحرب أكتوبر، ومن بينها الصحافة الإسرائيلية، حيث خرجت صحيفة علهمشمار الإسرائيلية في 29/10/1973، قائلة: «لقد سادت البلاد قبل حرب أكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق لدرجة أن هذا الاعتقاد قادهم الي طمأنينة عسكرية على طريقة سنقطعهم إربًا إذا تجرأوا على رفع إصبع في وجهنا».
أما صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، قالت في عددها الصادر في 2/11/1973: لقد أوجدت حرب أكتوبر مفهومًا يبدو إننا لم نعرفه من قبل -منهكي الحرب- ونعني به أولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الآن في المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التي خلفتها الحرب الضارية.. لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة.
وفي عدد آخر صدر في 8 نوفمبر من العام نفسه عقب الحرب بشهر واحد تقريبًا، أشارت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، إلى عدم استطاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إلحاق أي ضرر بالجيش المصري، مردفة: إننا حتى يوم وقف إطلاق النار على جبهة سيناء - لم نكن قد استطعنا إلحاق الضرر بالجيش المصري وأنه من المؤكد أنه حتى بدون التوصل إلى وقف القتال لم نكن سننجح في وقف أو تدمير الجيش المصري وبهذا يمكن القول أننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئًا.
«إن صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني إسرائيل بالنزول إلى المخابئ حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الإسرائيلية الأولى، وعندما انتهت الحرب بدأ العد من جديد وبدأ تاريخ جديد فبعد ربع قرن من قيام دولة إسرائيل باتت أعمدة ودعائم إسرائيل القديمة حطامًا ملقي على جانب الطريق»، هكذا تقول صحيفة معاريف الإسرائيلية في 20/9/1998، أما مجلة بما حنيه الإسرائيلية في العام نفسه، وصفت نصر أكتوبر المجيد بنقطة الانكسار للمجتمع الإسرائيلي في مجالات عديدة، مردفة: حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الإسرائيلي في مجالات عديدة.
ومن جانبه، قال ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء للكيان المحتل إسرائيل بمجلة بماحنيه الإسرائيلية، في 24/9/1998، إن حرب أكتوبر قد قوضت الثقة بالنفس لدى نخبة الأمن الإسرائيلية، وتسببت بقدر معين في هدم افتراضات أمنية قامت عليها الاستراتيجية الإسرائيلية لفترة طويلة ومن ثم تغيرت بعض العناصر الرئيسية في نظرية الأمن القومي التي تبلورت في العقد الأول.